حيث لا حرمة لبشر أو حجر.. كربلاء اليمن تقدم زهاء مائة ألف شهيد نصفهم أطفال ونساء
تحت النار والحصار أحيا اليمنيون ذكرى عاشوراء وفاجعة كربلاء في عشرات الساحات على مستوى العاصمة صنعاء والمحافظات.
المأساة الأعظم في تاريخ المسلمين القديم، حيث ذبح آل بيت النبوة والصفوة من رجال الإسلام المحمدي، وسيقت نسائهم على اقتاب الإبل سبايا إلى قصر الطاغية يزيد.
لقد أسس الطغاة بحادثة كربلاء حكمهم بالدم وهو حكم امتد قرونا وشهدت الأمة خلاله فجائع ونكبات، وتلاعبت أهواء الحكام الفاسدين الذين تولوا مقاليد السلطة في أقطار المسلمين، بالأمة والإسلام وصولا إلى ما تشهده اليوم من ذبح شعب الإيمان وسفك للدماء في سوريا وليبيا وأقطار أخرى، فيما يد السلام والرفق والحنان يمدها الفساق من الحكام إلى اليهود ودولتهم المزعومة ” إسرائيل”.
• الإجرام بحق البشر والحجر
لكربلاء اليمن ارتباط وثيق بكربلاء الحسين حيث لا حرمة تحت نيران العدوان السعودي الأمريكي لرضيع أو عالم جليل أو امرأة أو كهل أو مسجد أو سوق أو مدرسة أو طريق، كما هو الحال حين واجه الحسين جيش بني أمية الذي لم يقم حرمة لرضيع او كهل أو امرأة.
تشير تقارير متعددة إلى أن عدد الضحايا في اليمن قد فاق الـ 100 ألف إنسان، نصفهم من النساء والأطفال قضى غالبيتهم في مناطق مدنية وتحت أنقاض منازلهم بعيدا عن مواطن القتال والجبهات.
وبحسب آخر إحصائية قدمها مركز عين الإنسانية للضحايا من المدنيين منذ شن العدوان في 26 مارس 2015 وحتى 26 مارس 2020م، فقد بلغ عدد القتلى والجرحى من المدنيين 42582 بينهم 3725 طفلا و2357 امرأة.
ووصل عدد الجرحى إلى 25964 بينهم 3941 طفلا و2721 امرأة.
وفي الشأن الصحي تقول اليونسيف إن امرأة وستة أطفال حديثي الولادة يموتون كل ساعتين بسبب الأوضاع التي يعيشها اليمن تحت الحرب والحصار، واورثت مجاعة وسوء تغذية وانعداما في الخدمات الصحية الملائمة.
وتقول منظمة انقاذ الفولة إن ما يزيد عن 100 ألف طفل يمني قضوا نتيجة سوء التغذية والمرض في ظل ست سنوات من الحرب والحصار، وأن الأرقام المسجلة لا تغطي وفيات الأطفال في الأرياف الذين تقطعت بهم السبل نتيجة قصف الطرقات والمراكز الصحية.
وتشير إحصائيات وزارة الصحة اليمنية إلى الأجهزة الطبية المتوافرة في المستشفيات اليمنية أن 97% من الأجهزة الطبية خرجت عن الخدمة، وأن التحالف يمنع دخول أجهزة حيوية ما يتسبب يوميا في رفع نسب الوفيات من المرضى.
وتضيف بأن 50 ألف مريض في حاجة عاجلة إلى نقلهم إلى الخارج، ولا يستطيعون السفر بسبب حصار مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان، فيما يحدق الموت بمئات الآف آخرين من ذوي الأمراض نتيجة إنعدام الأدوية المنقذة للحياة من ذوي الأمراض المزمنة أو النادرة.
– وكما فعل جيش بني أمية في كربلاء الحسين حين لم يبق قدرا على قدر، أو خيمة تؤوي النساء إلا وأحرقها، فلم يبق العدوان السعودي الأمريكي مسجدا ولا طريقا ول اسوقا إلا وقصفه وسفك الدماء فيه.
ويشير مركز عين الانسانية في هذا السياق إلى أن تحالف العدوان استهدف بعملياته العسكرية 461460 منشأة خدمية شكلت منازل المدنيين الرقم الأكبر والصادم 451684 منزلاً مدنياً، 1052 مدرسة، و383 مستشفى ومرفقا صحيا و172 منشأة جامعية وتعليمية عليا و6112 حقلاً زراعياً و1294 مسجداً و46 منشأة إعلامية و240 موقعاً أثري و349 منشأة سياحية.
وطالت آلة العدوان الحربية 15 مطاراً و16 ميناء و1856 خزانا وشبكة مياه و294 محطة مياه وكهرباء و3575 طريقا وجسرا و514 شبكة ومحطة اتصال.
كما طال التدمير بالقصف الجوي والبري والبحري 20819 منشأة اقتصادية شملت 346 مصنعا متنوعا و10601 منشأة تجارية و660 سوقاً و390 مزرعة دجاج 857 مخازن غذاء و384 محطة وقود و6127 وسيلة نقل و283 ناقلة وقود و717 قافلة غذاء و454 قوارب صيد.
وطال قصف تحالف العدوان 637 سوقا تجاريا بالغارات الجوية أدت إلى تدميرها أو تضررها تضررا كليا أو جزئيا، وسقط جرائها 3440 شخصا بين شهيد وجريح.
كما لم تستثن من قائمة الأهداف 631 ناقلة غذائية و759 مخزن أغذية و15 صومعة حبوب.
• حصار وتجويع
يصمد اليمنيون في العام السادس من كربلائهم في ظل حصار جرى تشديده وحرب اقتصادية آخر أورقها منع سفن النفط عن الدخول كلية، وحولت فيه المساعدات الإنسانية إلى سلاح حيث يجري تقليص وإغلاق والبرامج الإنسانية واحدة بعد الأخرى.
وتؤكد آخر المعلومات من قبل المجلس الأعلى لتنسيق المساعدات في صنعاء أنه بحلول نهاية سبتمبر فإن 80 % من البرامج الإنسانية الأممية وغير الأممية في مجالي الصحة والغذاء أبلغت بانها في صدد إنهاء أعمالها وإقفال برامجها.
ومنذ ما يقارب مائتي يوم تقبع اليمن في ظل منع كامل لدخول المشتقات النفطية، وأشارت كل من شركة النفط إلى أنها بدأت بسحب الرصيد الميت، فيما قالت وزارة الصحة إنها القطاع الصحي يعيش وضعا حرجا وبدا بتقليص خدماته نتيجة شح المشتقات النفطية وخاصة مادة الديزل الأساسية لتوفير الكهرباء وتشغيل المستشفيات.
• قتال واستبسال
لكربلاء الحسين عليه السلام ارتباط وثيق بكربلاء اليمن حيث شعبها صامد مضحى يرفض إعطاء الطغاة من نفسه عطاء الذليل، يدير القتال في ما يزيد عن 50 جبهة مفتوحة استطاع في السنة أخيرة تحقيق الانتصار الحاسم في جبهات استراتيجية منها كجبهة كتاف ونهم والجوف وبالأمس قيفة ويكلا، رغم التكنولوجيا التي يتمتع بها تحالف العدوان وصفقات السلاح المتطور ولا تكاد تتوقف سفن وطائرات الشحن إلى موانئ وقواعد التحالف العسكرية، ومواقف سياسية دولية متخاذلة وغربة افتقد فيها الشعب اليمني الصديق والشقيق إلا بعضا من شرفاء العالم وأحراه يقفون هنا وهناك يسمعون صوت الشعب المحاصر المظلوم الذي يأبى أن يعطي طغاة العصر من نفسه إعطاء الذليل، ويرفع صوته رغم كل الألم “هيهات منا الذلة ” كما رفعها الحسين بن علي في كربلاء بوجه طغاة عصره.