مواجهةُ العدوان بمختلف أشكاله خيارُ الشعب الوحيد
منير الشامي
مما لا شك فيه أن العدوانَ العسكري على وطننا الحبيب مهما طال لا بُدَّ أن يتوقفَ توقفاً إجبارياً أَو توقفاً اختيارياً، ففي كلتا الحالتين سيتوقف ودون أن يكون قد حقّق أدنى هدف من أهدافه الحقيقية، خُصُوصاً أنه قد خسر معركته العسكرية فعلا وأصبح اليوم متيقناً من هزيمته الساحقة فيها، وهذا ما يؤكّـده كُـلّ الخبراء العسكريين وكل مراكز الأبحاث العسكرية في العالم.
وحتى لو استمر العدوان في حربه العسكرية فلن يحقّقَ من استمرارها أدنى هدف، فما فشل في تحقيقه في فتوته وشبابه يستحيل أن يحقّقه في شيخوخته وهرمه هذ من ناحية؛ ولأننا بفضل الله وبحكمة قائد ثورتنا وبوعي شعبنا وإخلاص جيشنا ولجانه قد وصلنا في هذا الجانب إلى مرحلة متقدمة تجاوزنا من خلالها فارق الإمْكَانيات والقدرات وتفوقنا على تحالف العدوان من ناحية أُخرى.
وفشله العسكري لا يعني بأي حال من الأحوال أنه سيترك اليمن وشأنه بل على العكس من ذلك فهزيمته العسكرية ليست نهايةَ الصراع لا بالنسبة لنا ولا بالنسبة له؛ لأَنَّه يرانا خطراً عليه وتهديداً لمصالحة وحاجزاً يحول بينه وبين تحقيق أطماعه في وطننا الحبيب، ما يعني ويؤكّـد أنه سيظل يحاول تحقيق أهدافه بالحصار وبحروبه الاقتصادية، والإعلامية، والسياسية، والاجتماعية،…. وسيستمر بجهوزية عسكرية عالية يتحين أية فرصة ضعف عسكري فينا تتحقّق له كنتيجة لمؤامرته هذه لينقض على الشعب في أية لحظة وهذا ما تؤكّـده مؤشرات كثيرة وما تنبئ به سياستُه الإجرامية وتشير إليه تحَرّكاتُه وتوجّـهاته خلال الأسابيع القليلة الماضية كتصعيده الخطير في الحصار وسعيه الحثيث للحيلولة دون تطهير محافظة مأرب بأية وسيلة وأي ثمن.
وبالتالي فإن تصعيدَه في مؤامراته الأُخرى كالحصار والحرب الاقتصادية والإعلامية، والسياسية والدبلوماسية… إلخ يجب أن يستمر الشعب في مواجهته بأُسلُـوبين الأُسلُـوب الأول أُسلُـوب عام في مواجهة جميع مؤامراته بتعزيز الصمود الشعبي ومواصلة خوض تحدياته العدوانية حتى التغلب عليها.
أما الأُسلُـوب الثاني فهو أُسلُـوب مواجهة خاص يختلف من مؤامرة إلى أُخرى حسب هدف العدوان منها ويتمثل هذا الأُسلُـوب بوضع خطة خَاصَّة لمواجهة كُـلّ مؤامرة بصفة مستقلة فتوضع خطة لمواجهة حصاره، وأُخرى لمواجهة حربه الاقتصادية، وثالثة لمواجهة حربه السياسية، والدبلوماسية وهكذا، بحيث يكون هدف كُـلّ خطة مواجهة لواحدة من مؤامراته إفشال تلك المؤامرة.
فحصارُه على سبيل المثال يهدف منه إلى خنق الشعب وتجويعه لإضعافه وإجباره على التخلي عن قضيته ومظلوميته ما يعني أن الهدف في خطة مواجهة الحصار الذي يجب أن تحقّقه تلك الخطة تخليص الشعب من المجاعة والفقر قدر المستطاع ولن يتحقّق ذلك إلا إذَا كان الهدف العام لهذه الخطة هو بلوغ الاكتفاء الذاتي زراعيا وصناعيا وصحيا… إلخ ووفقاً لإمْكَانياتنا المتاحة، وطبقا للأولويات بحيث نبدأ من الأهم ثم المهم والتركيز على تطوير قدراتنا وإمْكَانياتنا قدر المستطاع، وبمعنى آخر فإن التنمية الزراعية والتوسع في الأراضي الزراعية واستغلال مواسم سقوط الأمطار والاهتمام بالثروة الحيوانية وتنميتها هي الخطوة الأولى لمواجهة حصار العدوان ولأهميّة هذا الأمر وخطورته، فقد ركز عليه قائد الثورة يحفظه الله من بداية العدوان ووجه إليه الجانبين الرسمي والشعبي ودعا الجميع إلى التحَرّك الجاد في هذا المجال ويكرّر ذلك في كُـلّ مناسبة وخطاب.
وكذلك الحال بالنسبة لمواجهة حروب العدوان الأُخرى ومؤامراته القذرة على الشعب اليمني كالحرب الاقتصادية، والسياسية، والإعلامية،… إلخ.
فيجب أن تحدّد الهدف العام بكل خطة والأهداف الفرعية مرتبة حسب الأهميّة والأولوية.
وأخيرًا فإن ما يجبُ أن يدركه كُـلّ يمني هو استشعار مسؤولية مواجهة العدوان ومواصلة صموده وأن هذه هي مسؤولية جميع أبناء الشعب أفراداً وجماعات، ومواطنين ومؤسّسات وأن الجميع معني بالتحَرّك المثمر كلٌّ من موقعه الرسمي أَو الشعبي أَو الخاص تحَرّكا جاداً في مواجهة مؤامرات العدوان بعزم وإصرار للانتصار عليها، وعلى كُـلّ يمني أن يدرك أنه حينما يتحَرّك في زراعة أرضه لتوفير حتى بعضٍ من احتياجات أسرته فعمله هذا يعتبر من أعمال الجهاد في سبيل الله وأن ما يبذله من جهود هي جهود في مواجهة العدوان، وكذلك هو حال كُـلّ مواطن وكل مؤسّسة حكومية في أي تحَرّك مثمر أياً كان نوعه، زراعي أَو حرفي أَو صناعي أَو توعوي أَو صحي أَو غير ذلك.
فالمواجهة والصمود هو الخير الوحيد والصائب للشعب اليمني وهو ما أكّـدته ستة أعوام من المواجهات.