السيد نصر الله: انتصار تموز أفشل مشروع “الشرق الأوسط الجديد” وكشف مستوى الوهن في قيادة العدو الإسرائيلي
بارك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لشعوبنا ولكل أحرار العالم ذكرى الانتصار الإلهي في حرب تموز 2006، مؤكدا أن حرب تموز كانت أولى نتائجها إفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تديره أمريكا.
وقال السيد نصر الله في كلمة له مساء الجمعة بمناسبة الذكرى الـ14 لانتصار تموز-آب في العام 2006 على العدو الإسرائيلي إن الشكر لكل المقاومين المقاتلين الذين رابطوا لـ33 يوما في مختلف الجبهات الأمامية، كما هو للأهالي الذين صمدوا في الحرب، والذين نزحوا وصبروا في أماكن التهجير.
وأضاف “نشكر سوريا قيادة ودولة وشعبًا، على استضافتهم للنازحين اللبنانيين في حرب تموز، كما نشكر الدول التي وقفت إلى جانب لبنان ولكل أحرار العالم الذين عبروا عن وقوفهم إلى جانبنا في حرب تموز”.
وأوضح أنه لا بد من استذكار الشهيد القائد الحاج عماد مغنية والشهيد القائد السيد مصطفى بدرالدين والشهيد الحاج قاسم سليماني والقادة الآخرين الذين شكلوا قيادة المقاومة العسكرية المركزية في حرب تموز.
ولفت السيد نصر الله إلى أن ما حصل في تموز 2006 كان حربًا حقيقية فرضها العدو الصهيوني على لبنان خدمة للمشروع الأمريكي في لبنان، مشيرا أن 33 يومًا كانت فيها المقاومة وشعبها صامدة صابرة إلى أن أجبرت العدو الإسرائيلي على وقف عدوانه والتراجع عن شروطه.
وحول نتائج حرب تموز أفاد أنه كان لها نتائج استراتيجية كبرى عسكريًا وأمنيا وسياسيًا وثقافيًا في معركة الفهم والوعي والإرادة، لافتا إلى أن النتيجة الأولى لحرب تموز كانت إفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تديره أمريكا.
وأردف أنه كان من المفترض أن يُهزم لبنان ويدخل الهيمنة الأمريكية وتسقط بعدها سوريا ليتم بعدها إسقاط الجمهورية الإسلامية في إيران ثم تصفية القضية الفلسطينية، مضيفا أن الاندفاعة الأمريكية الهائلة في الشرق الأوسط والتي بدأت باحتلال الأفغانستان والعراق، سقطت عند الهزيمة الإسرائيلية في لبنان عام 2006.
وأوضح نصر الله أن النتيجة الثانية لحرب تموز هي كشف مستوى الوهن والترهل في قيادة العدو الإسرائيلي ومنظوماته العسكرية والأمنية، وقال إن العدو الإسرائيلي لجأ إلى العالم كي يوقف الحرب نتيجة التصدع في جبهته الداخلية وقيادته السياسية خلال حرب تموز 2006.
وتابع “ما زالت آثار الهزيمة العسكرية والأمنية والنفسية التي تلقاها العدو الإسرائيلي في حرب تموز حاضرة وبقوة في هذا الزمن”.
وأكد أن المقاومة في حرب تموز استطاعت أن تثبت قواعد اشتباك تحمي لبنان من خلال توازن الردع، قائلا “منذ العام 2006 حتى اليوم، يعرف العدو الإسرائيلي تماما أن هناك معادلة ردع تحمي لبنان، ولافتا إلى أن معادلة الردع اليوم هي وحدها التي تحمي لبنان، لا جامعة الدول العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي ولا الأمم المتحدة.
وشدد أن من يحمي لبنان اليوم ويقدم هذا الاستقرار هي المقاومة التي شكلت توازن الردع، مبينا أن مشكلة أمريكا وإسرائيل معنا هي قوة المقاومة وقدرة المقاومة، وأنه حتى اليوم نسمع العرض التالي، فليتخلى حزب الله عن المقاومة وعندها سنُشطب عن لائحة الإرهاب وسيقاتلون كي نكون في الحكومة وسنصبح أعز أصدقاء أمريكا وأوروبا والعرب.
ولفت إلى أن السفير الإماراتي في واشنطن يقول إن بلاده قاتلت حزب الله وحماس من أجل “إسرائيل”.
وأضاف السيد نصر اله “إذا قلت للأمريكيين أننا لن نقاتل إسرائيل فسنشطب عن لوائح الإرهاب حتى لو بقينا نتدخل في الإقليم، هم لا يعنيهم من المقاومة إلا أنها تقاتل “إسرائيل”.
وأردف ان العدو الإسرائيلي يعلم أن أي حرب عسكرية مقبلة لن تستطيع أن تضعف حزب الله وأن المقاومة مسألة وجود، وهي الهواء الذي نتنفس لنبقى على قيد الحياة، مشيرا إلى أن المقاومة بالنسبة للبنان هي شرط وجود وليست صفة إضافية يمكن الاستغناء عنها.
وأكد أن العدو الإسرائيلي “وقف على إجر ونص” واتخذ كل الإجراءات حتى لا نتمكن من الرد على استشهاد أحد مجاهدينا في سوريا، لافتا إلى أن قرارنا فور شهادة أحد إخواننا في سوريا كان الرد على هذه الجريمة.
وأوضح أن هناك قواعد اشتباك موجودة سنحافظ عليها وسنثبتها بالعمل الجاد والمدروس، وأن ما جرى عند جيش العدو على الحدود منذ شهادة الأخ العزيز علي كامل محسن حتى اليوم هو جزء من العقاب.
وأشار إلى أن قرار الرد على اغتيال المجاهد علي كامل محسن ما زال قائما والمسألة هي مسألة وقت.
وبخصوص اتفاق الإمارات مع كيان الاحتلال قال السيد نصر الله “نحن لم نفاجأ بما قام به الحكام الإماراتيون، لأن المسار الذي تمضي به الإمارات سيصل بطبيعة الحال إلى هذه النقطة”. لافتا إلى أنه يبدو أن الحاجة لإعلان الاتفاق بين العدو الإسرائيلي والإمارات هي حاجة أمريكية وأن التطبيع بين الإمارات والعدو الإسرائيلي موجود وهو مسار اتخذه حكام الإمارات.
وأضاف أن توقيت الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يؤكد أن بعض الأنظمة العربية هم خدام للأمريكيين مبينا أن ترامب كان بحاجة لإنجاز انتخابي، وما أقدمت عليه الإمارات هو خدمة انتخابية شخصية لترامب.
وأكد أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي خدمة شخصية وانتخابية لنتنياهو الذي يمر بأضعف حالاته السياسية داخل كيان العدو، لافتا إلى أن علينا أن نتوقع إقدام عدد من الدول العربية والأنظمة العربية الجاهزة بانتظار إشارة “كوشنير” على إبرام “اتفاقية السلام” مع كيان العدو.
وتابع “بعد أن حلبهم ترامب ماليا، سيحلب كرامتهم وتاريخهم حتى موعد الانتخابات الأمريكية”، مبينا أن الاتفاق المعلن هو أمر متوقع يعبر عن بعض الأنظمة السياسية العربية التي تبحث عن رضى أمريكا وإسرائيل.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنه يوما بعد يوم يظهر أن ما قام به بعض الإعلام العربي عن تضخيم “الخطر الإيراني” كان قنابل دخانية من أجل إبرام الصلح مع العدو الإسرائيلي، قائلا إن واجبنا الإنساني والديني والجهادي والقومي يحتم علينا أن ندين التطبيع الإماراتي مع كيان العدو.
ولفت إلى أن التطبيع خيانة للإسلام والعروبة ولفلسطين، وهذه خطوة غادرة وطعنة في الظهر.