المنهجيةُ القرآنيةُ بوابةُ الصحوة الإسلامية
هاشم الوادعي
المنهجيةُ القرآنيةُ من الألطافِ الإلهية الخَاصَّة التي تُظهِر مدى سعة الرحمة والمحبّة الإلهية، فهذا أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب -سلامُ اللهِ عليه- يقول في مناجاته الشعبانية: إلهي لم يكن لي حوْلٌ فأنتقلُ به عن معصيتك إلّا في وقتٍ أيقظتني لمحبّتك.
وهذه المنهجيةُ لا تختصُّ بالحالات الفردية فقط، بل تتعدّاه لتشملَ إيقاظَ مجتمعٍ أَو أمّةٍ.
فكما أنّ الإنسانَ بعد طول معصيته وغفلته يستيقظُ من نوم غفلته ونسيانه، فيتذكّر اللهَ واليومَ الآخر، وتكون هذه اليقظةُ إذَا ما استغلّها كما يجبُ أول خطوةٍ له في صلاحه وسيره على الصراط.
كذلك هو الأمرُ بالنسبة للأمم والشعوب، فإنّها قد تعيشُ غفلةً وتغرقُ في نوم، ونسيان، وذلّ، وَعار الخضوع والتبعيّة، فيقوم اللهُ لمحبّته لنا بإحداثِ أمرٍ تستيقظُ بسببه الشعوبُ من سباتها، فترى الذلَّ التي تعيشه في خضوعها لغير الله، والعار الذي يلحقها نتيجةَ سلب حريّتها وإرادتها وانتهاك كرامتها.
هذه المنهجيةُ القرآنيةُ إذَا ما تبعها عزمٌ وثباتٌ واستعدادٌ للتضحيّة، ستكون بذرةَ الأمل الوحيدة لاستعادة الشعوب كرامتها وشخصيّتها.
وأكمل هذا الالتزام بالمنهجية القرآنية، ما قد يحصلُ للشعوبِ التي تنسجمُ مع فطرتها التي تأبى الخضوعَ لغيره تعالى، وتطلُبُ الحريّةَ المطلقةَ والاستقلالَ التامَّ عن كُـلِّ ما سوى الله.
أكملُ صحوةٍ إسلامية هي السيرُ وفق المنهجية القرآنية، ولنا الكثيرُ من النماذجِ التي التزمت بتلك المنهجية، وأصبحت اليوم معياراً يُقتدى بها في كُـلِّ الجوانب.