الرسالة الأخيرة لفرعون نجد
منير اسماعيل الشامي
ما أفصح به اللواء الركن محمد العاطفي لصحيفة المسيرة ليس امرا عاديا ولا عفويا ومن الغباء جدا عدم اخذ نظام الرياض ما تضمنته تلك التصريحات على محمل اقصى الجد وان تعيد حساباتها على ضوء ما ورد فيها.
ففرعون في عهد يوسف عليه السلام اتخذ كافة التدابير والاحتياطات لمجرد تفسير رؤيا ولم يهملها ويقول أضغاث احلام ولو فعل ذلك لانتهت دولة الفراعنة بسبب إهماله وتفريطه بمضمون تلك الرؤيا لكنه لم يفعل بل عمل بمنطق العقل والحكمة رغم أن أغلبية بطانته كان لهم رأي عكس رأيه.
فكيف سيكون موقف فرعون نجد إزاء اخطار واقعية وحقائق صادرة من قيادة لم تكذب يوما قط، ولم تتحدث يوما إلا عن واقع مشهود امام نظره وجربها وذاق بعضا من بأسها ويلا وتنكيلا وجحيما.
فهل يعي هذا النظام الاحمق ما يعنيه العاطفي بقوله: قواتنا المسلحة استكملت كل جوانب البناء العسكري التي تؤهلها لشن هجوم عسكري استراتيجي يؤدي إلى شل قدرات العدو؟ وماذا عن تأكيده على الجهوزية الكاملة، والقدرات الجديدة المتطورة ، وعن قرب اليوم الذي سيتم الإعلان فيه عن حرمة الأجواء اليمنية على كل انواع طيران العدو وماذا عن البحرية وقدراتها… وماذا…وماذا….
ألا يفهم هذا النظام المجرم أن أقل رسالة في هذه التصريحات هي “اياكم التفريط بمبادرة فخامة الرئيس مهدي المشاط» وأن أقل نتيجة ستجنونها- إن فرطم بها- هي الفضيحة الكبرى التي لن تستر امام العالم، والتي ستكون السقوط النهائي الذي لا بقاء لكم بعده؟.
ألا ينبغي لفرعون نجد أن يتأمل ويعي ويفسر تصريحات وزير الدفاع بخصوص تحذير السودان من استمرار مرتزقته ، او تصريحه بخصوص بنك الأهداف الإسرائيلية؟
وهل يعي فرعون نجد ويفسر تصريحه بخصوص وقوف الجيش اليمني على مشارف مدن كبرى ومناطق حيوية؟
دعونا من تصريحات وزير الدفاع لنتكلم عن رد عضو المجلس السياسي الأعلى الاستاذ محمد علي الحوثي في رده على تصريح الجبير الذي ذكر فيه أن مستقبل السعودية سترسمه عدة قبائل سعودية فهل يعي فرعون نجد مضمونها؟
لن نتساءل اكثر ففرعون نجد احق أن يتساءل ويسأل نفسه بخصوص ما ذكرنا وما لم نذكر، وهو المعني بجمع النقاط وترتيب العمليات والاحداث المتسلسلة وتقييم الوضع الداخلي لدولته لعله يدرك ماذا ينتظره، فما على الرسول إلا البلاغ المبين.