الشهيد القائد يقف في وجه غطرسة أمريكا وإسرائيل
في الوقت الذي كان الشهيد القائد رضوان الله عليه يلقي محاضرته ودروسه من هدي القرآن الكريم، ومنها درس بعنوان “خطر دخول أَمريكا”، فإنه استطاع ان يقدم التشخيص الدقيق لأبعاد تلك المؤامرات الأمريكية وما ورائها، وحذر من خطورة المشروع الاستعماري الأمريكي على الأمة العربية والاسلامية.
انطلاقة المشروع القرآني للشهيد القائد:
في الوقت الذي كانت الولايات المتحدة قد أحكمت قبضتها على الغالبية العُظمى من الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، على مدى العقود التي أعقبت الحربَ العالمية الثانية، كانت المخابرات الأَمريكية تحارب بطرق سرّية وعبر تلك الأنظمة أي مشروع أو فكر ينطلق ويتجه عكس التيار الاستعماري الأَمريكي بشكله الجديد،
وفي ظل تلك المعطيات والظروف التي استتبت للهيمنة الأَمريكية، شكلت انطلاقة الشهيد القائد لمواجهة هذا المشروع الذي يهدف للهيمنة على العالم فارقاً قوياً في ذلك الوقت، الذي اذلت فيه أمريكا جميع الزعماء والحكام في المنطقة، ولم يتجرأ أحد منهم الوقوف في وجه غطرسة أمريكا مشاريعها التأمرية والاستعمارية، وخصوصاً عندما خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش، والقى خطاباً عقب مسرحية تفجير برجي التجارة العالمية في عام 2001م، قال فيه للعالم: “من لم يكن معنا فهو ضدَّنا”، وحينها خرج الشهيد القائد شجاعاً وقال مامعناه: “أنا ضد أمريكا”.
الشهيد القائد يقف في وجه غطرسة أمريكا:
في الوقت الذي كان فيه الشهيد القائد يتأمل كل يجري في بعض الدول العربية والإسلامية، وخصوصاً العراق وأفغانستان، فإنه لم يتنبأ بما تخطط له أمريكا فحسب، وإنما استطاع بوعي قرآني فريد أن يقرأ طبيعة التحركات الامريكية فيما الدول العربية والاسلامية وإحكام قبضتها على الأنظمة الحاكمة فيها، وابتكار الذرائع “الإرهاب، وتنظيم ما يسمى بالقاعدة” لاحتلال تلك الدول والهيمنة عليها، تحت يافطة تلك الذرائع، وفي نفس الوقت محاربة أي فكر يؤدي لطردها من المنطقة وفضح مؤامراتها بحق الأمة، وهو ما جعل انطلاق المسيرة القرآنية التي قادها الشهيد القائد تشكل خطراً كبيراً على الهيمنة الامريكية في المنطقة، وأفشل المخططات الاستعمارية الامريكية.
التحذير من خطورة المشروع الاستعماري الأمريكي:
انطلق الشهيد القائد “رضوان الله عليه” في تلك الفترة صوب المهمة الأهم وهي التواصل مع الناس، والمجتمع وابلاغهم بالأدلة والبراهين والقراءات الصحيحة بحقيقة المشروع الأمريكي، ويتحدث بشكل مستمر عن خطر كبير الناس والأمة جمعاء، دون أن يكونوا قد لمسوا بشكل مباشر تلك الخطورة عليهم؛ نظراً لأساليب المخابرات الأَمريكية في الاختباء وراء عدة ذرائع تمنع البسطاء من تمييز وجود الأَمريكيين خلف كل ما يحدث؛ ولذلك خاطب الناس في درس (الشعار سلاح وموقف) وهو يرد على من يقول إن الخطر الأَمريكي ما يزال احتمالات… قائلاً: “أمامك شواهدُ في بلدان أخرى، شواهد فيما يحصل في البلدان الأخرى؛ لأنها سياسة واحدة, ما تراه في البلدان الأخرى ستراه في بلادك على أيدي الأَمريكيين, ما نقول إنها أشياء ما زالت فرضيات، قد رأوا أفغانستان، ورأوا فلسطين”.
الشعب هو المستهدف والإرهاب ذريعة:
في وقت مبكر حذر الشهيد القائد من الخطر الحقيقي على اليمن، ومن دخول أمريكا إلى اليمن، في وقت كان الكثير يسخر من هذا القول، والبعض يستبعده في الحد الأدنى، والبعض الأخر يعتبر مثل هذا الكلام غريباً حينها، فيما كان التحذير الذي أطلقه الشهيد القائد يؤكد دون أدنى شك أن المجتمع بكله هو المستهدَف، وليس أولئك الذين هم بالتأكيد «أدوات أمريكا»؛ لأن أولئك كانوا في الأصل، ولا يزالون مبرراً وذريعةً لاستجلاب التدخل الأجنبي في اليمن، حيث يقول في درس: (وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن):”حتى تعرف أن الشعب نفسه هو المستهدف وليس أولئك، وأن الدين بكله هو المستهدف وليس أولئك، أن أمريكا من البداية هي من تعطي ضوءاً أخضر لدعم هؤلاء وإفساح المجال أمام هؤلاء، والتعاون مع هؤلاء وهي من شغلتهم هم في مناطق أخرى في مجال تكون نتيجته مصلحة لها ولمصالحها في المنطقة، ثم تأتي بعد فترة لتقول بأن أولئك إرهابيون.”.
ويضيف في درس (خطر دخول أمريكا اليمن) بالقول: “نقول جميعاً كيمنيين لكل أولئك الذين يظنون أنه لا خطر مُحدق، الذين لا يفهمون الأشياء، لا يفهمون الخطر إلا بعد أن يَدْهمهم، نقول للجميع سواء أكانوا كباراً أم صغاراً: الآن ماذا ستعملون؟ الآن يجب أن تعملوا كل شيء، العلماء أنفسهم يجب أن يتحركوا، والمواطنون كلهم يجب أن يتحركوا، وأن يرفعوا جميعاً صوتهم بالصرخة ضد أمريكا وضد إسرائيل، وأن يعلنوا عن سخطهم لتواجد الأمريكيين في اليمن، الدولة نفسها، الرئيس نفسه يجب أن يحذر، ما يجرى على عرفات، ما جرى على صدام، ما جرى على آخرين يحتمل أن يجري عليه هو، إن الخطر عليهم هو من أولئك, الخطر عليهم هو من الأمريكيين، الخطر عليهم هو من اليهود, على الحكومات وعلى الشعوب، على الزعماء”.
وبكلمات مستمدَّة من هدى وتعاليم القرآن الكريم، يؤكد الشهيد القائد “رضوان الله عليه” بشكل حاسم أن عدو الـيمن وشعبه الذين يضمر الشر له هي «أمريكيا وإسرائيل»، ويركز على تكرار هذه الحقيقة وتضمينها في أغلب الدروس والمحاضرات التي كان يلقيها ليؤكد لمن لم يعِ خطورة التدخل الأميركي في الـيمن بعد، أنه آن الأوان لنعي جميعاً خطورة المخططات الأميركية والإسرائيلية والاستعداد للتصدي لها، حيث يقول في درس (دروس من وحي عاشوراء): “إن من يفقد اليمن منه هم اليهود والنصارى عندما يدخلون، هم الأمريكيون، هم أولئك الذين قال الله عنهم أنهم يسعون في الأرض فساداً، أنهم يريدون أن نضل السبيل، هم من سيفقدون كل إنسان أمنه حتى داخل بيته”.
احتلال اليمن بذريعة الإرهاب:
يبين الشهيد القائد في درس (خطر دخول أمريكا اليمن) أنه أمريكا تريد احتلال اليمن بذريعة الإرهاب، حيث يقول:”إذاً جاءوا ليستذلوا اليمنيين، جاءوا ليضربوا اليمنيين، جاءوا ليقولوا: [هذا إرهابي، وهذه المدرسة إرهابية، وهذا المسجد إرهابي، وهذا الشخص إرهابي، وتلك المنارة إرهابية، وتلك العجوز إرهابية]. وهكذا.. لا تتوقف كلمة [إرهاب].لاحظوا، كيف الخداع واضح، القاعدة – التي يسمونها القاعدة – تنظيم أسامة بن لادن، ألست الآن – من خلال ما تسمع – يصورون لك أن القاعدة هذه انتشرت من أفغانستان, وأصبحت تصل إلى كل منطقة، قالوا:[إيران فيها ناس من القاعدة، والصومال قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، واليمن احتمال أن قد فيه ناس من تنظيم القاعدة, والسعودية قد فيها ناس من تنظيم القاعدة، وهكذا..]. من أين يمكن أن يصل هؤلاء؟ أليس الأمريكيون مهيمنين على أفغانستان؟ وعن أي طريق يمكن لهؤلاء أن يصلوا إلى اليمن, أو يصلوا إلى السعودية, أو إلى أي مناطق أخرى؟ دون علم الأمريكيين؟.
هذا كما يقال: [قميص عثمان][أنتم في قريتكم واحد من القاعدة، تربى في بيتكم واحد من تنظيم القاعدة] وهكذا فيصلون بتنظيم القاعدة هذا إلى كل منطقة. وقالوا: [إيران فيه تسعة عشر شخصاً هم من تنظيم القاعدة. إذاً إيران تدعم الإرهاب]، قد يكونوا هم يعملون على ترحيل أشخاص وتمويلهم ليسافروا إلى أي منطقة ليصنعوا مبرراً من خلال وجودهم فيها،[أن هناك في بلادكم من تنظيم القاعدة، إذاً أنتم إرهابيون] على قاعدة {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}(المائدة: من الآية51) فما دام في بلادك واحد من تنظيم القاعدة فإذاً كلكم إرهابيون. أليس هذا خداع؟ و أليس هذا خداع تتناوله أيضاً وسائل الإعلام، الصحفيون، الإخباريون، محطات التلفزيون التي تتسابق وتتسارع إلى أي خبر دون أن تفكر في أنه قد يكون خدعة هي تعمل على نشره.
لابد أن يغضب الناس لماذا دخل الأمريكيون اليمن:
يبين الشهيد القائد في درس (خطر دخول أمريكا اليمن) أنه لابد أن يكون للناس موقف واحد، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأمريكيون اليمن، وإلى هنا انتهى الموضوع، وأنه لا داعي للتحليلات والتبريرات كلها، حيث يقول:
“المفروض أن الناس يكون لهم موقف واحد، هو أن يغضبوا لماذا دخل الأمريكيون اليمن، وإلى هنا انتهى الموضوع. تحليلات تبريرات كلها لا داعي لها, تخوفات, قلق، [با يغلقوا علينا با يغلى كذا با.. با..] الناس يرجفوا على بعضهم بعض. الموقف الصحيح, والذي يحل حتى كل التساؤلات الأخرى التي تقلقك هو أنه: لماذا دخل الأمريكيون اليمن؟ ويجب على اليمنيين أن لا يرضوا بهذا وأن يغضبوا، وأن يخرجوهم، تحت أي مبرر كان دخولهم. أليس في هذا ما يكفي؟.فليكن كلامنا مع بعضنا البعض أنه لماذا دخلوا بلادنا؟ ومن الذي سمح لهم أن يدخلوا بلادنا؟ هل دخلوا كتجار؟ هناك شركات تعمل أمريكية وهي التي تستولي على نسبة كبيرة من بترول اليمن، لكن أن يدخل جنود أمريكيون ويحتلوا مواقع،.. يصيح الناس جميعاً: أين هي الدولة؟ من الذي سمح لهم؟ أين هو الجيش الذي ينهك اقتصاد هذا الشعب بنفقاته الباهظة.
ثم الناس لا يسمحوا أبداً لأنفسهم أن يقولوا: هذه القضية تخص الدولة، أو تعني الدولة. الدولة نفسها ليس لها مبرر أن تسمح، ولا الدستور نفسه يسمح لمسؤول أن يسمح بدخول الأمريكيين إلى اليمن حتى لو افترضنا أن هناك – كما يقولون – إرهابيين في اليمن. هناك قضاء في اليمن, وهناك دولة في اليمن, واليمنيون يستطيعون هم إذا ما كان هناك اعتداء من شخص – اعتداء بمعنى الكلمة – ضد أمريكيين, أو ضد مصالح أمريكية مشروعة, فالقضاء اليمني هو صاحب الكلمة في هذا، لا حاجة لدخول الأمريكيين إطلاقاً”.
مواجهة الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية:
في ظل الحرب المعلنة من أمريكا وإسرائيل على الإسلام المسلمين كما صرَّح بذلك الرئيس الأسبق بوش، وقيام أمريكا باحتلال العديد من البلدان العربية والإسلامية مثل العراق وأفغانستان…الخ، وقد فعلت أخيراً بشن عدوان عالمي على اليمن، مستغلةً عملائها من الأنظمة العربية والخليجية وإمكانياتها الضخمة من السلاح، يرى الشهيد القائد أن لا حل ومخرج من الغطرسة والطغيان الأمريكي والإسرائيلي إلا بالعودة إلى القرآن الكريم الذي يقدم الحلول لكل الإشكاليات التي تواجه الأمة.
ومن هذا المنطلق يؤكد الشهيد القائد أن اللهَ سبحانه وتعالى أمرنا في كتابه العزيز بالتحرك والجهاد في سبيل الله لقتال أعداء الله وهم اليهود والنصارى ويتساءل عن ما هو القتال في سبيل الله؟، ويبين أنه الجهاد، الذي هول كما قال الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (التوبة: 29).
الموت لأمريكا:
وبعد إن اتضحت تلك الحقائق والوقائع الواضحة وضوح الشمس في كبد سماء الصيف، لا يزال البعض واقعاً في دائرة الحيرة والاستغراب، فكيف بأمريكا أن تصنع الإرهاب ثم تتشدق بالعمل على محاربته، وما المخرج من ذلك بالشكل الذي يلجم أمريكا ويردعها، وهذا ما نجدة في دروس الشهيد القائد، حيث يؤكد أن ما يلجم أمريكا ويجعلها تعّدل منطقها هو رفع “الصرخة”، شعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، حيث يقول في درس (لَتَحْذُنّ حَذْوَ بني إسرائيل): “دعوا الشعب يصرخ في وجه الأمريكيين، وسترون أمريكا كيف ستتلطف لكم.. هي الحكمة. ألسنا نقول: أن الإيمان يماني، والحكمة يمانية؟ أين هي الحكمة؟ إن من يعرف اليهود والنصارى، إن من يعرف أن كل مصالحهم في بلادنا، لو وقف اليمن ليصرخ صرخة في أسبوع واحد لحولت أمريكا كل منطقها، ولعدّلت كل منطقها، ولأعفت اليمن عن أن يكون فيه إرهابيين”.
“أنصار الله”