انهيار آل سعود الوشيك على يد محمد بن سلمان

توصل المراقبون والخبراء بشؤون العائلة الحاكمة في السعودية والنظام السعودي، إلى استنتاج مفاده أن آل سعود في طريقهم ليصبحوا آل سقوط، وذلك نقلا عن قناة الجزيرة الفضائية. ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب، أبرزها الفساد والسياسات المعينة المتخذة من قبل السلطات السعودية على مدى عقود ماضية، والتي أدت إلى انهيار النظام السعودي، وكذلك اتباع سياسة الاستبداد والقمع بالإضافة إلى سيطرة آل سعود على ثروة البلاد التي لا ينعم بها الشعب السعودي سوى قليلا، بالإضافة الى المناصب الحكومية في السعودية التي يستولي عليها الأمراء السعوديون تماما، في حين أن معظمهم كهول ولا يقدمون نتاجات. ونتيجة هكذا نظام مسيطِر في السعودية تم غلق أبواب الانتخابات أمام المواطنين والشخصيات الكفوءة، وانعدام أي معنى للديمقراطية في النظام السعودي على الإطلاق.

تزايد القمع السعودي الملحوظ في عهد بن سلمان
على الرغم من كل جهود وإصرار العائلة المالكة السعودية على حماية نظامها والحفاظ على ديموميتها، فإن الواقع الحالي يظهر أن عهد هذه الأسرة قد انتهى في هذه البلاد خاصة بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد واجراءاته القمعية والمتطرفة في إقصاء معارضيه والذي وصل الى أوجه باعتقال أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك الحالي، وولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف، إلى جانب مجموعة من المسؤولين الحكوميين بتهم الفساد.
لطالما عين محمد بن سلمان أشخاصًا عديمي الخبرة والكفاءة في مناصب مهمة منذ توليه المنصب، ومن المثير للاهتمام، أن ابن سلمان كان يعد بإصلاحات ومحاربة الفساد وحل مشكلات المواطنين منذ توليه زمام أمور المملكة، لكن ما حدث هو عكس ذلك تماما. فخلال هذه الفترة، بلغ الفساد ذروته في السعودية، ومع تزايد القمع والاستبداد، ومنع المحرومين من حرية التعبير عن الرأي وإسكات المعارضة السعودية والاعتقالات التعسفية، أصبحت السعودية أكثر من اي وقت مضى، في أعلى قائمة منتهكي حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة الى ممارسات تعسفية أخرى اتبعتها الأسرة الحاكمة تُضاف الى هذه القائمة، كإجراء محاكمات جائرة وغير قانونية، والقتل خارج نطاق قانون، والقتل غير المباشر من خلال الإهمال الطبي للمعتقلين، والتعذيب المروع للمحتجزين والانتهاكات الكاملة لحقوق الإنسان ضدهم، إلى جانب عدد لا يحصى من جرائم النظام السعودي على مر السنين.
وخلال عهد بن سلمان، واجه المواطنون السعوديون أيضًا مشكلات مثل زيادة الضرائب وخفض الأجور ورفع الإنفاق على الخدمات العامة ونهب مبالغ كبيرة من الخزانة الحكومية. ونتيجة لذلك، ازداد عدد المواطنين الذين يغادرون المملكة طلبًا للّجوء في دول أخرى بشكل ملحوظ، حيث تضاعف عدد طالبي اللجوء السعوديين لدول أخرى ثلاث اضعاف في عام 2017 مقارنة بعام 2012 ، كما هربت العديد من الشخصيات الثرية بمعية عوائلهم الى الخارج وتجنسوا بجنسية الدولة الأخرى بعدما أقدم ابن سلمان على مصادرة اموالهم وثرواتهم. ومن المتوقع أن تنهار السعودية بقيادة محمد بن سلمان وسياساته المتبعة خلال فترة قصيرة بعد ان دام حكمهم لما يقرب من قرن.
لقد أوجد بن سلمان موجة من الترهيب بين المواطنين السعوديين بعد قيامه بالتجسس في مواقع التواصل الاجتماعية على الناشطين المعارضين والحصول على معلوماتهم الشخصية والتعرف على هوياتهم الرئيسية وسجنهم. وأبرز مثال على ذلك كان اغتيال الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، بشكل مروّع في القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر 2018.
وقد اعترف ولي العهد السعودي بذلك أخيرًا في سبتمبر 2019 ، بعد فترة من إنكاره طريقة قتل خاشقجي، والتي ليس لجثته أي أثر في الوقت الحاضر. لقد كان اغتيال خاشقجي مجرد مثال واحد على الفظائع التي ارتُكبت خلال عهد محمد بن سلمان بعد الأنباء التي تسربت حول القضية إلى العالم، في حين أنه من غير الواضح عدد الخاشقجيين الذي يعدمون في السجون السعودية يومياً.

أخطاء السياسة الخارجية لولي العهد السعودي: من حرب اليمن إلى تطبيع العلاقات مع الصهاينة
على الصعيد الخارجي، كانت أكبر الجرائم وأكثرها حماقة لابن سلمان هي شن حرب على اليمن والتي علقت فيها السعودية بعد ست سنوات من القتل والدمار في اليمن وفرض الحصار على هذا البلد الجريح، واصبحت هذه الحرب أسوأ كارثة إنسانية في الوقت الحالي وتكبدت السعودية خلالها تكاليف مادية وسياسية ضخمة في مستنقع الحرب.
كما أن هجوم حركة أنصار الله اليمنية على منشأة أرامكو النفطية في سبتمبر 2019 ، والذي تسبب في أضرار جسيمة، جعل الأمراء السعوديين في يأس شديد من ابن سلمان. كذلك، التدخل المستمر في شؤون دول أخرى، مثل مصر، ودعم سياسة اغتيال خليفة حفتر في ليبيا للسيطرة على حكومة الوفاق الوطنية كانت أخطاء أخرى ارتكبها محمد بن سلمان على الصعيد الخارجي خلال هذه السنوات. لكن الخطأ الأكثر فظاعة لولي العهد السعودي الشاب كان فتح باب تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، الذي وجه ضربة قوية للنظام السعودي.
تظهر كل هذه المعلومات أن قوة السعودية هي الآن في يد شخص لا يمتنع عن القيام بأبشع الأمور في سبيل وصوله الى كرسي العرش وكل من يعترض طريقه، سيكون مصيره التصفية والإقصاء.
لقد أدت إخفاقات وأخطاء محمد بن سلمان على مر السنين إلى إدخال السعودية في أزمات معقدة في ظل النمو السكاني والاقتصاد النفطي، مع عدم وجود آفاق واضحة للخروج من الأزمة. وبشكل عام، يمكن الاستنتاج أن انهيار آل سعود الوشيك في السعودية سوف يكون على يد صاحب رؤية 2030 ، محمد بن سلمان.

“الوقت”
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى