حصار الدريهمي والمنظمات اللاإنسانية

عبدالفتاح علي البنوس

 

يتمادى العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني السلولي ومرتزقته بالساحل الغربي في حصار مدينة الدريهمي والاعتداء على الأهالي المحاصرين بالقصف المدفعي ، ورغم المناشدات والمطالبات برفع الحصار وإنهاء هذه المأساة الإنسانية التي يتم التعامل معها من قبل المنظمات الإنسانية والهيئات الحقوقية بحالة من البرود واللامبالاة والتجاهل وكأن أبناء الدريهمي خارج دائرة اهتمامهم ولا يستحقون أدنى اهتمام ، ما دام ذلك يصب في خدمة الكيان السعودي الذي يمثل البقرة الحلوب للحلاب الأمريكي !! الصليب الأحمر الدولي وتحت الضغط الرسمي للقوى الوطني أرسل فريقا لزيارة الدريهمي والاطلاع على أوضاع الأهالي المحاصرين فيها منذ أكثر من عام ، وكانت الصدمة أن الفريق الزائر الذي كان من المفترض به أن يخرج من هذه الزيارة بتقرير مهني إنساني يوصي من خلاله بسرعة انهاء الحصار عن المدينة وتمكين المنظمات والهيئات الإغاثية من إدخال المساعدات الغذائية والطبية والمواد الإغاثية اللازمة بغية إنهاء معاناة الأهالي المحاصرين ، وإذا بالفريق يخرج بفضيحة مدوية ، حيث طالب الفريق من الأهالي المحاصرين بمغادرة المدينة والخروج منها إلى مخيمات في مدينة الخوخة الواقعة تحت سيطرة قوى العدوان والمرتزقة . يطالبون أصحاب الأرض المعتدى عليهم المحاصرين بأن يغادروا مدينتهم ويهجروا منازلهم ويذهبوا للارتماء في أحضان المرتزقة الذين يحاصرونهم ويعتدون عليهم منذ أكثر من عام ، هل رأيتم إنسانية كهذه ؟!! وكأنهم المذنبون ألم يكن من الأجدر بفريق الصليب الأحمر بعد أن اطلعوا عن قرب على معاناة أهالي الدريهمي أن يطلبوا من المرتزقة وأسيادهم إنهاء ورفع الحصار عن الدريهمي باعتبار ذلك جريمة ضد الإنسانية ، ولا يجوز السكوت عنها ولو من جانب إنساني؟، هذا الحل غير المنطقي واللا إنساني من قبل الصليب الأحمر ، يؤكد وبما لا يدع أي مجال للشك بأن قوى العدوان ومرتزقته هم من يقفون خلفه ، وهم من اقترحوه على فريق الصليب الأحمر ، والذي بدوره سارع إلى طرحه باسم الصليب الأحمر ، وهذا دليل إضافي على ارتهان المنظمات والهيئات الدولية التي تدعي زورا وبهتانا دفاعها عن الحقوق والحريات وانتصارها لقيم الإنسانية للريال السعودي ، وتأكيد عملي على أنها عبارة عن أدوات تعمل بالأجر لحساب الأجندة والمصالح والأهداف الأمريكية ، وأن القيم والمبادئ التي تتشدق بها مجرد شعارات زائفة تضحك بها على الدول المستضعفة ، من أجل إخضاعها للهيمنة الأمريكو صهيونية .

بالمختصر المفيد، حصار الدريهمي جريمة حرب ضد الإنسانية ، ومقترح الصليب الأحمر بتهجير المحاصرين من منازلهم وتسليمهم للجلاد لإنقاذهم جريمة أكبر ، جريمة ستظل وصمة عار في حق الصليب الأحمر ، وفضيحة ستظل تلاحقهم ، وتكشف للعالم زيف وخداع حياديتهم واستقلاليتهم وإنسانيتهم ، والرسالة التي يجب أن تصل إلى مسامع الصليب الأحمر والأمم المتحدة وقوى العدوان والمرتزقة هي إن للدريهمي وأهلها رباً رحيماً، قادراً على رفع الضرر عنهم ، دون أن يضطروا للتهجير من منازلهم ، فالموت دفاعا عن الأرض والعرض أشرف من التهجير وتسليم أنفسهم لقطيع العمالة والارتزاق في الخوخة . جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى