على طريق تحرير مأرب
عبدالفتاح علي البنوس
يخوض أبطال الجيش واللجان الشعبية الأشاوس بدعم وإسناد قبائل البيضاء ومارب الشرفاء مواجهات شرسة مع قطيع المرتزقة في محور البيضاء، ويسطرون ملاحم بطولية نوعية في سياق معركة النفس الطويل على طريق تحرير محافظة مارب من دنس مرتزقة السعودية الذين حولوا مارب إلى إمارة إخوانجية استحوذوا من خلالها على كافة ثرواتها ومواردها وجعلوا منها منطلقا لحيك مؤامراتهم التي تستهدف اليمن واليمنيين ، من خلال افتعال الأزمات التموينية في المشتقات النفطية والغاز ، وإغراق البلاد في الظلام جراء قيامهم بقطع الكهرباء المركزية التي تزود المحافظات بالكهرباء عبر محطة مارب الغازية ، علاوة على تحويلها إلى مركز لتدريب المرتزقة وتوزيعهم على الجبهات ، وحاضنة للعناصر التكفيرية الإجرامية التي تم استقدامها للقتال في صفهم .
ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع كشف في مؤتمر صحفي عن العملية النوعية التي استمرت لمدة ثلاثة أيام في محور البيضاء مارب والتي نجحت في وأد فتنة المتمرد ياسر العواضي وتأمين مديرية ردمان والسيطرة على جبهة قانية وصولا إلى مناطق ماهلية وأجزاء واسعة من مديرية العبدية بمحافظة مارب ، حيث تم تطهير مساحة تصل إلى قرابة 400كم مربع في البيضاء ومارب ، رغم الإسناد الجوي والعسكري الذي قدمته السعودية للخائن العواضي ومرتزقتها في مارب والبيضاء حيث تم تزويده بلوائين عسكريين بكامل عتادهما الحديث والمتطور ، في الوقت الذي شنت فيه طائراتهم ما يزيد على 200غارة جوية بهدف الحد من تقدم أبطالنا المغاوير ، وإسناد مرتزقتهم وتحفيزهم على الثبات والمواجهة ، إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل ، وتبخرت في الهواء أمام إيمان وبأس وشجاعة وإقدام المقاتل اليمني ، ليحقق الأبطال نصرا جديدا يضاف إلى سلسلة انتصاراتهم التي باتت حديث الخبراء والمحللين العسكريين والسياسيين ، والتي ستكون مادة دسمة تدرَّس للأجيال القادمة في الكليات والمعاهد العسكرية .
وهكذا تتوالى العمليات النوعية ، والانتصارات الميدانية ، وتتساقط مواقع وتحصينات مرتزقة العدوان ، وتتهاوى خطوطهم وأنساقهم الدفاعية الواحد تلو الآخر ، ومعها يتكبدون خسائر كبيرة في صفوفهم ، ويتجرعون الهزائم الواحدة تلو الأخرى ، دون أن يعوا ويدركوا فداحة الخط والمسار الذي سلكوه ، والمصير المشؤوم والعاقبة والنهاية الوخيمة التي تنتظرهم ، يسوقون أنفسهم كالنعاج إلى حتوفهم ومصارعهم ، ويقتلون وريالات السعودية التي باعوا أنفسهم ووطنهم من أجلها في جيوبهم ، شاهدة على عمالتهم وخيانتهم ونهايتهم المهينة والمخزية والمذلة.
من “نصر من الله” ، إلى “البنيان المرصوص” ، و”فأمكن منهم” ، وصولا إلى العملية الأخيرة في البيضاء ومارب تتواصل العمليات النوعية ، وتتواصل معركة تحرير مارب من رجس مرتزقة مملكة المنشار وملك الزهايمر ، وسط حالة من القلق في صفوف تحالف العدوان ومعهم الأمم المتحدة خشية حسم هذه المعركة ، كون ذلك لن يكون في صالحهم ، وسيحرمهم الكثير من الفوائد والامتيازات التي كانوا يحصلون عليها ، ولن يكون لدى الأمم المتحدة ومن خلفها تحالف العدوان أي أوراق تلعب وتناور عليها ، وخصوصا ما يتعلق بالملف الاقتصادي والقضايا المتعلقة به ، والتي سيتم حسمها فور الانتهاء من معركة تحرير مارب التي تتواصل بوتيرة عالية ، وفق خطة عسكرية دقيقة ومدروسة ، بعد أن استنفدت القيادة كافة الخيارات السلمية ، وتعاملت بإيجابية مع الوساطات القبلية ، والتي اصطدمت بتعنت المرتزقة وأسيادهم .
بالمختصر المفيد : معركة تحرير مارب هي المعركة الفاصلة في مسار معركة اليمنيين الكبرى (معركة النفس الطويل) و بإذن الله وتوفيقه وتأييده سيكون النصر حليفنا، وستعود مارب التاريخ والحضارة إلى حضن الوطن، وسيجر المرتزقة وأسيادهم أذيال الهزيمة، وسيتجاوز الوطن بتحرير مارب الكثير من العقبات والأزمات التي تعترضه وتقف في طريقه والتي هي صنيعة العدوان وتحالفه والمرتزقة، وبعودة مارب سيخطو الشعب اليمني بمشيئة الله خطوات متقدمة على طريق الانتصار الكبير، ويعود اليمن كما كان سعيدا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .