العلاقات السعودية المصرية بين المد والجزر عابد حمزة
من الملاحظ ان العلاقة المصرية السعودية اتسمت في الفترة الماضية بالتوتر والفتور على خلفية انقلاب الملك سلمان على السياسة التي إنتهجها شقيقه الملك الراحل عبد الله ومحاولته التقرب من جماعة الإخوان وسعيه لتقوية شوكتهم ومن ثم توظيفهم في الصراع الطائفي والمذهبي الذي تقوده السعودية في المنطقة العربية والإسلامية بما في ذلك العدوان على اليمن الذي جاء تلبية للرغبة الأمريكية الساعية لإجهاض الثورة اليمنية وإعادة اليمن إلى حضن الوصاية الخارجية،
ولأن السعودية تدرك أن الحرب على اليمن ليست نزهة ونتائجها ستكون كارثية عليها فقد عملت على حشد ما أمكنها حشده من أنظمة وحكومات ودواعش ومرتزقة وتوريطها في العدوان على اليمن ومنهم النظام المصري الذي أيد العدوان من بدايته وشارك فيه بسلاحه الجوي إلا أنه ظل متحفظا على إرسال قوة عسكرية للمشاركة في الحرب البرية نظرا لمعرفته السابقة باليمن وماذا يعني اجتياحه عسكريا وكم خسرت مصر من جنود يقدر عددهم بستين ألف جندي عندما قررت غزو اليمن منتصف الستينات ولأن السعودية اعتادت أن تحارب بغيرها وترى نفسها صاحبة فضل على السيسي ونظامه ولولا دعمها له ومدها لشريانه الإقتصادي بمليارات الدولارات لما أستطاع البقاء وإسقاط حكم الإخوان قبل عامين تقريبا فقد أثار حفيظتها موقفه الرافض لإرسال قوات عسكرية للحرب في اليمن.
ولهذا عمدت إلى تحريك أوراقها من القاعدة وداعش ومدهم بالمال والسلاح للإغارة على الجيش المصري وفتح جبهة حرب في سيناء وعملت أيضا على التقرب من جماعة الإخوان بهدف جعلهم حاضنة شعبية لتلك العناصر المتطرفة في حال ما إذا أصر النظام المصري على موقفه وماطل في الإنخراط بالكامل في المشروع الفتنوي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة، وعلى ما يبدو فإن السعودية قد نجحت في تضييق الخناق على “السيسي” وحصره بين أمرين أحلاهما مر إما أن يستسلم لضغوط السعودية ومن يقف خلفها وبالتالي المغامرة بجيشه وإرساله ككتائب في صفوف القاعدة وداعش للقتال في اليمن وسوريا والعراق ولبنان تحت عناوين طائفية أو الرفض ومعناه قيام السعودية والإخوان بنقل معركة القاعدة وداعش في سيناء إلى شوارع وأحياء القاهرة وهذا ما يتحاشى السيسي وقوعه وما قيامه باستدعاء محمد بن الملك سلمان لزيارة القاهرة مؤخرا وإعلانهما الاتفاق على تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة إلا دليل على أن السيسي قد رضخ للضغوطات السعودية ولكنه بدون شك سينصدم من جديد بالشعب المصري وجيشه وسيجبرونه على التراجع عن قراره مثلما أجبروه قبل أربعة اشهر على التراجع عن إرسال وحدات من أفراد الجيش للمشاركة في الحرب على اليمن