مخاطر مراهقة الدول .. الإمارات أنموذجاً
دولة الإمارات المتحدة التي تعطي نفسها مكانة أكبر من حجمها، تتدخل كدولة استعمارية في أكثر من بلد عربي في محاولة يائسة منها لتجاوز عقدة النقص التي تعيشها هذه الدويلة التي لا تاريخ ولا حضارة لها، موجودة في مجتمعات ذات حضارات مشهودة وتاريخ مجيد.
هذه الدويلة الشيطانية تستغل عائدات النفط المهولة لتنفيذ أجندة تفوق حجمها بكثير، إذ تتدخل عسكرياً في ليبيا واقتصاديا في الجزائر التي طردتها منها شر طردة، تآمرت على سوريا وتحاول أن تجد لها موطئ قدم في الجمهورية اليمنية، مفصحة عن أطماع لها في الموانئ اليمنية وأرخبيل سقطرى.
لقد مارست هذه الدويلة اللقيطة أعمالاً مشينة في العديد من الدول العربية والإسلامية، أفقدتها كل أسس ومقومات الانتماء العربي والإسلامي، يأتي ذلك كنتيجة طبيعية لقيادة سياسية هزيلة ومراهقة وضعت نفسها ومقدراتها وثرواتها تحت تصرف أجهزة الاستخبارات الأمريكية – الإسرائيلية والغربية لتنفيذ أجندتها في تمزيق دول المنطقة العربية.
فتحت الإمارات الباب على مصراعيه للعمالة الأجنبية دون ضوابط ومراعاة لخصوصية المواطن الإماراتي وانتمائه العربي والإسلامي، حتى بات الوجود الأجنبي على أراضيها وباقي دول الخليج مسألة تتعلق بالمستقبل والوجود ذاته، الأمر الذي يٌنذر بكارثة حقيقية لم يعد وجودها بعيد التحقق.
يأتي كل ذلك نتيجة وجود قيادات كائنات حية غرائزية شاءت الأقدار أن تتولى القيادة فيها، لا تمتلك رؤية ولا حكمة وحنكة سياسية ولا بٌعد نظر ولا توقعات لما ستؤول إليه هذه السياسات الرعناء، التي حتماً ستكون عواقبها وخيمة.
واليوم تجني تلك الكائنات الغرائزية المّر والخسران المبين لسياساتها العنجهية .. لكن هناك سؤال هام مؤداه هل تحتاج المجتمعات الخليجية الصغيرة لهذه الملايين من العمالة الأجنبية؟ سؤال كان على من يسموّن أنفسهم قادة لتلك الدول وضعه نٌصب أعينهم لكي لا يصلوا إلى المأساة التي أوقعوا أنفسهم وبلدانهم فيها.
تناول العديد من المحللين السياسيين مسألة خطورة الوجود الأجنبي الكثيف في دول الخليج بالعديد من الدراسات العميقة لهذه الظاهرة وخطورتها على الوجود العربي بتلك الدول، حتى بات ذلك الوجود اليوم أمراً واقعاً والتراجع عنه ضرب من المحال بعد أن تم استبدال الوجود الخليجي العربي بالعمالة الأجنبية على مدى ثلاثة عقود من الزمان.
وتشير بعض الدراسات إلى أن العقد المقبل سيكون آخر عقد لعرب الخليج، وحكامها الموجودين حاليا هم آخر حكام عرب للمنطقة بعدها سيطالب المهاجرين البالغ عددهم في الخليج أكثر من 16 مليون مهاجر خاصة في الإمارات وقطر التي تبلغ نسبة المهاجرين فيهما 90 بالمائة بحق التجنس والديمقراطية، ما سوف يفضي ذلك من حكم للأغلبية وسوف يصير بعدها وضع عرب الخليج أشبه بوضع السكان الأصليين في استراليا وكندا وغيرها من الدول.
مستقبل قاتم بات ينتظر هذه الدول قريباً إذا لم يتم تدارك مسألة المهاجرين فيها سريعا وبحكمة وتعقل.