التنمية الاقتصادية ضرورة أساسية
زيد البعوة
الإسلام نظام وتشريع إلهي شامل للإنسان في كل جوانب الحياة، وهذا النظام وضعه الذي خلق الحياة والإنسان لما فيه مصلحة الإنسان في الدنيا قبل الآخرة، وهذا النظام قائم على الحكمة والرحمة والدقة لأنه من الله وبما أن الصراع قائم ومستمر بين الحق والباطل وبين المصلحين والمفسدين فإن الله تعالى قد رسم الطريق الصحيح في كل المجالات لأهل الحق بما يضمن لهم التغلب على الباطل في كل أنواع الصراع خصوصاً في الجانب الاقتصادي الذي يمثل الركيزة الأساسية للنهوض والقوة وكما هو معلوم أن من مهام الإنسان وغاية خلقه هو عمارة الأرض، قال تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) ومسؤولية هذا الخليفة الذي هو الإنسان عمارة الأرض بالحق وفق ما يريد الله.
التنمية الاقتصادية ليست من المستحيلات التي لا يمكن تحقيقها بل هي ممكنة وفي متناول الناس لأن الله قد هيأ وهدى ومنح الناس كل المؤهلات التي لو عملوا بها كما ينبغي لتمكنوا من بناء واقعهم الاقتصادي بشكل قوي وكبير بما يضمن لهم تحقيق الاستقلال والاكتفاء الذاتي في الجانب الاقتصادي ، ولهذا تعتبر التنمية الاقتصادية ضرورة ملحة بل أساسية وفي غاية الأهمية، والله تعالى منح الإنسان الكثير من النعم وجعلها بين يديه ليستفيد منها وينمي بها حالته المادية والاقتصادية ولا ينتظر المجهول وبين يديه ما يسد جوعه، وفوق ذلك وعد الله تعالى بأن ينمي المال ويرزق العباد ويبارك الثروة في حال كان التوجه قائماً على أساس السنن والقوانين الربانية فلا شك أن الإنسان سوف يستطيع النهوض بنفسه إلى أرقى المستويات.
التنمية الاقتصادية يجب أن تكون منهجية إسلامية وثقافة قرآنية وثقافة تنموية قائمة في أوساط المجتمع بل يجب وجوباً شرعياً ووطنياً وجهادياً وإنسانيا أن تكون هناك ثورة بناء شاملة اقتصادية لمواجهة الفقر والبطالة والجوع والحصار ولو حصل هذا لاستطعنا التغلب على كل الضغوطات التي يمارسها الأعداء علينا من اجل تحقيق أطماعهم الاستعمارية بل لو كانت هناك تنمية اقتصادية حقيقية لانتصرنا على أعدائنا في كل المجالات الأخرى لأن قوة الاقتصاد تعني القوة العسكرية والقوة السياسية والقوة الإعلامية والقوة في كل شيء.
التنمية الاقتصادية من الجهاد في سبيل الله في ميدان الصراع مع الأعداء في كل جانب من الجوانب الاقتصادية وينبغي ان يتحرك المجتمع المستهدف اقتصادياً وعسكرياً في ترسيخ ثقافة التنمية الاقتصادية بداية من مفهوم التنمية ثم الإنتاج والزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والمنتجات والاستهلاك والزراعة بمختلف أنواعها الحبوب والفواكه وغير ذلك مما يتعلق بالتنمية والاقتصاد ، والقرآن الكريم زاخر بالحلول والمعالجات كرؤية قرآنية شاملة عن التنمية والاقتصاد بوعي وحكمة ومسؤولية وفق ما تحتاج إليه الأمة خصوصا أننا في حالة صراع مع أعداء الإسلام والمسلمين في شتى المجالات وخصوصاً المجال الاقتصادي الذي يعتبر من أهم المجالات بل يمثل ركيزة أساسية للنهوض بالأمة لكي تكون قادرة على مواجهة أعدائها والتصدي لهم، وهذا مرهون بالتنمية الاقتصادية والزراعة والصناعة.
لهذا ينبغي أن تكون التنمية الاقتصادية ثقافة عملية وتربوية وتوعوية ويجب أن تكون هي السائدة في أوساط المجتمع في المدارس والجامعات وفي كل المجالات لأن ترسيخ مفهوم التنمية الاقتصادية وفق الثقافة القرآنية في أذهان المجتمع سيدفعهم إلى التعاطي مع هذا الموضوع المهم باهتمام والمفترض أن لا تكون التنمية الاقتصادية مجرد معلومات عامة بل يجب أن تتحول إلى عمل ميداني مستمر يلمس من خلالها الناس أنفسهم ثماراً ونتائج إيجابية في واقعهم وهم قادرون على ذلك بالتوكل على الله والاستعانة به.