العملية الأمنية الكبرى.. فأحبط أعمالهم
محمد الصفي
ثمة ما يفوق أهمية الإنتصار العسكري والسيطرة على موقع جغرافي معين وطرد المسلحين منه، حيث يعد العمل الإستخباراتي أشد خطورة إن حقق اهدافه، وتمكن من وضع تحركات الطرف الاخر تحت المجهر، ما يجعل هزيمته أمرًا بالغ السهولة وغير مكلف.
وفي ظل الحروب، فإن حماية الأمن القومي، وإدارة المعركة الأمنية والإستخباراتية، يتطلب جهود كبيرة، من خلال بناء الاستراتيجيات، وجمع المعلومات ودراستها، ومعرفة كيفية تفكير قيادة استخبارات العدو.
ما كشفت عنه الأجهزة الأمنية بشأن اسقاط خليتين (سعودية- اماراتية) يمثل انتصارا اسطوريا، إذ انها تمكنت من إبطال مخطط كبير وخطير وتهديدات كانت قد تشكل خطرا يصعب مواجهته مستقبلا، لولا هذا الانجاز النوعي.
وبالرغم من ان تحالف العدوان حرص على اختيار عناصر كفؤة ذات خبرة واسعة، وعمد على تدريبهم، بغية الوصول الى الهدف المنشود للنيل من عزيمة شعبنا واستهداف مؤسسات الدولة، وخلق حالة من الفوضى والفتن، إلا ان حماة الديار من بواسل الأمن والمخابرات كانوا بمثابة الدرع الحصين.
العملية الأمنية (فاحبط أعمالهم) تم ادارتها بذكاء منقطع النظير بعبق عمليات القتال، متجاوزين بذلك الوسائل التكنلوجية الحديثة التي يمتلكها العدو، كما انها ركزت بشكل دقيق على خوض المعركة الاستخباراتية وفق آلية منتظمة ورؤية واضحة وبشكل قانوني حتى وصلت الى مستنقعات عناصر الخونة وقامت بضبطهم، وتوصلت بعد التحقيق معهم الى بقايا شبكة الخليتين.