من دروس التاريخ العسكري
حرب البرق
كان التكتيك العسكري منذ بدايه ظهور الاسلحة والمدفعيه وحتى بداية الحرب العالمية الثانيه تعتمد على حرب الخنادق وهو تكتيك يعتمد على التخندق وقصف العدو والقنص والاستعداد للزحف الكبير الذي يهدف لاحتلال مواقع العدو وفي حال نجاحها يتوقف التقدم لحرف الخنادق والانتظار لهجوم كبير جديد.
استخدم هذا الاسلوب في الحرب العالميه الاولى وكان التقدم فيه لا يتجاوز المئات من الامتار كما ان خسائرة تسقط خلال يوم الزحف الكبير.
ومع بدايه الحرب العالميه الثانيه قرر هتلر غزو قارة اوروبا ولكن التكتيك الحربي المستخدم لا يلبي ما اراد فهو يريد نصر سريع و تقدمات بمساحات واسعه.
وحقق ذلك الكولونيل العام هاينز جوديريان قائد الفيلق التاسع عشر (الفيرماخت) وقائد الجيش الثاني بانزر
(رتبه كولونيل ثاني أعلى رُتب ضباط هيئة الأركان ولا ولا يعلوها سوى رُتبة الفيلد مارشال)
حيث وضع الكولونيل العام هاينز جوديريان اساسيات ما تسمى بالالمانيه Blitzkrieg وهي الحرب الخاطفة أو حرب البرق.
وتعتمد حرب البرق على تركيز الهجوم في نقطة واحده بشن قذف مدفعي مكثف يهدف إلى إلحاق أكبر قدر من الخسائر بقوات العدو، بالإضافة إلى التأثير على معنويات الجنود المدافعين ويتبع ذلك قصف الطيران لتدمير مراكز دفاع العدو و تجمعاته.
يتبع ذلك زحف فرق البانزر المدرعة في تتابع دقيق بسرعة وبقوة لكسر الخط والتوسع معتمدا على ثلاث خطوات (هجوم ـ اختراق ـ تطويق) ويمنح ذلك سيطرة ميدانية مطلقة في أزمنة قياسية بامتياز.
اثبتت حرب البرق كفائتها امام تكتيك الخنادق ففي شهر أبريل لعام 1940 اجتاحت قوات فيرماخت الالمانيه بخطة البرق الدول الأوروبية عديده من بينهم فرنسا فنجح في احتلال الدنمارك و النرويج ونصف بولندا خلال 3اسابيع ودخلت قواته باريس بعد اقل من شهرين من معارك.
ومهد تكتيك الحرب الخاطفة لظهور مدرسة عسكرية متطورة تجلت في حرب الأيام الستة عام 1967 بين إسرائيل من جهة ومصر والأردن وسوريا من جهة أخرى وفي حرب أكتوبر بين مصر وسوريا من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى، ثم ظهرت مرة أخرى مع تعديل في بعض أسسها في كل من عاصفة الصحراء والاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003.