اليوم العالمي لقتل الطفولة
إبراهيم عطف الله
العشرون من نوفمبر من كُـلّ عام يصادف اليوم العالمي للطفولة، حَيثُ يحتفل أطفال العالم بيومهم هذا لتعزيز الترابط بين أطفال العالم وتحسين رفاهيتهم ويتبادلون المراسلات والمناشدات، وبينما هم يستعرضون ما حصلوا عليه من رفاهية وصحة وتعليم وأمن واستقرار، يظهر أطفال اليمن وهم يعيشون أسوأ كارثة إنسانية في الأرض، تسبب بها تحالفُ البغي والإجرام الأمريكي السعودي منذ ما يقارب 6 أعوام، وما زال مستمراً في إجرامه بحق هؤلاء الأطفال حتى اللحظة أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.
تعالوا لننظرَ إلى أطفال العالم وأطفال اليمن وكيف سيكون مستقبلهم، هذا إن ظلوا على قيد الحياة؛ بسَببِ العدوان والحصار، بينما ينعم أطفال العالم بصحتهم، يظهر الطفل اليمني في أسوأ حالة صحية، يكابد وضعاً صحياً سيئاً مع نقص في الخدمات الطبية وتفاقم الأمراض وصعوبة الحصول على الغذاء وتدهور الوضع المعيشي لأسرهم وفقدان معيليهم، يكادُ الجلد يلتصق بالعظم لسوء التغذية وتعطيل المراكز الصحية والمستشفيات المتسبب بتوقيفها الحصار الجائر واحتجاز سفن الوقود والغذاء، والتي بلغت حالات الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحادة 15,5 % خلال عام 2020م.
بينما يحتفل أطفال العالم في يومهم هذا بشهاداتهم التعليمية، يظهر أطفال اليمن في حالة من اليأس وفقدان الأمل؛ لما تسبب به تحالف الشر بحق طلبة العلم الأبرياء من قصف للحافلات والمدارس والجامعات.
بينما ينعم أطفال العالم بأمنهم واستقرارهم، يظهر أطفال اليمن في حالة من التشريد والفزع تحت القصف والغارات، وبينما يبتهج أطفال العالم اليوم بما هم عليه من رفاهية، يظهر الطفل اليمني باكياً محروماً من العلاج، عاكفاً على أشلاء من تبقى من رفاقه، ذارفا للدموع على ما رآه من جرائم وحشية بحق أسرته.
ويأتي هذا اليوم من كُـلّ عام، ليحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل، في حين يبحث أطفال اليمن عن أدنى حقوقهم المنسية، تحت أنقاض مدارسهم ومنازلهم المدمّـرة، يأتي هذا اليوم العالمي والحصار الخانق يودي بحياة أطفال اليمن، ومن نجا منهم سيعيش كُـلَّ حياته شاهدا على إجرام وخبث هذا العدوّ.
أطفال العالم تفرح وتمرح، وأطفال اليمن معاناة وحرمان من أبسط الحقوق، يعيشون تحت وطأة الأمراض والأوبئة والتجويع والحصار والقتل المباشر والغير مباشر، ويكابدون الأوجاع منذ ستة أعوام، في ظل صمت أممي مخزٍ وتواطؤ دولي.
ستة أعوام سقط على إثرها آلافُ الأطفال في براثين الموت، منهم بالقصف، ومنهم بالحصار، وهناك الملايين منهم ينتظرون المصير نفسه، وسط تخاذل متعمد من الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية، والتي يفترض أن تكون راعيةً للمواثيق الإنسانية، ومن ضمنها حقوق الأطفال، وكأن شيئاً لم يكن، يظهر الأمين العام للأمم المتحدة “غوتيريش” محذراً من حدوث مجاعة وشيكة في اليمن، وما من مسمع أنين الأطفال ومعاناة الجياع والأبرياء.
أخيرا.. لا خير في قول بلا عمل، ولا خير في أمم متحدة يقف خلفها أمريكي بريطاني، لا عويل ولا استهجان، والرجاء والأمل بالقاهر المتعالي عز وجل ثم برجال الرجال المجاهدين في الثغور، فالأمم المتحدة ومنظماتها قد كُشف الوجه الحقيقي لها مؤخّراً، ولا يختلف القاتل بالطائرات الحربية عن القاتل بالصمت والخنوع والسكوت عن جرائم بشعة تُرتكب بحقِّ الشعب اليمني طيلة ستة أعوام، والعاقبة للمتقين المؤمنين.