المارد اليماني ومؤشرات النصر المؤكد
تتواصل الانتصارات العسكرية لليمن على المعتدين السعوديين وحلفائهم براً وجواً وبحراً بعد نحو خمسة اعوام من الحرب الظالمة على هذا البلد الجريح وسط معطيات مدهشة ومفاجئة حققتها جمهورية اليمن عبر دفاعها الملحمي السامي عن شعبها وارضها وسيادتها ومقدراتها.
في غضون ذلك لم يكن في حسابات آل سعود عندما شنوا عدوانهم الهمجي على اليمن المسلم والعربي والجار بتاريخ 15 آذار 2015، انهم سيفقدون زمام المبادرة في هذه الحرب خاصة وان المقاومين اليمانيين وجهوا ضربات قاصمة للعمق الاستراتيجي السعودي ودمروا له على الجبهات فرقا عسكرية عديدة بكامل افرادها وآلياتها ووقوع الآلاف من جنودها وضباطها ومرتزقتها اسرى بايدي مقاتلي انصار الله والجيش اليمني الاشاوس.
وجاء اسقاط طائرة (التورنادو) بصاروخ ارض جو في محافظة الجوف الواقعة في شمال اليمن ليشكل اضافة جديدة على توازن رعب تجرّد الطائرات الحربية السعودية من امكانية التحكم بالاجواء اليمنية وتحد من قدرة طيرانها عن ممارسة القصف الوحشي العشوائي بحق الشعب اليمني الذي راح الآلاف من ابنائه الابرياء شهداء وضحايا للهجمات الصاروخية الجوية الغادرة في صنعاء والحديدة والجوف ومأرب ومناطق اخرى من اليمن.
لقد اصبحت القوات اليمنية تمتلك تقنيات عسكرية دفاعية دقيقة واضحت لها اليد الطولى في جبهات القتال، وهي من حقها ـ وبشكل اكيد ـ ان تستخدم جميع امكاناتها المتطورة في هذا الاتجاه طالما ان العدوان السعودي لا يفهم سوى لغة القوة، وهو لا يعترف ابدا بمنطق الحوار والتفاوض والعقلانية اضافة الى انه يراهن على المكر والخداع والمراوغة ظنا منه انه ربما يستطيع التسلل ميدانيا عبر ثغرة هنا او فجوة هناك.
وكان السيد عبدالملك الحوثي قد وعد في مستهل العام الجاري ان يكون ٢٠٢٠ عام الحصد، وقد اعتبر المراقبون ان استخدام صواريخ ارض جو بصناعة يمنية محلية لاسقاط قاذفة (التورنادو) المصنوعة اروبيا والمجهزة باخطر الانظمة الفتاكة ، احد مصاديق هذا الوعد الذي يحمل في طياته مفاجئات جديدة ربما تؤدي الى تلقين زعماء العدوان درسا لن ينسوه.
ومن الواضح ان جريمة الطيران السعودي باستهداف الناس المجتمعين حول حطام (التورنادو) وارتكابه مجزرة مروعة سقط فيها العشرات من المواطنين اليمنيين الابرياء بين شهيد وجريح، تؤكد بما لا شك فيه ان سلطات الرياض بدأت تفقد السيطرة على نفسها وباتت اسيرة للمخاوف والهلع نتيجة لتنامي القدرات الدفاعية اليمنية التي صارت تصيب العدوان السعودي بضربات قاتلة.
لقد غدا واضحا ان المجاهدين اليمانيين اصبحوا خلال العامين الاخيرين يسبقون زعماء العدوان السعودي ـ الاماراتي بسرعة ويحققون مكاسب حربية رائعة على الارض، وهم اخذوا يظهرون في كل مرحلة قدراتهم الفائقة في مختلف فنون الدفاع عن النفس مع تمسكهم باخلاقيات الشهامة والشرف والتسامح، في حين بات التحالف الغازي المعادي متزلزلا وعقيما الى جانب كونه مسكوناً باساليب الحقد والانتقام الجبانة، الامر الذي سيعجل حتما بانهياره مادام يستخدم نفس الغرور والعجرفة في التعامل مع الشعب اليماني الذي لا ذنب له سوى انه مُعتدى عليه من قبل القوى الغاشمة التي تخدم النفوذ الاميركي الصهيوني في المنطقة.