المسلمون الذكور أكثر المتوفين بكورونا في إنجلترا وويلز.. بيانات رسمية دفعت لاتهام السلطة بالعنصرية
كشفت بيانات صادرة عن مكتب الإحصائيات الوطني في بريطانيا، الجمعة 19 يونيو/حزيران 2020، أنَّ نسبة الوفيات الناجمة عن “كوفيد-19” بين الذكور المسلمين في إنجلترا وويلز هي الأعلى مقارنة مع الأشخاص المتوفين من ديانات أخرى، إذ أظهرت البيانات أنه خلال الأشهر الأولى من ظهور فاشية فيروس كورونا المستجد، بلغت معدلات الوفاة بين الذكور المسلمين 198.9 وفاة لكل 100 ألف شخص، و98.2 وفاة من السيدات لكل 100 ألف شخص.
وفق تقرير لصحيفة Middle East Eye البريطانية، السبت 20 يونيو/حزيران 20200، فإنه وعلى النقيض من الأرقام السالفة، فإن أولئك الذين يُعرَّفون على أنهم “بلا دين” -بناءً على الردود على تعداد سكاني أجري في 2011- شهدوا أقل معدل وفيات بواقع 80.7 حالة لكل 100 ألف ذكر و47.9 حالة وفاة لكل 100 ألف أنثى.
تحقيق في الوفيات: تعكس الأرقام، التي تغطي الوفيات في إنجلترا وويلز بين 2 مارس/آذار و15 مايو/أيار، التحقيقات الأخرى في معدلات الوفيات في بريطانيا بين مجتمعات الأقليات العرقية.
جاء في تقرير مكتب الإحصائيات الوطني: “بخصوص الإثنية، هناك اختلاف واضح في معدل الوفيات… بين الجماعات الدينية يُفسَّر في ضوء الظروف المختلفة التي يُعرَف أنَّ أفراد هذه الجماعات يعيشون فيها؛ منها على سبيل المثال، العيش في مناطق ذات مستويات أعلى من الحرمان الاجتماعي والاقتصادي والاختلافات في التركيبة العرقية”.
في هذا السياق، قال هارون خان، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني، إنَّ نتائج مكتب الإحصاءات الوطني يجب أن تكون فرصة للحكومة البريطانية لإيجاد حلول للعدد غير المتكافئ من الوفيات بين المسلمين.
خان، أضاف في بيان: “تؤكد أرقام المكتب الوطني للإحصاء اليوم ما تقوله المجتمعات المسلمة والأكاديميون والمتخصصون في الرعاية الصحية منذ شهور: إننا نموت من مرض كوفيد-19 بمعدلات غير متكافئة، ويجب معالجة السبب الجذري لذلك من أجل منع المزيد من الخسائر غير الضرورية”.
قبل أن يستطرد: “ومع ذلك، تواصل حكومة المملكة المتحدة التعتيم على المشكلة، وتنكر الدور الذي تلعبه العنصرية المؤسسية في انعدام المساواة في القطاع الصحي، والفشل في تكييف السياسة العامة لتناسب احتياجات المجتمعات المختلفة ومراقبة الوفيات المفرطة للمسلمين البريطانيين”.
العنصرية وعدم المساواة: وتتطابق هذه النتائج مع إحصائيات أخرى أظهرت أنَّ المواطنين من أصول آسيوية وإفريقية في إنجلترا وويلز أكثر عرضة لخطر “كوفيد-19”.
وفي الأسبوع الماضي، أظهر تقرير مُسرَب من هيئة الصحة العامة في إنجلترا أنَّ هناك عدداً من العوامل، منها العنصرية وعدم المساواة الاجتماعية، تسهم في زيادة خطر إصابة أصحاب البشرة السوداء والآسيويين والأقليات الأخرى من “كوفيد-19″” ووفاتهم تأثراً به.
ووجد تقرير ثانٍ من هيئة الصحة العامة في إنجلترا أنَّ “العنصرية التاريخية والتجارب السيئة للرعاية الصحية” تعني أنَّ الأفراد من أصول آسيوية وإفريقية وغيرهم من الأقليات في بريطانيا أقل ميلاً لطلب الرعاية الصحية عند الحاجة.
يأتي هذا، في الوقت الذي مازالت معدلات الوفيات جراء الإصابة بالفيروس، آخذة في الارتفاع، إذ قال مسؤولون في قطاع الصحة بالمملكة المتحدة، الجمعة، إن عدد الوفيات بين الإصابات المؤكدة في البلاد بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا زاد 173 ليرتفع بذلك إلى 42461.