نجاحُ الدولة وهرج المنافقين
مرتضى الجرموزي
على مدى عقود من الزمن، غُيّبَ رابعُ ركن من أركان الإسلام، غُيّبَ أداءً وغُيّبَ إخراجاً وعطاءً وتصريفاً..
الزكاة في الإسلام من الأركان المهمة، ولا يُقبل إسلام المرء إلّا بإخراجها من أطيب ماله، وهو المحك الرئيس لمصداقية المسلم.
عقود الزمان فسادٌ سياسي مالي وإداري..
فسادٌ في الدين في القيم والأخلاق..
نهبٌ لثروات الشعب لعقودٍ أربعة أَو خمسة..
اليمن مليءٌ بالثروات النفطية والمعدنية، وكانت عوائدها تذهب في خزائن النظام الهالك، وقلة محسوبة عليه في تقاسم الخيرات لا مستوى أن تُسرق أموال وأراضي الوقف، وكذلك الزكاة وحتى زكاة الفطر كانت تُسرق ولا يستفيد منها سوى القلة القليلة الخائنة والعميلة الفاسدة التي ظلت تعبث باليمن لعقود، بينما كان الشعبُ يتضور جوعاً وهو لا يستطيع أن يتفوّهَ بكلمة واحدة للمطالبة بحقه القانوني بالعيش الكريم..
ومع قيام ثورة يناير 2011م، والتفاف أركان النظام العسكرية والقبلية على أهدافها وتقاسم الدولة فيما بعد مع إعادة تموضع الفاسدين وانصياع عدد من الثوار الذين ظنوا بنجاح ثورتهم المسلوبة التي جعلت اليمن تحت الوصاية السعودية الأمريكية من جديد، وهذه المرة بتوقيع الطرف اليمني وبضمانات الأمم المتحدة اللعينة.
وبما أن الحقَّ لا يمكن أن يضيع خَاصَّة إذَا ما تحَرّك أتباعه، وفعلاً كان تحَرّك الثوار بزخم الثورة السبتمبرية 2014م التي استطاعت اقتلاعَ جذور النظام البائد، وهي تسير في الطريق التصحيح لاستكمال ثورة يناير2011.
وبعد نجاح ثورة 21 سبتمبر، استتب الأمن والعدالة الاجتماعية، وما ينغّص ذلك إلّا الحرب السعودية الأمريكية الظالمة على الشعب اليمني الوطن والثورة.
وها نحن كشعب يمني رأينا خيرات الثورة من خلال أوامر عدّة، لتقبى أهمها هو محاربة الفساد والفاسدين وتفعيل منظومة الدولة الوطنية العادلة.
ومع تماسكِ الشعب اليمني مع قيادته الثورية والسياسية والعسكرية، ونحن نرى ما بقي من خيرات وموارد الشعب تُصرف لمستحقيها من عامة الناس الذي لمسوه بأنفسهم، وهم يرون الهيئة العامة للزكاة تعمل ليلاً ونهاراً لتوفير ما يحتاجه الفقراء والغارمون وابن السبيل.
نرى الزكاة تُصرف وفق مصارفها الشرعية التي حدّدها الله في كتابه، وأصبح معظمُ أبناء الشعب اليمني يرون جدوائية الزكاة ويتشاركون مع الأغنياء والرعية في موارد خيراتهم.
وبالرغم من التهويل الإعلامي للمنافقين والمرتزِقة أبواق العدوان، وكيل التهم لحكومة الإنقاذ واختلاق زوابع إعلامية ليثيروا بها النعرات الطائفية والمناطقية، من خلال حديثهم اليومَ عن الخمس ومصاريفه التي حدّدها اللهُ وفق معايير قرآنية..
إلا أننا نقول للهيئة العامة للزكاة ولكل مؤسّسات الدولة: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)، لا تكترثوا لهرج ونفاق المنبطحين، فقط اعملوا فيما يرضي الله ويرضي الشعب الصامد والصابر في وجه تحالف العدوان..