سقطرى تحت الاحتلال في زمن انتهاء حقبة الاستعمار
كشفت كل من السعودية والإمارات عن وجهيهما القبيح في الجمهورية اليمنية وبدت الأمور واضحة للعيان.. المسألة احتلال وتقاسم اليمن إلى مناطق نفوذ ونهب خيراته الطبيعية واستغلال موقعه الجغرافي الإستراتيجي.
في سقطرى يرى العالم كله تدمير السعودية والإمارات للبيئة الساحرة والنادرة في الجزيرة وإنشاء معسكرات دون رقيب وسط صمت دولي مريب.
لقد أدخلت السعودية والإمارات إسرائيل إلى سقطرى ضمن عملية تهدف لفصل الجزيرة عن الوطن الأم اليمن وتقومان بتغييرات ديمغرافية واستقدام سكان من خارج الجزيرة في محاولة يائسة منهما لإخراج أرخبيل سقطرى عن السيادة اليمنية، وهذه المسألة تدخل ضمن أهداف الحرب السعودية الإماراتية على اليمن والمتمثلة بالسيطرة على المنافذ البحرية.
وهنا نتساءل .. لماذا هذا الصمت المريب إزاء ما يحصل في سقطرى وماذا تعمل دولة الاحتلال الإماراتي فيها وفي عدن ومينائها وميناء المخا.
يجري اقتطاع سقطرى من الوطن الأم تحت مرأى ومسمع العالم كله في مطلع الألفية الثالثة للميلاد، زمن انتهاء حقبة الاستعمار لنفاجأ بدولة نشاز تسمى الإمارات تريد أن تجعل من نفسها دولة عظمى تفرض أجندتها على الدول التي تعيش أوضاعاً صعبة كاليمن وليبيا وغيرهما.
فهل تفلح هذه الدولة التي صنعها الاستعمار في فرض سيطرتها على سقطرى والموانئ اليمنية؟ وهل يرضى العالم الذي يدّعي التحضر والحداثة وما بعد الحداثة بما تفعله الإمارات باليمن من احتلال جزره وموانئه ونهب الآثار والثروات المعدنية؟.
احتلال سقطرى يتم بالقوة من قبل دويلة الإمارات وبموافقة السعودية التي على ما يبدو أن بينهما اتفاق خفي لتقاسم الجمهورية اليمنية لمناطق نفوذ واحتلال، وهو ما يؤكده الأعمال المريبة للسعودية في المنطقة الشرقية من البلاد وتحديداً حضرموت والمهرة من خلال مد أنبوب النفط بالقوة عبر حضرموت والمهرة إلى البحر العربي.
لقد نٌكبت الجمهورية اليمنية بالسعودية والإمارات اللتين ظلتا تتربصان باليمن وتبحثان عن الفرصة المواتية للانقضاض عليه وتجزئته بضوء أخضر من الولايات المتحدة وبريطانيا.
إن المسألة باتت جلّية لاشيء يحكم السعودية والإمارات، لا دين ولا انتماء عربي وإسلامي ولا ضمير ولا حقوق جيرة.
إن الأهمية الإستراتيجية لجزيرة سقطري تتركز في كونها تقع في دائرة السيطرة على البحر الأحمر وخليج عدن وخطوط تدفق نفط دول الخليج وخطوط الملاحة الدولية بشكل عام فالموقع المهم للجزيرة يلبي طموحات عسكرية لمن يسيطر عليها.
وليس أمام 25 مليون يمني حالياً إلا التعبئة العامة والدعوة لمقاومة الاستعمار السعودي الإماراتي والنضال بلا هوادة لاستعادة السيادة الوطنية وتحرير المناطق المحتلة في البلاد.