تفاصيل اللقاء الأخير بين أحد قادة انصار الله و”علي عبدالله صالح” (نص ما دار في قصر “الثنية”)
كشفت جميعُ المعلومات والوثائق، وطبيعة الأحداث أَيْـضاً، أن “صالح” كان يريدُ استغلالَ فعالية ذكرى تأسيس المؤتمر (24 أغسطُس 2017) لتدشين خيانته بإعلان “مبادرة سلام” مع تحالف العدوان، وإعلان الانقلاب على الشراكة مع “أنصار الله”، لكن ترتيباتِ صالح كانت مرصودةً منذ البداية؛ وحرصاً من القيادة الثورية والسياسيّة على الحفاظ على وحدة الصَّــفِّ الداخلي بكل ما يمكن، زار الأُستاذُ عَبدالمحسن الطاووس (رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية حالياً) صالح في قصر “الثنية”، قبل موعد الفعالية بيوم واحد؛ لإقناعه بالتراجع عما يخطط له وإبلاغه بأن مخطّطاته المشبوهة مفضوحةٌ، في “مكاشفة” تضمَّنت نقاشاً مهماً حول طبيعة موقف صالح من العدوان ومن الشراكة مع الأنصار.
صحيفةُ “المراسل” نشرت مؤخّراً نَصَّ وتفاصيلَ الحوار الذي دار في قصر الثنية بين “صالح” وَ”الطاووس” و”عبدالرزاق المروني” الذي كان قائداً للأمن المركزي، وللأهميّة تعيد صحيفة “المسيرة” نشرَه ضمن هذا المِـلَـفِّ كما يلي:
– المروني: يا فخامة الزعيم، الأوضاع متوترة وأنت قائد اليمن ومعك تاريخ طويل، أنصار الله متوترين وخبرتكم متوترين والمناسبة ممكن تؤجلوها.
– صالح مقاطعاً: أأجلها!! من أبوه الذي يقول لي أأجلها؟ (كان صالح في تلك اللحظة لا يعلم أن الذي بجانب المروني قيادياً بأنصار الله) ليش هذا الكلام، يعني سكتنا لهم في كُـلّ شيء، أنا حاشد للمناسبة قد لي فترة واليوم تقول أأجلها.
– المروني محاولاً تهدئة صالح: يا فخامة الزعيم ما قصدي كذا، أنا ممتن لك منذ أصدرت قرار بتعييني.
– صالح: أنا الذي رقيتكم وخليتكم رجال (ثم بدأ صالح بالاسترسال حول أفضاله) صبرنا عليهم (يقصد أنصار الله) وهم يقوموا فعاليات يوم محمد ويوم زيد ويوم حسين وإحنا بنقاتل، خايفين من المناسبة، ليش يخافوا؟ هذا المراهق محمد علي الحوثي بيهدد.. احذر انهم يصطدموا مع جماهيري، وهذه فعاليتنا احنا بانخرج، احنا صبرنا على تجاوزاتهم، استولوا على السلاح، واحنا نقاتل في الميدان، اديت ثلاثة آلاف مقاتل.
– المروني معرِّفاً برفيقه: هذا أبو عادل الطاووس من المكتب التنفيذي لأنصار الله.
تفاجأ صالح؛ لأَنَّه لم يكن يعلم بهُـوِيَّة الطاووس وكان هجومه أمام الحاضرين من حاشيته؛ بهدَفِ نقله إعلامياً، وبعد أن عرف بأن المتواجد قيادي بأنصار الله اعتدل في جلسته وبدا عليه القلق، وهنا دخل الطاووس في الحوار:
– الطاووس: أنصار الله بقائدهم صادقين وأظنك قد عرفتنا وَإذَا ما قد عرفتنا فهذه كارثة، أنا باتكلَّم بالصدق: احنا وقعنا اتّفاقية شراكة وفعلنا مجلس سياسيّ أعلى وعلى أَسَاس أن احنا تيارين ومكونين شراكة في كُـلّ شيء، وأولها الشراكة ضد العدوان، واتفقنا على هذا.
– صالح: نعم واحنا ملتزمين.
– الطاووس: أنت الآن بتتحدث وسمعت منك كلام اندهشت منه، تقول إن مناسباتنا زيد ومحمد وانك اديت ثلاثة ألف مقاتل وإن احنا استولينا على الوزارات والسلاح، من هو الذي أَدَّى مقاتلين؟ ما شفنا مقاتل واحد منكم يقاتل، هذا الكلام مزايدة يا فندم.. احنا بنسمع هذا الكلام من الإعلام وأنا اندهشت انك ذي تتكلم به، مش عارف أنه من الزعيم بكله، احنا الذي في الميدان والذي بنقاتل، وما عرفنا أحد من المؤتمر يقاتل، أَو يخرج بموقف سلمي ضد العدوان.
– صالح: أنا شليت الصمَّـاد معي، إلى معسكر ريمة حميد، ومعنا فيلم وثَائقي. أنا وصلته للجميع قلت له: سلّحهم.
– الطاووس: يا زعيم اين انتو ليش ما شفناكم تحشدوا الجماهير ضد العدوان، مثل ما بتفعلوا اليوم وهذه التخازين ذي تجمعها في كُـلّ المحافظات ليش ما جمعتهم ضد العدوان وخرجتوا بموقف يبيّض الوجه. حتى الشهيد المُلصي، ما كفاك الأحياء تتقمص مواقفهم، عاد تشتي الجيش باسمك، حسن الملصي تعرض لتهديدات منك وطالبته يرجع من الجبهة، أنت تلاحق حتى الفرد الواحد إلى الجبهات عشان يرجع واليوم تشتي تقول إنك الذي بتقاتل؟.. القتال ما انتوا أهله، أخرجناك من عشك بعدما دخلوا الإصلاح وهادي إلى موقعك وقناتك، لولا السيد انهم تمكّنوا منك، احنا جينا ناصحين لك اليوم نواجه عدوان، وفي العام الماضي عندما تجمع هذه الجماهير، إذَا أنت حريص على الاتّفاق، خلي المسيرة تخرج وتحولها ضد العدوان، واحنا مستعدين نخرج معَك، ونحولها من مسيرة لحزب، إلى مسيرة ضد العدوان.. معنا معطيات وإثباتات أن هناك تنسيق واضح بينكم وبين الإماراتيين، على أَسَاس حشد الناس وإشغال الناس في صنعاء وهم يتحَرّكوا في الحديدة وتعز.
– صالح: يعني قدنا متآمر؟
– المروني: على من تراهن؟ احنا نعرف بعضنا، احنا حريصين لا نقدم مادة للعدو يستغلها، عندما تخلي أربعين ألف أمني في حماية المناسبة، فالجبهات أولى بهم. أما محمد علي الحوثي، الذي حشدهم هم جماهيرنا، ضد العدوان وكل مناسباتنا ضد العدوان.
– الطاووس: إذَا حصل شيء أقسم بالله إن احنا ما نصطدم مع أي مواطن، ما نعرف إلّا علي عبدالله صالح.
– صالح: هذا قده تهديد.
– الطاووس: افهمه كيف ما بدك، احنا صابرين عليكم بنقاتل عليكم ونحميكم وانتو تقدموا مساعدات للعدوان. إذَا كنت حريص على الشعب ليش ما توزعها على المحافظات ونخلي كُـلّ محافظة تقيم فعالية ضد العدوان.
– صالح: ما عاد باقي إلّا انتوا تنسقوا لي أين احتفل، تفرضوا عليّا.
– الطاووس: أنا أقول لك هذا كَحَلّ، إذَا أنت حريص على وحدة اليمن.
– صالح: انتوا تقيموا مناسبات لرسول الله.
– الطاووس: هي جهادية وثورية ونحوّلها إلى مسيرات ضد العدوان.
– صالح: خلاص، احشدهم وباتخرجوا معنا، بلّغ عبدالملك الحوثي بنحتشد جَمعه ونخرج جَمعه.
– الطاووس: تمام أنا ابلّغ السيد اليوم اننا سنحولها إلى مسيرة ضد العدوان.
– صالح: تشتي ترفع شعار الله أكبر. الموت لأمريكا؟ ما نرفع إلّا شعار المؤتمر.
– المروني يتدخل: بدون شعار لا كذا ولا كذا، نخرج بدون شعارات ونوجّه خطاباتنا ضد العدوان.
– صالح: مستحيل، ما أنا قابل فرضياتكم، سكتنا يكفي تجاوزات ما عاد باقي إلّا تفرضوا عليّا.
– الطاووس: أيش هي التجاوزات، أنت آخر من يتحدث على التجاوزات. سكتنا يا علي عبدالله صالح ست حروب وأنت تقتلنا في صعدة، وقتلت حتى قائدنا ودمّــرت منازلنا ويتّمت أطفالنا وكل واحد مننا مغبون منك أقل واحد فصلته من عمله والسيد كاتم مشاعرنا، ويتعامل معك تعاملَ القرآن، سكت على قتلك أخوه السيد حسين بدرالدين وتجاوزنا، ودخلنا وآويناك وحميناك.
شعر صالح عندها بتوتر كبير وقام بخلع الكرفتة والنظارة وقال: يا مروني تدخل وخلّ هذا يسكت.
– الطاووس: اسكت أنت يا مروني خلني أكمل.. وأضاف مخاطباً صالح: أنت فارح بنفسك انك متجمل: احنا ذي ساكتين عليك، أنت بتشكي من كلام الإعلاميين حقنا، أي واحد يتكلم عليك مستعدين نقطع لسانه، مع أن هناك قادة محسوبين عليك، البركاني وشلّته الذي في الرياض مع العدوان، ما موقفك منهم؟!. احنا نكلمك عن قيادات حقك وأنت تتكلم عن إعلاميين.
– صالح: احنا عازمين في المؤتمر نتخذ موقف.
– الطاووس: الذي في الرياض لم يذهبوا إلّا وهم منسقين معك عملاء في الرياض، وأنت عميل لهم في صنعاء.
– صالح: هذا كلام كبير.
– الطاووس: أنا قلت لك من البداية باكلمك بالصدق.
بعد ذلك نهض الطاووس ودعا المروني ليخرجوا.
– صالح رافعاً صوته: أنا مستعد اني اكتب الكلمة الذي ادّيها في المناسبة، واعرضها عليكم.
– الطاووس: اشتي اقلّك تتأكّـد أنك لن تجدنا بعد المناسبة كما كنا قبلها.
تضيفُ الصحيفة أنه بعد أن عرض صالح تغييرَ كلمته انتهى اللقاء وبعد ذلك كان هناك لقاءٌ آخر لصالح مع الشهيد الصمَّـاد الذي هدَّأ من رَوعه وقال إنه لا توجد أية مشكلة، والمهم أن يقومَ علي عبدالله صالح بتغيير البيان الذي كان سيعلنه في فعالية 24 أغسطُس وهو ما وافق عليه علي صالح؛ لتتراجعَ مستوياتُ التوتر ولكنها لم تنتهي بل تأجّلت.