جنرال إسرائيلي ينشر سيناريو نهاية الكيان

رأى الجنرال في الاحتياط “يتسحاق بريك” أنّ البيت ما زال قائمًا في مكانه، لكن التصدّع في الذروة مشيراً إلى أن هذا هو الوضع الأمنيّ في دولة الإحتلال الآن، فالكيان فقد القدرة على الدفاع عن الجبهة الداخليّة في الحرب القادمة. كما أكّد في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، لافِتًا إلى أنّ رئيس الأركان تطرّق قبل أسبوعين تقريبًا عندما نشر للمرّة الأولى في تاريخ الدولة بيانًا للجمهور بأنّه مطلوب استعداد في الوعي من قبل الجبهة الداخليّة لحربٍ ستكون قاسيّةً بصورةٍ لا تُقارَن مع سابقاتها، بحسب تعبيره.

وشدّدّ الجنرال بريك على أنّ كوخافي قصد تهديد الصواريخ الموجهة الآن من قطاع غزة ولبنان وسوريّة والعراق وإيران، مُضيفًا أنّه مرت 15 سنة على حرب لبنان الثانية، عندما وجدت “إسرائيل” نفسها مكشوفة أمام إطلاق نار حاد المسار من الشمال والجنوب، ومنذ ذلك الحين، بصورة أكثر شدة في الأنظمة التي تطورت منذ ذلك الحين، تبينّ أنّ قواعد الاشتباك بالمنطقة تغيّرت، وهذا أمر يفهمه العدوّ، وينتظر ومفعم بآمال جديدة للقضاء على الكيان بواسطة الـ 200 ألف صاروخ وقذيفة التي في مخازنه.

ولفت الجنرال إلى أنّه لا يُمكِن التهديد في الأرقام فقط، بلْ بتطورٍ آخر في هذا المجال وهو الدقة، الذي كان حتى الآن هو نقطة الضعف الكبيرة لهذا السلاح حاد المسار الذي تحوّل إلى سلاحٍ فتّاكٍ، ففي أعقاب تطور الحواسيب الرخيصة وتكنولوجيا الـGPS وتشخيص الصور، يمكن الآن إطلاق صاروخ دقيق “بدائي” إلى منطقة مساحتها نحو 10 آلاف متر مربع، وعندما يكون هذا الهدف موجودًا في مركز مدينة ستكون الإصابة كبيرةً في جميع الحالات، وعندما يجري الكلام عن صاروخٍ ثقيلٍ ودقيقٍ، فمن الأفضل عدم تفصيل ما سيفعله، طبقًا لأقواله.

وتساءل الجنرال بريك: أيّ دفاعٍ لدى جيش الإحتلال أمام هذه التهديدات؟ لا توجد طريقة سهلة لقول ذلك: دفاع قليل جدًا، وفي وقت الامتحان، ببساطة، لا شيء، وتابع: لن يكون الضحايا من الجنود النظاميين وجنود الاحتياط فحسب، بل أيضًا العائلات التي تشاهد نشرات الأخبار في الصالون أوْ التي تنام في بيوتها وعمال وزبائن في المجمعات التجارية والسائقين على مفترقات الطرق والطلاب في المدارس ورياض الأطفال وعابري السبيل في الشوارع، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ الأهداف ستكون مراكز المدن والمستشفيات ومحطات الكهرباء والوزارات والمصانع ومصافي تكرير النفط، وكلّ إصابةٍ ستؤدي إلى شلّ الدولة وهرب جماعي من منطقة إلى أخرى ومن البلاد إلى الخارج، وقبل أيّ شيءٍ قتل جماعيّ، كما أكّد الجنرال بريك.

وتابع: “إسرائيل” مكشوفة الآن لتهديد هجوم آلاف الصواريخ التي ستعرض وجودها للخطر، وهكذا لن يبقى أمامها أي خيار عدا الرد بنفس القوّة، وإذا وجدت نفسها في وضع كهذا فإنّها، للمرة الأولى، ستشن حربًا مع قدرةٍ هجوميّةٍ هائلةٍ إلى جانب قدرة دفاعٍ صفريّةٍ.

وكان المحلل السياسيّ “الإسرائيليّ”، آري شافيط، قد نشر مقالاً في صحيفة (هآرتس) في العام 2017 قال فيه إنّ “إسرائيل” كدولةٍ تلفظ أنفاسها الأخيرة، موضحًا أنّ “الإسرائيليين” هم حصيلة كذبة اخترعتها الحركة الصهيونيّة حول “المحرقة” و”أرض الميعاد”.

وأوضح شافيط أنّ الأوضاع في الكيان اجتازت نقطة اللا عودة، وأنّه لم يعُد من الممكن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، داعيًا إلى الهجرة ومغادرة الدولة العبرية، وأضاف: إذا كان الوضع كذلك، فإنّه لا طعم للعيش في البلاد، يجب مغادرة البلاد..

إذا كانت |الإسرائيليّة| واليهوديّة ليستا عاملين حيويين في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضًا، فقد انتهى الأمر، يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين، على حدّ تعبيره.

وأردف المُحلِّل “الإسرائيليّ” قائلاً إنّه من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أوْ بلاد القومية المتطرفة الأمريكيّة الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة دولة “إسرائيل” وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، وطالب قادة الكيان بابتداع لغةٍ سياسيّةٍ جديدةٍ، تعترف بالواقع، وبأنّ الفلسطينيين متجذّرون في هذه الأرض، وتحثّ على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا، وعدم الموت، على حدّ تعبيره.

زهير أندراوس : رأي اليوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى