الولاية وموقعها في قائمة أهداف العدوان

منير إسماعيل الشامي

 

تعتبر الولاية كفريضة شرعية فرضها الله سبحانه وتعالى على الأمة وجوبا لحاجة اﻷمة إليها وضرورتها لوجودها وليس تفضيلا لصاحبها إنما نعمة عظيمة من الله بها على الأمة تكريما لها على باقي الامم وتمكينا لوجودها ولبلوغها مشارق الأرض ومغاربها ولماذا؟ لأن التمسك بالولاية هو انعكس عملي للتمسك بالثقلين وهما الركنان الاساسيان لقوة الأمة وعصمتها وهما سر الله المكنون لعزة الامة وسيادتها ولكرامتها وعنفوانها فهما عدتها والعدد، وهما التأييد اﻹلهي لها والمدد .

 

ولذلك كانت الولاية وما تزال الهم الأكبر الجاثم على اعداء اﻷمة من اليهود والنصارى والمنافقين والحزن الأعظم في قلوبهم والخطر الداهم الذي يوقظ مضاجعهم، فهي كابوس لا يفارق ليلهم وغم يصاحب نهارهم من عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحتى اليوم

 

هكذا هي الولاية عليهم وهكذا هي نظرة أعداء الله إليها ولماذا؟

لسبب بسيط جدا ، لأنهم يفهمون ديننا أكثر منا، ويعلمون مكامن قوتنا وأسرار عزتنا ويسعون بكل جهدهم وأقصى طاقتهم لإبعاد الأمة عن مكامن قوتها وأسرار عزتها بكل الطرق وبشتى الوسائل

 

ما من شعب يتمسك بها ويسعى إلى إحياءها إلا ويصبح عدوهم اللدود وخصمهم المقصود، وهدفهم المنشود، يحاربونه بغية القضاء عليه ويوجهون كل مكرهم إليه، ويصبون جام غضبهم وحقدهم عليه.

 

في جمهورية إيران مضى قرابة اربعون عاما على الثورة الايرانية ولا زال أعداء الله وأعداء الأمة الإسلامية يناصبونها العداء ويشنون عليها مختلف الحروب والحصار منذ نجاح ثورة الامام الخميني قدس الله سره وحتى اليوم وغدا وبعد غدا والسبب واحد فقط أتعلمون ما هو ؟

ﻷن تلك الثورة أحيت مبدأ الولاية فلم يرضوا عنها يوما ولن يرضوا عنها طالما هي متمسكة بالولاية وترفع اليد التي رفعها رسول الله

وفي اليمن قامت ثورة ال 21 من سبتمبر 2014م الطاهرة التي انطلقت بمشروعها القرآني واحيت مبدأ الولاية وقطعت حبال الوصاية وبترت أيادي العمالة والخيانة لقوى الشر الخارجية فشنوا عليها عدوان دولي وشكلوا لحربها تحالف اجتمع فيه كل قوى الاستكبار العالمي من اليهود والنصارى والمنافقين وإذا ما فرزنا القوى المعادية لجمهورية إيران وقارناها مع دول التحالف العدواني على اليمن سنجد أن أعداء إيران هي نفس القوى التي تشكل دول تحالف العدوان على اليمن بالضبط

وهذا التطابق ليس من قبيل الصدفة ابدا، بل لأن دول تحالف العدوان هي نفسها قوى الشر العالمية التي تحارب مبدأ الولاية وتسعى لإماتته وفصل من واقع الأمة ودينها.

 

والعجيب أن نشاهد قوى الشر المختلفة ايدلوجيا والمتعادية فيما بينها طبيعيا قد اجتمعت لتحارب كل من يتمسك بمبدأ الولاية،وهذا ليس بالأمر الغريب بل أمر طبيعي من أعداء يهدد وجودهم خطر واحد هو خطر الولاية فهم جميعا مدركون ومتيقنون من أن زوالهم وسقوط عروشهم الطاغوتية لن يتحقق إلا من قوم رفعوا اليد التي رفعها رسول الله والتي فتحت حصون خيبر ويعلمون جيدا أيضا أن حصون الباطل في أي زمان ومكان لا تستطيع أن تسقطها إلا أيادي ترفع يد الإمام علي عليه السلام وتتولاه وتتولى العترة الطاهرة

 

والخلاصة أن إحياء مبدأ الولاية والتمسك بها والسير على نهجها يمثل الخطوة الأولى للتمسك بالثقلين فهي تاج الدين وتمام نعمة الله العظمى على الخلق والسبب الرئيسي لرضى الله باسلامنا وقبوله ديننا ما يعني ويؤكد أن السبب الرئيسي للعدوان هو اماتة الولاية التي أحياها المشروع القرآني والقضاء على كل من يتمسك بها ويدعوا إليها والدليل على ذلك هو قول المولى سبحانه وتعالى

( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ

 

من سورة البقرة- آية (120)

 

إلا أنه مهما استمر عدوانهم فلن يجنوا غير ما جنوه في عنفوانه وقوته من الهزائم والانكسار والخيبة والاندحار، حتى زواله والاندثار، بأيدي حملة الولاية وعشاق الثقلين بتأييد الله وفضله وذاك هو وعده الذي لا يخلف ووعد رسوله الذي لا يتلف ومن أوفى من الله ورسوله عهدا وأصدق منهما حديثا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى