الضجّةُ الإعلاميةُ في مواجهة دعاة الحق
عبدالإله محمد الشامي
يقولُ اللهُ سبحانَه وتعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا القرآن وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)..
كان الكفارُ في ذلك الحين كما ينقل لنا القرآن الكريمُ يطلقون الأصوات العالية، ويحدثون الضجيجَ ليحولوا دونَ وصول آيات الله ورسالة الحقِّ إلى أسماع الناس -أية ضجة إعلامية- هدفُها التغطيةُ على صوت الحق والتمويه على كلامِ رسول الله -صلّى اللهُ عليه وآله وسلّم- دون سماعه، حيثُ كان بعضُ الأشخاص يحدثون ضجةً غوغائيةً مفتعلةً، واليومَ يتكرّر نفسُ الأمر ويحصل نفسُ ذلك الشيء في مواجهة دعاة الحق والعدل الرافضين لهيمنة واستحكام الباطل وأهله، وعبر العديدِ من الأبواق الإعلامية الكثيرة والمتعدّدة والمتنوعة في هذه الأيّام، ففي تلك الأيّام السابقة كانوا يتهمون الدعاةَ إلى الحق وينسبون إليهم أهدافاً وغايات باطلة وزائفة وهم منها براء، كانوا يتهمونهم بالكذب والسحر وبالخداع والمكر، وما شاكل ذلك.
واليومَ أَيْـضاً يحدثُ ما يشبه ذلك في العالم من قبل قوى الاستكبار والظلم العالمي ومن يدور في فلكهم وَبلسان عربي غير مبين، وبأساليبَ وتحت عناوينَ متنوعة، ظاهرُها إيمانٌ وباطنها عدوان -كما يُقال-، كالدفاع عن الناس وحماية حقوقهم ونشر الحرية والديمقراطية في أوساط الشعوب وغيرها من العناوين البراقة والزائفة.
في ذلك الزمن كان فرعونُ يقولُ لشعبِه كما جاء في القرآن: (قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ، يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ)؟، يقصدُ بذلك موسى (ع)، فيتظاهرُ بالاحتماء بموقع الدفاع عن حقوق الشعب، ويحارب داعيةَ الحق، ويزعم كذباً أنه ليس لديه من هدف أَو غاية سوى خدمة ذلك الشعب.
وفي هذا الزمن يحدُثُ الأمرُ ذاتُه من قبل دول الاستكبار والهيمنة والمال والإعلام، نفس التصرفات الخبيثة والإجرامية والأعمال المؤذية نفسها تقتيلاً وحصاراً وتجويعاً ونشراً للفتن والخلافات السياسيّة والدينية وغيرها، وبشكلٍ واسعِ النطاق في مواجهة الإسلام والمسلمين الأحرار وبشكلٍ خاصٍّ في مواجهة الإسلام الثوري المقاوم والممانع للهيمنة الأمريكية والصهيونية ومن يدور في فلكها لتركيع وإخضاع الشعوب الحرة وثرواتها وقرارها لسيطرتها والتحكّم بها كما يشاؤون ويريدون هم، لا كما تشاء وتريد الشعوبُ وقياداتها الحرة والشجاعة كما هو حاصل اليومَ في بلادنا اليمن من عدوان وحصار ظالم طوالَ خمسة أعوام من قبل دول تحالف الشر، وعلى رأسها أمريكا والنظامُ السعوديّ والإماراتي وغيرهما بدون وجه حق.
وحتى القراراتُ الاقتصادية الوطنية الصائبة التي تحمي لقمةَ العيش للشعب ومتطلباته الحياتية، لم تسلم من الضجة الإعلامية بالتشكيك والغمز واللمز فيها وبصوابيتها ونفعها العام من قبل قوى الاستكبار والعدوان وأدوتهم الإعلامية في الداخلِ والخارجِ، حيثُ يعملون جاهدين ليلاً ونهاراً وعبر كُـلّ وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على التدليس والتغرير وقلب الحقائق ولبس الحق بالباطل؛ للحيلولةِ دون نجاح أي قرارٍ اقتصاديّ كما حال قرار منع وتجريم تداول العُملة التي قام بطباعتها مرتزِقةُ العدوان، بدون غطاء قانوني وعبر ما يُسمّى ببنك عدن، والتي تفوق ما تم طبعُه طوالَ أكثر من ثلاثين عاماً؛ بهَدفِ ارتفاع الأسعار وسحب العملات الأجنبية لصالح العدوان وعدد من الأشخاص من أدوات ومرتزِقة العدوان نفسه.
خصوصاً بعد تلقيهم الهزائمَ العسكريّة المتعدّدة وكذا السياسيّة التي باتت معروفةً ومشهورةً في الداخل والخارج، مما ألجأهم إلى استخدام آخر ورقة، وهي حربُ الأوراق النقدية والتي بعونِ الله لن يُكتب لها النجاحُ حاضراً ومستقبلاً.