هذا ما قدمناه للشعب
يحيى المحطوري
سألني بسخرية: ماذا قدمتم للشعب؟
فأجبتُه:
فلذات أكبادنا.. ودماءَنا وبعضَ أشلائنا.. وأرواح أبطالنا آباء وإخوة وأبناء..
وهبناه أعمارَنا.. ونذرنا له حاضرَنا.. وبِعناه مستقبلنا..
وذلك واللهِ ذروةُ الفخر وغايةُ الشرف..
ولكن عينَ حقدِك العمياء لا ترى ذلك..
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا، فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ..
ولا قيمةَ له عندك.. ولا تشعر به نفسك؛ لأَنَّها لا تعرف الكرامة.. واعتادت حياة الذل والمهانة والصغار..
وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ..
قال: بل قمتم بذلك كله؛ لأَنَّكم حريصون على السلطة..
فقلت له:
إنَّ مَن يعشقون السلطةَ هم الذين ظلوا عاكفين على أبواب السفارات عقوداً من الزمن.. وختموا حياتَهم ببيع أوطانهم وحصار شعبهم حتى يحصلوا على وَهْمِ السلطة..
نحن نهضنا بالمسؤولية.. حين نبذتموها وراءَ ظهوركم.. وخُنتم عهودَكم.. وتنصَّلتم عن واجباتكم.. وبئس ما جازيتم به شعبَكم الذي ربَّيتم من خيراته كروشَكم.. وبنيتم من أشلاء أبنائه عروشَكم..
فتباً لكم وسحقاً..