التدخل الأمريكي في اليمن وتأجيج الصراعات وإذكاء الحروب
كتب: محمد علي الديلمي
[مأرب برس|16/مايو/2016م] – صنعاء – الدور المشبوه الذي تلعبه أمريكا في المنطقة ومشاركتها في العدوان الغاشم على اليمن يؤكد الحقيقة بأنها اللاعب الأول في هذا العدوان، وما النظام السعودي وحلفائه إلاّ أدوات غربية وماركات أمريكية مسجلة ومعتمدة في سجلات الاستخبارات الصهيونية الأمريكية لتنفيذ أجندات ومخططات تستهدف المنطقة برمتها، من خلال افتعال المشاكل وتأجيج الصراعات وإذكاء نار الحروب.
وأشار الى ذلك الدور الأمريكي المشبوه في المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، السيد عبد الملك الحوثي في أكثر خطاباته, وحذر من مغبة التدخلات الأمريكية والتي تصر الإدارة الأمريكية على أن تحشر أنفها في الأحداث الجارية في منطقة الشرق الأوسط رغم الكراهية التي تحظى بها لدى الشعوب العربية.
لقد رأى البعض في حديث السيد نوعاً من المبالغة والتهويل غير المبرر، لكن سرعان ما تحققت نبوأته، وصرنا نراها رأي العين، حيث أعلن البنتاجون عن إرساله الأيام الماضية عدد من الجنود الأمريكيين (المارينز) إلى اليمن، لتقديم المساعدة والدعم لما أسماه قوات التحالف العربي في مكافحة مسلحي القاعدة حسب زعمه.
ويشير حمزة الحوثي عضو المجلس السياسي لأنصار الله وعضو الوفد المفاوض في الكويت إلى أن هذه الخطوة أثبتت ما ماكان يتم التأكيد عليه من قبل السيد طوال الفترة الماضية، وأن اليمن يتعرض لغزو واحتلال خارجي، وماقوى العدوان إلاّ أداة لدول الاستكبار المتمثلة بأمريكا وإسرائيل، والهدف من هذا ليس إعادة شرعية البلد، وليس القضاء على ما أسموه المتمردين وإنما إحداث فوضى في البلد وتمزيقه في سياق مشروع واسع يطال المنطقة..
كما أن دخول القوات الأمريكية اليوم بشكل مباشر بالرغم من دخولها المعركة منذ البداية بدعمها اللوجستي ولاستخباراتي وفي هذا التوقيت بالتحديد وفي ظل مشاورات الكويت، يؤكد بحسب رأيه أن هناك إرادة أخرى في البلد وهي في المضي بالسيطرة والهيمنة على البلد واحتلاله.
إن التدخل الأمريكي السافر في شئون اليمن، ألقى بظلاله على مجريات وسير أعمال المفاوضات والمشاورات المستمرة في الكويت منذ منتصف الشهر الماضي، حيث تطرق الوفد الوطني إلى وصول القوات الأجنبية والأمريكية إلى العند، الأمر الذي أربك وفد الرياض، إلى درجة إنكاره لأي تواجد أمريكي في اليمن، رغم البيانات الصادرة عن البنتاجون والتقارير الصحفية الغربية، ووصل الأمر بوفد الرياض إلى وصف تلك القوات بأنها تابعة لمن يصفونهم بأشقائهم في التحالف.
ويشير حمزة الحوثي إلى أن قضية القوات الأجنبية هي قضية مطروحة على طاولة مشاورات الكويت وأن الوفد الوطني ضمنها في رؤيته المقدمة إلى مفاوضات الكويت، وأنه يجب أن يفضي الاتفاق الشامل في مشاورات الكويت بانسحاب كافة القوات الخارجية حتى آخر جندي وهذا ثابت وطني ولا يمكن التنازل عنه.
وكان العديد من الصحف الغربية نشرت تفاصيل عن تواجد قوات أمريكية، حيث ذكرت أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت فريقاً من قوات العمليات الخاصة إلى اليمن بهدف ما وصفته توفير الدعم والتدريب لقوات ما يسمى التحالف العربي للتصدي لتنظيم القاعدة هناك، وأشارت الصحف إلى نشر الجنود الأمريكيين منذ نحو أسبوعين في مدينة المكلا وقاعدة العند الجوية..
لاشك بأن الخطوة المتمثلة في دخول القوات الأمريكية إلى اليمن تزيد من وعي أبناء اليمن، كونها تؤكد الحقيقة بأن هناك مخططاً يراد به ومن خلاله السيطرة والهيمنة على اليمن للتحكم بثرواته وأراضيه وتمزيقه.. ورويداً رويداً بدأ النقاب ينكشف عن الأهداف الخفية للعدوان على اليمن الذي تشنه دول الخليج بقيادة السعودية.. وظهر جلياً بأن الدور الأمريكي انتقل من مرحلة السرية إلى مرحلة العلن.