ترامب وحيدا أمام الصفعة الإيرانية
بعد تباهي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أصدر الأمر باغتيال قائد قوة القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني، جاء الرد الإيراني “الأولي” باستهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية بالعراق تخلى حلفاء ترامب عنه، وفي المقابل فتحت شهية خصومه داخل المؤسسات الأمريكية للنيل منه.
ضربة عين الأسد التي أطاحت بالهيبة الأمريكية شجعت أكبر المؤسسات التشريعية داخل البيت الأمريكي للتخلي عن ترامب ليواجه تبعات ما أقدم عليه وحيدا اذ صرحت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، في اليوم الأول للضربة الإيرانية في عين الاسد: “لا أعتقد، فيما يتعلق بالمجال العام، أنهم جعلوا البلاد أكثر أمانًا بما فعلوه، وهذا هو.
بيلوسي التي وصفت الغارة الجوية الأمريكية التي استهدفت سليماني، بأنها “استفزازية” و”غير متناسبة” مضيفة “يجب أن نتجنب الحرب”، واسمة “الموقف المتعجرف” لإدارة ترامب بأنه “صادم”.
وتابعت “ما حدث، في نظر الكثيرين منا، لا يروج للسلام، بل هو تصعيد”.
وكانت بيلوسي تتحدث قبل ساعات من الموعد المقرر لتصويت المجلس على قرار يتعلق بسلطات شن الحرب يهدف إلى الحد من قدرة الرئيس ترامب على القيام بعمل عسكري ضد إيران دون موافقة الكونغرس.
أما وسائل الأعلام الأمريكية فقد جعلته أي ترامب محط سخريتها اذ نشرت صحيفة الواشنطن بوست رسما كاريكاتوريا جعل منه اضحوكة العالم بعد الرد الإيراني الذي كشف كرتونية الجيش الأمريكي.
وعندما جاء الرد الإيراني بقصف قاعدة عين الأسد الامريكية بالعراق نزلت قناة السي ان ان الى القاعدة بعد ان كان ترامب أنكر وجود أي اضرار لتفضح حجم الدمار وهول القصف الذي حط على القاعدة حسب اقوال من شهدوه من الجنود الأمريكيين.
الجنود الأمريكيون وصفوا هول الضربة وشدتها والنجاة منها بالمعجزة اذ عاشوه، وبعد عشرة ايام من القصف الذي قلل منه ترامب بدأ الجيش الأمريكي الكشف عن ضحاياه معلنا إصابه 11 جنديا فقط
وفي المعسكر الديموقراطي، فتح التصعيد الامريكي وتبعاته شهية خصوم ترامب فقد وصف، النائب السابق للرئيس والمرشح للانتخابات التمهيدية للديموقراطيين جو بايدن ذلك بقوله إن “ترامب ألقى للتو إصبع ديناميت في برميل بارود وعليه أن يقدم توضيحات للشعب الأميركي”، مؤكدا أنه “تصعيد هائل في منطقة خطيرة اساسا”.
من جهته، أكد بيرني ساندرز المرشح الآخر للانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي أن “التصعيد الخطير لترامب يقربنا أكثر من حرب كارثية أخرى في الشرق الأوسط”. وأضاف السناتور المستقل أن “ترامب وعد بإنهاء الحروب التي لا تنتهي لكن عمله هذا يضعنا على طريق حرب أخرى”.
فيما علق رئيس منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” روبرت مالي بالقول إن “رئيسا أقسم على جعل الولايات المتحدة في منأى عن حرب أخرى في الشرق الأوسط، أصدر في الواقع للتو إعلان حرب”.
حتى أن أصداء ضربة عين الأسد والتخوف من الرد الإيراني الذي لن يكتفي إلا بإخراج القوات الأمريكية من المنطقة بأكملها جعل رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتن ياهو أبرز مؤيدي ترامب يتخلى عن صديقة الحميم، ويعلن أن لا علاقة لإسرائيل باغتيال سليماني وإنه “حدث أميركي”. مضيفا “لم تكن لنا علاقة (باغتيال سليماني) ويجب ألا ننجر إلى ذلك”، أي التوتر الأميركي – الإيراني. وفي الجانب الأوروبي الذي هلل في بادئ الأمر لاستهداف سليماني لتدعو المفوضية في أعقاب الصفعة الإيرانية إلى إنهاء فوري لاستخدام السلاح في الصراع بين إيران والولايات المتحدة وتحث على بذل جهود لاستئناف الحوار.