عواء سفير صاحبة الجلالة
د. احمد عبد الله الصعدي
السفير البريطاني لدى اليمن ، المغترب في الرياض، مايكل آرون، هو أكثر سفراء الدول المنغمسة في العدوان نشاطا على الجبهة الإعلامية .
يحرس صاحب السعادة مصالح بلاده ومصالح حلفائها واتباعها ، وهذا أمر طبيعي ، إلا انه لا يكتفي بالنباح كما تفعل كلاب الحراسة اليقظة والوفية ، عندما تنبه أصحابها إلى قدوم غرباء ، بل يعوي ويتلوى بألم.
فهو يعوي عندما تضرب الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة مواقع منتقاة في مملكة بني سعود ، ربيبة مملكته والرافد بإسراف لخزائنها ، ويعوي لاهثا نحو الحديدة ومينائها ،الذي تدرك بلاده أهميته ولها فيه وفي الساحل الغربي أطماع دفعتها إلى احتلال الحديدة وتهامة بعد الحرب العالمية الأولى ، ويعوي على بترول وغاز مارب ما ظهر منهما وما بطن ، ويعوي لان حرب العدوان طالت وكذّب الصمود اليمني ما اعتقده المعتدون وأجهزة مخابراتهم وأزلامهم اليمنيون أنها ستكون مجرد رحلة قصيرة وسعيدة، ويعوي على صنعاء التي عين سفيرا لديها وربما تنتهي فترة خدمته ولم تطأها قدماه فيدون هذا المقطع من سيرته المهنية كأغرب حالة شاذة في تاريخ الدبلوماسية البريطانية . ومن شدة حنق صاحب السعادة على صنعاء يرتفع عواؤه مدعيا أنها محتلة وكأنها جزر الفوكلاند أو جبل طارق !
ويبدو أن سفير صاحبة الجلالة بدأ يحس بخشونة عوائه فحاول أن يدخل عليه مؤثرات صوتية بإضافة نغمات من معزوفة الأنسنة الممجوجة ، مدعيا أن تحرك الجيش واللجان الشعبية في مارب غير إنساني ، وينسى هذا المتبجح الكلبي باسم الإنسانية ما أكدته صحف لندنية عن وجود أكثر من 6300 مهندس وفني بريطاني في المطارات السعودية ، يقومون بصيانة وإعداد وتذخير الطائرات التي تقصف اليمن ، وترتكب أكبر المجازر وأبشع الجرائم ضد الإنسانية، وأن مشاركتهم في العدوان حاسمة إلى حد أنهم لو غادروا السعودية لتوقفت جميع طائراتها عن التحليق بعد أسبوعين ، ولعجزت عن مواصلة الحرب.