تشويه أنصار الله.. لمصلحة من؟
زيد البعوه
هناك الكثير من النقاط المهمة التي ينبغي أن نتوقف عندها فيما يتعلق بموضوع الخليتين اللتين تم القبض عليهما بعملية “فأحبط أعمالهم”، وأهمها: ما هو الهدف من تشكيل هذه الخلايا؟ وماذا كان يريد العدوان؟
الهدف الأبرز لها هو تأجيج الشارع وإثارته ضد أنصار الله تمهيدا لإحداث فوضى أمنية يسعون فيها للسيطرة على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة بالتوازي مع تحريك جبهة نهم، وبذلك يحتلون صنعاء ويحققون هدف العدوان.
أحد مسارات هذه الخلايا التحرك الإعلامي لتشويه أنصار الله وتأجيج الناس ضدهم بعدة شائعات، وسأركز هنا على الحملة الإعلامية الأخيرة لتشويه أنصار الله تحت عنوان “الفساد”، وأنهم فاسدون، والتي كانت قبل ذكرى مؤامرة عفاش في ديسمبر الماضي، وكان يراد منها إخراج الشارع ضد أنصار الله بالتزامن مع ما يسمى الثورات الملونة في لبنان والعراق التي حركتها أمريكا بالعنوان نفسه “الفساد”.
تلك الحملة انجر الكثير من ناشطي أنصار الله للمشاركة في عمل الخلية وخدموا العدوان دون أن يشعروا، لولا يقظة الأجهزة الأمنية التي قبضت على الخلية قبل ذكرى مؤامرة ديسمبر، ولو نجحت تلك المؤامرة لكان أولئك الذين ساهموا في الحملة شركاء في سفك الدماء وتحقيق أهداف العدوان باحتلال صنعاء.
هذا درس مهم لكل ناشط وكاتب من أنصار الله أو من القوى الوطنية ألا ينجروا وراء حملات خلايا العدوان وأن يتخلوا عن السطحية ويكون لديهم وعي وفهم لتحركات وأساليب العدو، وأن يتبينوا من كل ما يصلهم وألا يكونوا أداة بيد خلايا العدوان يحركونهم كيفما يريدون وهم لا يشعرون.
وصدقوني، لو تبين الكثير مما يصلهم من أخبار لوجدوا أن أكثرها كاذبة أو تصفيات حسابات شخصية أو يقف خلفها مثل هذه الخلايا.
وهنا يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي: “لا يصح أن يكون الإنسان مجرد ناقل للأخبار لمجرد النقل، فلا بد من ضوابط لدى الناس، وإلا فسيكون ذلك منفذاً للشيطان ولأوليائه الذين يمررون عبره مؤامراتهم، وقد يكون الإنسان بوقا لليهود بدون أن يشعر”.
كما يقول أيضاً: “موضوع الأخبار والتسريبات التي يأتون بها، يكون الناس أذكياء ولديهم القدرة على كشفها، لأن بعض الشائعات وراءها احتلال وسفك الدماء وتدمير البيوت، وهي ليست قضية سهلة”.