في 2000يوم من العدوان والحصـــــار.. جرائم ضد الإنسانية بالجملة وخسائر إقتصادية تفاقم المعاناة

مع انتهاء 2000 يوم من العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي على بلادنا، تكون اليمن قد دخلت الالفية اليومية الثالثة من ابشع عدوان يشهده العالم في هذا العصر، كيف لا وقد خلف العدوان اسوء كارثة إنسانية على مستوى العالم بحسب التقارير الأممية وترك وراءه عشرات الآلاف من الضحايا بينهم نساء وأطفال.

فعلى مدى الفين يوما إرتكب العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي الكثير من الجرائم والمجازر الوحشية ليستحق بجدارة تصنيفه ضمن قائمة العار الأممية، وذلك قبل أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في هذا العام باستبعاد التحالف الذي تقوده السعودية من القائمة السوداء، ما أثار استهجان الكثير من المنظمات الإنسانية والحقوقية حول العالم.
ويأتي وضع الأمم المتحدة للتحالف ضمن القائمة السوداء في أكتوبر/تشرين الثاني 2017م بعد أن رصد تقرير أممي قيام تحالف العدوان بشن مئات الغارات على المدارس والمستشفيات واستهداف الأطفال.
ومن الواضح أن تصريحات غوتيريش في يونيو الماضي والتي أعلن فيها استبعاد تحالف العدوان من قائمة العار قد ناقض نفسه بكل وضوح فقد قال إن التحالف السعودي-الإماراتي قتل وأصاب 222 طفلاً في اليمن العام الماضي، بينما حمل حكومة المرتزقة المسؤولية عن قتل وإصابة 96 طفلاً، ورغم ذلك ظلت حكومة المرتزقة ضمن “قائمة العار” بينما جرى استبعاد التحالف من القائمة.

ونتيجة هذا التواطؤ الأممي مع العدوان ظلت السعودية وحلفائها تحشد آلتها الحربية الهائلة وحقدها الدفين على الشعب اليمني، وتشن عدواناً بربرياً في محاولة يائسة لكسر صمود شعب اليمن البطل الذي أذهل العالم بصبره وصموده وتحمله للحصار والتجويع والظلم والعدوان.

وكان المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع كشف في مارس الماضي عن احصائيات العدوان منذ بدايته، حيث أشار إلى الكم الهائل من الغارات الجوية التي شنها طيران العدوان الامريكي السعودي الاماراتي على اليمن خلال الاعوام الخمسة الماضية وقال إن “غارات العدوان المعلنة من قبلنا تقتصر على ما تم رصده وهناك غارات لم ترصد لا سيما خلال السنوات الأولى للعدوان”، مشيرا إلى أن “أكثر من 257 ألف غارة إجمالي ما رصدته الجهات المختصة في القوات المسلحة حتى تاريخ 14 مارس الماضي.

إحصائية مهولة من الضحايا

وتشير احدث الاحصائيات إلى أن عدد الشهداء والجرحى خلال الفين يوم من العدوان وصل إلى 43 ألف و181 شخصاً بينهم 16 ألف و978 شهيد وشهيدة منهم ثلاثة آلاف و 790 طفلا وألفين و 381 امرأة وذلك بحسب التقرير الصادر عن مركز عين الإنسانية.
فيما بلغ عدد جرحى العدوان 26 ألف 203 بينهم أربعة آلاف و89 طفلا وألفين و780 امرأة.

ورغم بشاعة المجازر التي يرتكبها تحالف العدوان إلا أنه وبحسب الكاتبة “هيلين لاكنر” التي قالت: من النادر ما تجد الضربات السعودية الجوية اليومية طريقها إلى الإعلام الدولي، رغم مسئوليتها عن تدمير البنية التحتية بما فيها آلاف المدارس والمنشآت الطبية، إلى جانب إصابة ومقتل المدنيين نتيجة «أخطاء استهداف» على الرغم من حصول قوات التحالف على مساعدات تحديد الهدف من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تزويد الأخيرة لطائراته المقاتلة بالوقود في الهواء، وهو تدخل بدونه لم يكون في وسع السعودية القيام بأغلبية ضرباتها الجوية.

وهناك عشرات الجرائم البشعة التي تصنف ضمن جرائم الحرب ارتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي في اليمن منها استهدافُ تجمع مليوني في مراسم تشييع الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد في 28 ابريل من العام 2018م فقد شنَّ غارتين جويتين على محيط ميدان السبعين خلال مراسم التشييع بالقرب من مكان المشيعين، مما أَدَّى إلى استشهاد شخص وجرح اثنين آخرين من المواطنين الذين حضروا لتشييع جثمان الرئيس الصمَّـاد.
ولم يكتفِ العدوان بارتكاب الجريمة، بل راحت وسائل إعلامية بمختلف أنواعها تتفاخر بهذا العار وتتحدث صراحة عن غارات استهدفت مراسم تشييع الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد.
ومن الجرائم البشعة قصف عزاء بالصالة الكبرى حيث قام العدو بالاستهداف المباشر لمجلس عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء في الـ 8 من أكتوبر 2016م والذي أَدَّى إلى استشهاد وجرح أَكْثَـر من 750 شخصاً كانوا يؤدون واجب العزاء، وهي من الجرائم التي لم يشهدها العالم إلا مع العدوان الأمريكي السعوديّ الاماراتي لتتوالى بعدها الغاراتُ التي استهدفت مراسم العزاء والأفراح والتجمعات النسائية وغيرها ومنها مجزرة العزاء النسائي بأرحب يوم الأربعاء 15 فبراير 2017، في قرية الأشرع مديرية أرحب بمحافظة صنعاءَ، مما أَدَّى إلى سقوط ثمان شهيدات وعشرات الجريحات منهم أَطْفَـال، إصابَة الكثير منهن كانت خطيرة..

ومساء الأحد 22 من شهر ابريل 2018م استهدف حفل زفاف في منطقة الراقة بمديرية بني قيس محافظة حجّة والتي راح ضحيتها أَكْثَـر من 90 شهيدا وجريحا بينهم عدد كبير من الأَطْفَـال، وذلك في إطار الإبَادَة الجماعية للشعب اليمني الذي يمارسها العدوان بحق اليمن، مستخدماً كافة الوسائل والأسلحة المحرّمة دولياً.
وقد شاهد الجميع وسمع الطفل “سميح” وهو ينادي والده الشهيد لأن يفتح عينيه أَوْ يرد عليه، في مشهد تهتز له الجبال.
وفي مساء الأحد 17 ديسمبر 2017م استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وبشكل مباشر ومتعمد لموكب نساء في منطقة هيسان بمديرية حريب القراميش بمحافظة مأرب، وذلك أثناء عودتهن مشياً على الأقدام من حفل زفاف في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن استشهاد 12 امرأة منهن، بالرغم أنه لم تكن في المنطقة المستهدَفة بطيران العدوان أية مواجهات أَوْ أية تجمعات عسكرية؛ وإنما تعطشاً للمزيد من القتل والدماء والدمار والخراب، خَاصَّـةً أنه قد سبق هذه الجريمة البشعة استهدافُ الكثير من الأعراس وحفلات الزفاف في أَكْثَـر من منطقة، كما سنذكر خلال الأسطر القادمة.
ومن قبلها وتحديدا يوم الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥ م، ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الاماراتي مجزرة جديدة، وذلك باستهدافه مخيم ومنزل لحفل زفاف المواطن محمد صالح بميفعة عنس قرية سنبان شرق محافظة ذمار، حيث استشهدَ وأصيب أَكْثَـر من مئة مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأَطْفَـال، وذلك نتيجة للصمت الدولي إزاءَ مختلف جرائم ومجازر العدوان الأمريكي السعوديّ الاماراتي بحق الشعب اليمني حيث سبق أن ارتكب العدوان الكثيرَ من هذه الجرائم البشعة، سواء لمراسيم العزاء أَوْ حفلات الزفاف.
لحقها استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الاماراتي وبشكل مباشر عبر طيرانه مساء الاثنين 28 سبتمبر 2015م حفلَ زفاف بمنطقة واحجة بمديرية ذباب القريبة من ميناء المخاء بمحافظة تعز بشكل مباشر ومتعمد، ما أَدَّى إلى استشهاد أَكْثَـرَ من 135 مواطناً معظمهم نساء وأَطْفَـال بالإضافة إلى إصابَة العشرات، في واحدة من أعنف الهجمات على المدنيين في اليمن، منذ بداية الصراع.

ومن الجرائم البشعة التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعوديّ الاماراتي في إطار سلسلة جرائمه بحق المدنيين والتي تصل إلى آلاف الجرائم، تدميرُ طيران العدوان بغارات مباشرة ومتعمدة مساء الجمعة 22 أغسطس 2015م لحي كامل في منطقة “صالة” السكنية في مدينة تعز، مما أودت بحياة 65 شخصاً وعشرات الجرحى بينهم نساء وأَطْفَـال، بحسب مصادرَ طبية، وذلك جراء تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

وبالرغم من مطالبة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون حينها عبر نائبة المتحدث الرسمي باسمه ايري مكينكو لإجراء تحقيقات عاجلة حول هذه الجريمة إلا أن ذلك لم يتم خَاصَّـةً أنه سبق هذه الجريمة ما هو أفظع وأشد منها والتي لم تحدث في المنطقة العربية بشكل عام من قبلُ.
ومن أبشع جرائمه بحق الشعب اليمني، كان استهدافه مساء الاثنين 12 مايو 2015م لحي نقم السكني بأمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدماً قنابلَ غازيةً وفسفورية شديدة الانفجار، ما أَدَّى إلى استشهاد وإصابَة أَكْثَـر من 400 مواطن وتدمير المنازل السكنية ولمختلف مقومات الحياة في هذا الحي، بل وصل امتداد هذا الانفجار من خراب ودمار وأشلاء للضحايا وشظايا صواريخ العدوان الأمريكية الصنع إلى مختلف أرجاء العاصمة صنعاء، وكانت هذه الجريمة امتداداً لمجزرة عطان التي ارتكبها العدوان حيث قام صباح يوم الاثنين الموافق 20 ابريل 2015م، بارسال قنبلة مزوّدة باليورانيوم المستنفذ ألقتها طائرة شبح أمريكية على الأحياء السكنية في منطقة ”فج عطان”؛ ليحصُدَ هذا السلاح المحرم دولياً والمسمى بأُمّ القنابل قرابة ألف شهيد وجريح في مساحة سكانية واسعة تمتد لأَكْثَـرَ من ثلاثة كيلومترات مربع، ملحقةً دماراً هائلاً بالمنازل والمباني والمنشآت الحكومية والممتلكات الخَاصَّـة في المنطقة.

ورصدت الجهات الرسمية أَكْثَـر من 700 منزل وعمارة تهدمت بشكل كلي أَوْ جزئي بفعلِ قُــوَّة ضغط الانفجار.
وفي 2015م حصلت مجازر اخرى منها شنَّ غاراتٍ عنيفة على منازل المواطنين في يريم بمحافظة إب أدت إلى استشهاد 12 مواطناً وجرح 44 آخرين.
وأدَّى القصفُ المتوحّشُ لطيران العدوان الأمريكي السعودي على سوق آل مقنع بصعدة في 20 سبتمبر من نفس العام إلى استشهاد 90 مواطناً وعشرات الجرحى.
وفي 28 سبتمبر استشهد 135 مواطناً وأصيب عشراتٌ آخرون، جراء المذبحة الجماعية التي ارتكبتها طائراتُ العدوان ، مستهدفةً خيمتَي أعراس إحداهما مخصصة للنساء وأخرى للرجال في مديرية المخاء بمحافظة تعز.

وتحوَّلت المخاءُ إلى منطقة منكوبة جرَّاءَ غارات العدوان المكثَّفة على المدينة والتي خلَّفت المئات ما بين شهيد وجريح.
وفي 29 أغسطس 2015 شن غاراتٍ عدوانيةً على مصنع مياه بمدينة عبس بمحافظة حجة، مَـا أَدَّى إلى استشهاد وإصابة 30 مواطناً، في مشهد مروِّع اهتزت له حجة بأكملها..

وفي 27 أكتوبر 2015استهدف العدوان الصيادين في عقبان ، لتحوِّلَ أجسادَهم النقية الطاهرة إلى أشلاء.. والدماءُ تسيل على الشاطئ.
الحصيلة وصلت إلى استشهاد أكثر من مائة صياد وإصابة مائة آخرين.
ويتفنَّنُ العدوانُ في جرائمه بحق المدنيين في بلادنا، وفي 29 نوفمبر قصَفَ طيرانُ العدو تجمعاً نسوياً بالقُرب من بئر مياه في مديرية المسراخ بمحافظة تعز، مَـا أَدَّى إلى استشهاد 12 امرأة بالكامل.
22وفي ديسمبر قصَفَ طيرانُ العدوان الأمريكي السعودي الاماراتي منزلَ المواطن عبدالكريم حمود حميد العزي بمنطقة أملح بمديرية كتاف، مَـا أَدَّى إلى استشهاد أسرته بالكامل وعددهم 19 مواطناً.
ومن ابشع الجرائم التي ارتكبها العدوان كانت استهداف حافلة تقل أطفال وهم بوسط سوق مدينة ضحيان بصعدة الخميس 9 أغسطس من العام 2018م ما أدى إلى استشهاد 52 بينهم 41 طفلا، و79 جريحا بينهم 55 طفلا.

وذكرت هيومن رايس ووتش على موقعها الإلكتروني أن تحالف العدوان نفذ منذ مارس 2015 عدة غارات جوية في انتهاك لقوانين الحرب دون إجراء تحقيقات متابعة كافية، واضعا موردي الأسلحة تحت خطر التواطؤ في جرائم الحرب.
وحددت المنظمة ذخائر من أصل أمريكي في مواقع 24 هجوما غير قانوني على الأقل للتحالف في اليمن.
وقال بيل فان إسفلد، باحث أول في حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: “يُضاف هجوم التحالف بقيادة السعودية على حافلة مليئة بالأطفال إلى سجله الشنيع في قتل المدنيين في حفلات الزفاف والجنازات والمستشفيات والمدارس في اليمن. وأشار إلى أن الدول التي لديها معرفة بهذا السجل، ممن تزود السعوديين بالقنابل، قد تعتبر متواطئة في الهجمات المستقبلية التي تقتل المدنيين”.

ونوهت إلى أنه يمكن محاكمة الأفراد الذين يرتكبون انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب بقصد إجرامي، أي عن قصد أو تهور، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كما يمكن أيضا أن يحاسب الأفراد جنائيا عن المساعدة في جريمة حرب أو تسهيلها أو دعمها أو التحريض عليها. ولفتت هيومن رايس ووتش إلى أنه رغم تقليل تحالف العدوان في البداية من احتمال وقوع هجوم غير قانوني، إلا أن التحالف قال لاحقا إنه سيحقق في الغارة، مؤكدة أنه نادرا ما تجد تحقيقات التحالف أخطاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى