ألفا يوم من الإبادة والإجرام والحصار
ألفا يوم من الإبادة والإجرام والوحشية و القتل والإرهاب والدمار والحصار بحق الشعب اليمني المظلوم… ألفا يوم وطائرات العدوان تمارس الوحشية والإجرام الغاشم الذي أهلك الحرث والنسل في يمن الإيمان على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والعالم المنافق أجمع.
ألفا يوم وشعبنا اليمني يعاني الأمرّين ويتألم، دون أن يلتفت إلى مظلوميته أحد ، ..عشرات الآلاف من الجرائم والمجازر الوحشية التي يرتكبها العدوان بحق الشعب اليمني على مدى أربع سنوات بصورة يومية مستمرة، في أغلب محافظات اليمن، عدوان بربري همجي يتمادى في إجرامه بصورة هستيرية، ولا يستثني أحدا في قاموسه… أطفال ونساء وشيوخ من مختلف الفئات العمرية, ومن مختلف الأحزاب والطوائف والمكونات، يستهدف الأعراس ومخيمات العزاء والطرقات والأسواق والمدارس والمستشفيات وحتى المساجد..
عدوان أرعن استهدف البشر والحجر والشجر والتاريخ والحضارة والهوية والآثار و البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكل مقومات الحياة في اليمن، ولم تترك صواريخ وقنابل الطائرات الأمريكية العدوانية شيئا إلا وقضت عليه.
إبادة شاملة:
أسَرٌ يمنيةٌ أبيدت بالكامل وأسر أخرى بلا منازل وأخرى لم يتبقَّ منها سوى الذكريات صور واطلال ركام وأشلاء دماء ودموع، أينما وليت وجهك فثم مجازر العدوان.
في اليمن مظلومية شعب اهتزت لها أركان السماء، وتألمت ورقت لها جمادات الأرض, في اليمن صمت العالم بأسره, وغاب ضمير الإنسانية.
معاناة ومآسي:
دماؤنا تُسفك يومياً بدون أي ذنب وبدون أي مبرر, فقد توزعت أشلاؤنا على كُـلّ رقعة من جغرافيا اليمن وسالت دماؤنا على هذه الأرض حتى ارتوت بها السهول والوديان. لا تمر ساعة دون أن يكون هناك ضحايا أطفال ونساء وشيوخ يغدر بهم العدوان، لا يمر يوم دون أن يتزايد أعداد الجرحى، ولا يمر يوم دون نحيب وصراخ الثكالى, تتزايد معاناة ومآسي اليمنيين كل ساعة , كل دقيقة يموت العشرات من الجوع والمرض من وطأة الإجرام وتشديد الحصار .
جرائم بالأرقام :
حيث رصدت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل تقريرها بعنوان “مأساة أمومة وطفولة مذبوحة لـ2000 يوم من العدوان على اليمن”،… مبينةً أن العدوان تسبب في استشهاد 16 ألف و978 مدنياً بينهم ألفين و٣٨١ امرأة وثلاثة آلاف و٧٩٠ طفلا وإصابة 26 ألف و٢٠٣ مدنيين بينهم ألفين و٧٨٠ امرأة وأربعة آلاف و٨٩ طفلا.
آثار كارثية:
وأشار التقرير إلى الآثار الكارثية جراء استهداف العدوان للقطاع الصحي والذي أدى إلى توقف ٦٠ بالمائة من المستشفيات والمراكز الصحية.. مبيناً أن استهداف العدوان للقطاع الصحي أدى لتدمير ٤٦٩ منشأة صحية ومصنع لتصنيع الأدوية ومصنعين للأوكسجين، بالإضافة إلى تدمير ٩٧ بالمائة من المعدات والأجهزة الطبية.
تفشي الأمراض :
وعرض التقرير إحصائيات عن الأمراض المتفشية بسبب العدوان من سوء تغذية وتشوهات جنينية وإجهاض حيث بلغت نسبة إصابة الأطفال بسوء التغذية ٤٧ بالمائة وسوء التغذية الحاد ٩ بالمائة.
وتسبب العدوان في انتشار الكوليرا والتهابات السحايا الدماغية والدفتيريا وحمى الضنك وغيرها من الأمراض، نتيجة استخدامه للأسلحة والقنابل المحرمة دولياً وتعمده تلويث المياه وغيرها من الوسائل التي ساهمت في انتشار الأمراض.
وبين التقرير أن عدد الجرحى المعاقين جراء غارات طيران العدوان بلغ أكثر من ألفين و١٨١ جريح، لافتا إلى استهداف العدوان أكثر من ثلاثة آلاف و٦٥٢ مدرسة ومنشأة تربوية في حين أغلقت العديد من المدارس جراء تضررها بسبب غارات طيران العدوان.
استهداف مقومات الحياة
وذكر التقرير أن العدوان استهدف كل مقومات الحياة من منشآت خدمية واقتصادية وبنى تحتية، حيث دمر على مدى ألفي يوم 565 ألف و٩٧٣ منزلا، و١٧٦ منشأة جامعية وألف و٣٧٥ مسجدا.
ووفقاً لتقرير منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، دمر طيران العدوان ٣٦٥ منشأة سياحية وستة آلاف و٧٣٢ حقل زراعي و١٥ مطارا و١٦ ميناء و٣٠٤ محطات ومولدات كهرباء و٥٣٧ شبكة ومحطة اتصال وألفين و٩٨ خزان وشبكة مياه و٣٩٢ مصنعا.
عالم منافق:
هذه الإحصائيات التي تم رصدها وتوثيقها رسميا تكشف للعالم المنافق حجم الوحشية والصلف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني الذي مورس على شعبنا اليمني على مدى خمس سنوات، ورغم كل ذلك ظل الشعب اليمني صامدا، وظلت مواقفه ثابتة، وقناعاته راسخة، بأن العدوان مهما استطال في قبحه وإجرامه لا بد له أن يخنع ويخضع ويعلن هزيمته وانكساره، فلا طاقة له ببأس وشجاعة وإقدام وصمود اليمنيين، وإن تحالف مع هذا العدوان العالم قاطبة، فالمظلومية اليمنية، وعدالة القضية اليمنية هي سر هذا الصمود والثبات الأسطوري الذي بات مضرب المثل على مستوى العالم .
لن تذهب هدرا:
كما إن تلك الأرواحُ التي اختطفتها أسلحةُ العالم المستكبر, لن تذهب هدرا, هي أرواح لا تموت, تذهب فقط من اليمن وتسافر إلى البعيد ليحل محلها أرواح من الحرية والعزة والكرامة والاستقلال, كل تلك الدماء الطاهرة التي ارتوت منها الأرض اليمنية ستتحول إلى براكين تنسف وتسقط عروش الظلم والمستكبرين بقوة الله الأقوى ولي المتقين وناصر المستضعفين.