انكشافُ المستور بنهب الغاز والبترول
منير إسماعيل الشامي
تتعرّض ثروةُ النفط والغاز في اليمن وسوريا لأكبرَ عملية نهب وسرقة علنية في التاريخ، وطبقاً لعمليات استنزاف مفرطة، ونهب لمقدرات الشعبين على المكشوف من قبل دول العدوان على الدولتين.
عملياتٌ يقودُها ويشرفُ عليها النظامُ الصهيوأمريكي بشكلٍ مباشرٍ وبمشاركة الأنظمة المنبطحة لهذا النظام الخبيث كالنظامين السعودي والإماراتي في اليمن والنظامين التركي والمصري في سوريا، هذا الاعتداءُ السافرُ يُعتبر انتهاكاً لسيادة الدولتين وخرقاً واضحاً وَصارخاً للقانون الدولي.
ما يؤكّـد للقاصي والداني أن الهدفَ الأولَ للعدوانين على الدولتين هو الاستيلاءُ على آبار النفط والغاز، وثانيهما هو تقسيمُ البلدين وإضعافهما إلى درجة العجز عن حماية مقدرات البلدين وثرواتهما النفطية من عمليات النهب والاستنزاف التي تمارسه قوى الشر والإجرام العالمي، والتي لو استطاعت أن تنقلَ حقولَ النفط والغاز من اليمن وسوريا لفعلت.
لذلك وبسبَبِ فشل العدوان على سوريا، وفشل العدوان على اليمن، وإدراك أعداء البلدين استحالةَ حسم المعركة العسكرية في الدولتين، والذي لو تحقّق لهم لفرضوا سيطرتَهم على البلدين لأطول فترة ممكنة، واستحوذوا على ثرواتهما ونهبوها بأريحية؛ لذلك فقد سارعوا إلى كشفِ حقيقة أهداف حروبهم الاستعمارية بسرعة واتّجهوا إلى نهب ما استطاعوا عليه في ظلِّ الظروف الحالية للدولتين.
ففي سوريا يقوم النظامُ الصهيوأمريكي بنهب الثروات النفطية من منطقة شرق الفرات الغنية بالنفط، ومحاولة استخراج النفط من أماكنَ أُخرى، واستخراج الغاز السوري من مياهه الإقليمية في البحر الأبيض المتوسط لنهبه، وبمشاركة عربية مصرية وسعودية.
وفي اليمن تتعرّضُ أكثرُ من عشر مناطق نفطية وغازية في حضرموت وشبوة ومأرب للنهب السعودي والإماراتي منذُ قرابة أربعة أعوام، وبمشاركة وإعانة لهم من مرتزِقتهم الذين يرمون إليهم ما تبقّى من فضلاتهم كما تُرمى فضلاتُ المائدة للقطط والكلاب بعد الأكل.
يعينونهم على سرقة ثروات الشعب جهاراً نهاراً وعلى المكشوف والتي كان من الممكن أن تكفيَ الشعبُ لسدِّ كُـلِّ احتياجاته، ولصرف كامل مرتبات موظفيه لأعوام وأعوام، بعد أن فرضوا عليه حصارَهم المطبق برًّا وبحراً وجوًّا، ويحتجزون سفنَ المشتقات النفطية التي تُستورد لسدِّ احتياجات الشعب من المحروقات، بعد أن حرموه من نفطه وأوقفوا صرفَ مرتبات موظفيه للعام الثالث، في مشهدٍ يدلُّ على سعيهم لإبادة الشعب كلِّه عبر تجويعه وحصاره، وأنه لو كان بوسعهم تحقيق ذلك لفعلوه بأيِّ أسلوبٍ كان.
وفي ظلِّ تحرّر العقول الذي تحقّقه الثقافةُ القرآنية في الساحة اليمنية، فلا خوفَ على الشعب اليمني فبوعيه سيصمدُ، وبصموده سيقاومُ ويدافعُ عن وطنه ومقدراته، وبصبره وإصراره سيحرّرُ أرضَه من دنس الغزاة والخونة ورجسهم، وهو ما يستشعره أعداءُ الوطن، فهم يستشعرون خطرَ الشعب اليمني الذي يتنامى وعيُه يوماً عن يوم، وهو ما دفعهم إلى توسيع عمليات النهب الممنهج للثروات اليمنية خلال الأشهر الأخيرة وبأعلى وتيرة ممكنة لهم، وكذلك هو الحال في سوريا.
ذلك أن تحريرَ الأرض أسهلُ من تحرّر العقول، فالعقولُ الحرةُ قادرةٌ على تحرير الأرض من الغزاة والخونة بوقت قصير، لكن العقولَ المحتلّةَ تبقى عاجزةً عن تحرير نفسها فضلاً عن تحرير أرضها وحماية مقدراتها، ففاقدُ الشيِ لا يعطيه، وهو ما يدركه الأعداءُ جَيِّداً.
ستتوقّف عملياتُ نهب الأعداء وسرقتهم لثرواتنا اليومَ أو غداً، ومهما حاولوا بشتى أساليبهم الإجرامية لن ينجحوا في ذلك، وليعلموا أنهم مهما استمروا في عملياتهم هذه فلن يستنزفوها، وسيعودُ الحقُّ إلى أصحابه عاجلاً أم آجلاً، وما ذلك على اللهِ بعسيرٍ.