معركة الوعي في مواجهة التضليل
زيد البعوة
في معركة الكلمة والقلم والحروف والجُمل والمفردات والأخبار والتقارير والبرامج والصحافة والإعلام يجب أن ننتصر على العدو وتكون أسلحتنا الفكرية والثقافية والإعلامية أقوى من أسلحة العدو يعتمد فيها على الوهم والكذب والزيف، وبما أن الصراع الذي نخوضه في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي شامل فإن الحرب الإعلامية التضليلية يركز عليها العدو ويشتغل عليها في الأوقات الحرجة والتي يحتاج فيها إلى ما يحرف تركيز الناس عن الأمور العظيمة والمهمة التي ينبغي التركيز عليها إلى قضايا ثانوية عارية عن الصحة أو مفبركة ونحن نملك الحق والمنطق والصدق والبراهين والمعطيات والحقائق والعدو لا يمتلك سوى السراب والخيال والكذب والخداع.
خلال هذه الأيام تشتغل مطابخ وسائل الإعلام التابعة لدول تحالف العدوان ومرتزقته بشكل كبير لإثارة الشائعات والأكاذيب – وقد بدأوا وهذا ديدنهم الذي تعودنا عليه – وقد لاحظنا كيف اثاروا ضجة إعلامية ممنهجة ومدروسة حول الزكاة والخُمس وغيرها من المواضيع، وينبغي التصدي لما يصدر منهم بالوعي والبصيرة والحكمة والفهم ومن خلال التجارب التي مرت بنا في ميدان المعركة الإعلامية في مواجهة العدوان منذ عام 2015م وما قبل إلى الآن، لأن المعركة الإعلامية من أهم وأخطر المعارك في العصر الحديث فهي تعمل على صناعة الرأي العام وعلى بث الشائعات والترهيب والترغيب والتضليل والزيف والكذب والمكر والخداع للتغطية على قضايا معينة أو للترويج لمواضيع معينة تخدم أهدافهم الاستعمارية.
الحرب الإعلامية التضليلية يركز عليها العدو ويشتغل عليها في الأوقات الحرجة التي يحتاج فيها إلى ما يحرف تركيز الناس عن الأمور العظيمة والمهمة التي ينبغي التركيز عليها، فأحياناً بل غالباً يلجأون إلى صناعة أحداث مفبركة لتشتيت أذهان الناس ويصنعون مشاكل جديدة ويخلقون حالة من الضجيج الإعلامي حول قضايا هم من كتبوا سيناريوهاتها وأخرجوها وروجوا لها، وقد لاحظنا كيف ان العدوان ومرتزقته استغلوا بشكل كبير فيروس كورونا في عدوانهم على الشعب اليمني الصامد ومحاولتهم بث حالة الرعب والهلع والقلق والخوف في نفوس الناس، ولاحظنا كيف وصل بهم الحال إلى نشر إشاعات وافتراءات بشأن المقابر وتكاليف القبور في صنعاء وبقية المحافظات الصامدة في وجه العدوان.. كل هذا من أجل أن يصلوا بالمجتمع اليمني الصامد إلى حالة الانهيار النفسي والمعنوي.
وعندما يصل العدوان إلى مرحلة من الفشل والهزيمة العسكرية والنفسية والمعنوية خصوصاً عندما تنهار قواته ومعسكراته ومواقعه أمام ضربات الجيش واللجان الشعبية وأمام تقدمهم وانتصاراتهم المستمرة يعمل على صناعة ضجة إعلامية مفتعلة تهدف إلى التقليل من أهمية الإنجازات العسكرية التي يحرزها أبطال الجيش واللجان الشعبية والتخفيف من حجم الهزيمة النفسية التي لحقت بقوات العدوان ومرتزقته، ولسنا أغبياء ولا سذج ولا سطحيين ولدينا تجربة طويلة في الصراع المتعدد مع أعدائنا وخصوصاً الحرب النفسية والإعلامية.
لهذا ما يصدر من وسائل إعلام العدوان بشكل عام وخلال هذه المرحلة بشكل خاص ينبغي التعاطي معه بوعي ومسؤولية .. يقول الشهيد القائد – رضوان الله عليه – حول هذا الموضوع (وأنت جندي تنطلق في سبيل الله سترى كم ستواجهك من دعايات تثير الريب، تثير الشك في الطريق الذي أنت تسير عليه، تشوه منهاجك وحركتك أمام الآخرين، دعايات كثيرة، تضليل كثير ومتنوع ومتعدد، وسائل مختلفة ما بين ترغيب وترهيب، الجندي المسلح بالإيمان إذا لم يكن إلى درجة أن تتبخر كل تلك الدعايات, وكل ذلك التضليل، سواء إذا ما وُجِّه إليه, أو وجِّه لمن هم في طريقه، لمن هم ميدان عمله، يستطيع أيضاً أن يجعلها كلها لا شيء) لهذا ينبغي ان نتحلى بالوعي لكي ننتصر في معركة التضليل الإعلامي.