الأمم المتحدة بين المتاجرة والمخاطرة.. وماذا عن جديد الوكالة الأمريكية؟!
إكرام المحاقري
لم نعد ندرك من أين نتلافى خطورةَ الاستهداف؟! أمن الدول الغربية، أَو من الأنظمة العميلة العربية؟!
وكيف سيكون الحال عندما يكون صانع الحليب هو نفسه من يدس السم الزعاف فيه؟!
فهل سيكون الحليبُ سمًّا أم ترياقاً؟!
وكأن الحال يشبه صياداً يبحث عن سمكة في نهر خال من الماء، فلا فائدة مرجوة من طعم أمريكي يستخدم فيه المبعوث الأممي، في ظل واقع غير مبشر بأية نتيجة.
في الأمس البعيد والأمس القريب، وبين أعوام مضت وأُخرى قادمة، لم نلتمس من “الأمم المتحدة” غير الكيد والخيانة وحياكة المؤامرات بشتى أنواعها وألوانها، ولن يختلف حديث اليوم عن الماضي، فالهدفُ هو جني الكثير من المال المدنس لا غير، فبالإمْكَان تسمية واقع “الأمم المتحدة” بالجوكر الذي يتقن اللعب بالأقنعة، لكن القناع بات مكشوفاً، وتبقى المتاهة مليئة بمن تاه فيها وارتهن للقرار العدواني، ورمى بنفسه تحت رحمة أهداف “الأمم المتحدة” وتجمد في مكانه منتظراً للمصير المحتوم..
تطورت الأساليب الأممية التي يسمونها سياسة ومحايدة، وبدأت بمساومة الشعب اليمني على لقمة عيشه بكل بجاحة، وبدلاً من مفاوضة دول العدوان على رفع الحصار وترك الشعب اليمني في حال سبيله، وكل هذا جاء نتيجةً لشطب دول العدوان، على رأسها المملكة السعودية من القائمة السوداء لقتلة الأطفال “قائمة العار”، وكأن “الأمم المتحدة” بهذه الخطوات الشيطانية قد كشفت عن حقيقة تحَرّكاتها في المنطقة كشيطان مارد وليس وسيط رحمة كما يزعمون.
ليس هذا فحسب، فاليمن اليومَ يعيش حالة من الاستهداف الداخلي، بعيدًا عن العملاء والمرتزِقة الذين باتوا معروفين للعالم، بل إن هذا الوضع يرتكز على خطورة تواجد المنظمات الدولية وما يسمونها بـ “وكالة التنمية البشرية”، فالمنظمات الدولية تستهدف العفة والشرف وتنهب المنح وتستهدف حاجة الفقراء وتستغلها في ذات الوقت، أما المبعوث الأممي الذي صمت دهراً ونطق كفراً لم نعد ننتظر منه إلّا أن يقوم بالتصريحات المقيتة والكاذبة بدلاً من “ترامب” نفسه، وليس هذا ببعيد..
وبالعودة إلى موضوع الوكالة الأمريكية للتنمية البشرية التي كان لها تدخّل سافر في إشعال الفتنة وتمويلها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في محافظة البيضاء، فهذا دليل إضافي على زيف عناوين التنمية البشرية والتي لا تقل شأناً عن حقوق الإنسان والطفل والمرأة وديمقراطية الشعوب والحكم وشرعية هادي وتمرد الانتقالي ووو.. إلخ.
فجميعهم طرف عدوان وليس فيهم من يهتف للسلام، فالأمم المتحدة والمؤسّسات الدينية والمنظمات الدولية والقوى الصهيوأمريكية والبطانة البريطانية جميعهم يمثلون طرفاً واحداً معتدياً، ولن ينقذ اليمن من الغرق في مستنقع مخطّطاتهم وخيانتهم غيرُ مواصلة الصمود والصبر والتوكل على الله وعدم القبول بالتنازلات على حساب الكرامة، وهذا ما لمسناه من قرار الرئيس المشّاط والمجلس السياسي الأعلى الذين لم يتوانوا عن صرف نصف مرتب للشعب اليمني رغم التهديدات الأممية التي تم الإعلانُ عنها إثر الكشف عن حقيقة احتجاز سفن المشتقات النفطية.
إلى هنا نتوجّـه برسالة إلى دنبوع الأمم المتحدة “مارتن غريفيث”، بأن لا كيل لك في اليمن بعد اليوم، ومثلنا لا يستقبل مثلك، ونامل أن يكون هذا الخطاب هو خطاب المجلس السياسي الأعلى، كما نأمل البتَّ من تواجد المنظمات العملية في اليمن المحسوبة على الأمم المتحدة؛ باعتبَارها منظماتٍ غيرَ مرغوب فيها بعد اليوم، فالدعوة اليوم هي إقامة حملة نظافة واسعة نطهر بها اليمن من دنس الخونة اللئام.. والعاقبة للمتقين.