شعبُ الإيمان ومعركةُ الكرامة

حزام محمد الأسد*

 

تقاسُ القوةُ بالقُدرة على مجابهة التحديات، ويقاسُ النصرُ بتجاوزها وتبديد آمال الخصم وإفشال مخطّطاته والحيلولة دون وصولِه إلى تحقيق أهدافه.

 

دخل العدوانُ السعودي الأمريكي الإماراتي بتحالفه الدولي الذي شمل ١٧ دولةً ألفيته الثالثة من أيامه، مستنفذاً كُـلّ الخيارات العسكرية والسياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية التي يملكها، مرتكباً لأبشع الجرائم الإنسانية المروَّعة لا سِـيَّـما بحق النساء والأطفال، استهدف البشرَ والحجر والشجر والآثار والبُنَى التحتية وكل مقدرات هذا الشعب اليمني مما له صلةٌ بالإنسان اليمني.

 

لا شك أن قوى العدوان لم تدخل هذا المستنقع إلَّا بعد أن فشلت في تنفيذ مخطّطاتها الرامية عبر إفقار وإذلال أبناء الشعب اليمني لتطويعهم لأسيادها والاستحواذ على قرارهم وسيادة بلدهم ونهب خيراتهم والاستفادة من الموقع الجغرافي الهام لليمن لصالح المشروع الأمريكي وخدمة لإسرائيل بالطرق الملتوية الموصوفة بالسلمية، فبعد استهدافها للهُـوِيَّة الإيمانية الأصيلة والجامعة عمدت إلى استحضار التنوُّع الفكري والجغرافي والجهوي في بلادنا لتخلقَ بعده الصراعات الإثنية وتروِّجُ لها وتغذيها، ومن خلال ذلك المسار رسمت مشروع الأقلمة والتقسيم لضمانِ ديمومة الصراع وفرض وصايتها على اليمن أرضاً وإنساناً؛ وليتسنى لها سلب قراره ونهب مقدراته وتمكين الأمريكي والإسرائيلي من الاستفادة بموقعه الجغرافي وخيراته الظاهرة والباطنة، شجعها على ذلك كيانات سياسية داخلية ارتبطت في نشأتها وبقائها وتغولها وتحكمها على رقاب الملايين من أبناء هذا الشعب العظيم بالمال السعودي والإماراتي وبالغطاء الأمريكي البريطاني، ومع تحَرّك هذا الشعب لإفشال المؤامرات والمخطّطات الرامية إلى إغراقه في الفوضى والتقسيم ثم الاحتلال شن العدوان عدوانه الغاشم وأطبق حصاره الخانق آملاً في حزم وحسم سريع وفصول تمهيدية يكسبُ من خلالها المعركةَ لصالحه، بانياً توقعاتِه على فرضيات ومعطيات مفروغةٍ من أُسُسها الفطرية وواقع تجاربها التاريخية لا تؤمنُ بقدرة إلَهية كونية قديرة وجديرة بالحسم والتفوق على قدراتهم وإمْكَانياتهم العسكرية، ولا تستوعب عظمةَ هذه القيادة الحكيمة والقرآنية الصادقة والشجاعة التي حملت على عاتقها الارتقاء بهذا الشعب العظيم أن يكون جديراً بالعيش حراً عزيزاً كريماً وبلده مزدهراً ومستقلاً.

٢٠٠٠ يوم خاضها شعبُنا في الدفاع عن نفسه وتبني قضاياه بمسؤولية واقتدار عكست كُنْهَ هذا الشعب وارتباطَه العميق بهُـوِيَّته القرآنية الإيمانية وقضيته العادلة والمحقة.

 

٢٠٠٠ يوم من استمرار الجرائم الوحشية التي يندى لها الجبين قابلها ٢٠٠٠ يوم من الصمود الأُسطوري اليماني المعزز بالثقة بالله والإيمان به وعدالة القضية واصالة وإباء وشموخ هذا الشعب العظيم بقيادته الحكيمة والصادقة والشجاعة المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

 

٢٠٠٠ يوم كسر من خلالها شعبنا معادلة توازن الردع ومرغ أنف العدوّ وحل الخزي والعار والنكال.

 

بالإيمان الواعي والتوكل عليه والالتفاف حول قيادته والتحَرّك الجاد والمسؤول في سبيل الله؛ ذوداً عن المستضعفين وَدفاعاً عن حياض البلد، ووفق مقتضيات السنن الإلهية قلب معادلات المعركة وأسقط فرضيات التفوق العددي والنوعي، واجه المعركة الأمنية بحس عالٍ وإدراكٍ وتفانٍ ومسؤولية، وبرز للمعركة الاقتصادية بحنكةٍ إدارية وبُعد نظر، وواجه الحربَ الإعلامية بصدق القول والصدع بالحق وكشف الزيف وإفحام الباطل، وأسقط رهاناتِ العدوِّ السياسية وجرَّده من شماعاته، وَدحَض مبرّراته وادِّعاءاته الواهية، وفي المسار العسكري تجلَّت قوةُ أهل اليمن بارتباطهم بالله وبشدَّةِ وقوة بأسهم، وصدق الله الحقُّ القائلُ (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) صدق اللهُ العظيم.

 

* عضو المجلس السياسي لأنصار الله

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى