الأباتشي السعودية في مهب العاصفة
أسقط الجيش اليمني واللجان الشعبية، اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2019م، أسطورة الأباتشي التي طالما ما تفاخرت دول العدوان تحديدا السعودية والإمارات بامتلاكها واتكأت عليها في شن عدوانها على اليمن، نظرا لما تمتلكه هذه المروحية الأمريكية من مواصفات متطورة تجعلها إحدى أكثر المروحيات تقدماً في العالم وفقاً لما يؤكده مصنعها شركة بوينغ.
سدد اليمن اليوم ضربة جديدا قوية إلى كبر السعودية، الذي طالما تغنت بامتلاكها أحدث ما أنتجته مصانع التكنولوجيا الحربية الأمريكية، فكما تم إسقاط منظومات الباتريوت على يد القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني وضرب العمق السعودي ومعسكراته ومطاراته ومنشئاته الحيوية والاقتصادية، ها هو الجيش اليمني يسقط أسطورة الأباتشي في خطوة نحو إزاحة التفوق الجوي السعودي.
الإعلام السعودي تباهى بأن الأباتشي لعب دوراً مهماً طوال مدة ما أسماه بـ “عاصفة الحزم” ضد اليمن، وتقول قناة العربية: إن السعودية تمتلك ما يقارب 82 طائرة أباتشي طراز إيه إتش 64 دي، منتشية “بكتيبة الأباتشي السعودية التي يقودها طيارون سعوديون حققوا مراكز متقدمة بين دول العالم، فهم يمتازون بمهارة التصويب وكفاءة الطيران، وسرعة الاستجابة للمخاطر نتيجة تدريب مكثف داخل السعودية وخارجها”.
وتضيف القناة السعودية أن الأباتشي قادرة على استهداف ما يزيد على 128 هدفاً بدقة فائقة خلال دقيقة واحدة يكمن في عدم رؤية العدو للطائرة أثناء عملياتها الليلية، وقدرتها على إصابة الهدف من دون أن تخطئه، فهي هجومية عالية التسليح تتمتع بردّات فعل سريعة، وقادرة على الهجوم من مسافات قريبة أو في العمق بحيث تكون قادرة على التدمير وضعضعة قوات العدو.
وتباهى الإعلام السعودي كذلك بأن مروحيات الأباتشي تمتلك تسليحا عاليا، فهي مزودة بأكثر من مئة صاروخ تعمل بالليزر وتخترق الدروع بمدى يزيد على 14 كيلومتراً، إضافة إلى مدفع رشاش من عيار ثلاثين ملليمتراً، وتقنيات داخل الكابينة لتحديد الهدف.
وتبلغ تكلفة الأباتشي 100 مليون دولار، ويطلق على الأباتشي اسم الدبابة الجوية، بسبب تحملها الظروف المناخية القاسية، وعلى مدار اليوم ليلاً ونهاراً، معتمدة على ما تحتويه من تقـنيات جعلت منها المقاتلة الأكثر شراسة وخطورة على القوات البرية في المواجهة الحربية، إضافة لقدرتها على الصمود حتى بعد إصابتها في مناطقها الحساسة.
وظن الإعلام السعودي أن الأباتشي بعيدة المنال كونها مزودة بنظام التخفي عن الصواريخ الحرارية من خلال العمل على تقليل الانبعاث الحراري الناتج عن محرك الطائرة، وذلك باستخدام تبريد هوائي ليتدفق بانسياب حول جسم الطائرة، إضافة إلى ذلك يوجد بها جهاز يعمل على إطلاق الأشعة الحمراء بترددات مختلفة لتضليل أجهزة التتبع الحراري التي تستخدمها الصواريخ الحرارية.
اليوم وبعد خمس سنوات من العدوان يعلن ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن “الدفاعات الجوية اليمنية تمكنت من إسقاط طائرة أباتشي سعودية في منطقة مجازة قبالة عسير أثناء قيامها بأعمال عدائية ضد اليمن، مؤكدا مصرع طاقمها المكون من اثنين سعوديين”.
وعلى الرغم من إسقاط القوات اليمنية عدة طائرات أباتشي سعودية وإماراتية خلال سنوات العدوان إلا أن هذه هي المرة الأولى التي كشف فيها ناطق القوات المسلحة بأن عملية الإسقاط تمت “بصاروخ أرض جو بتقنية جديدة” بات اليمن يمتلكها، وأن العملية موثقة بالصوت والصورة بعدسة الإعلام الحربي اليمني.
الأجواء اليمني لم تعد للنزهة كما تخيلها العدوان عندما بدأ عدوانه في مارس 2015، وها هو اليمن يخطو بخطى ثابته لتأمين أجوائه، وقد أكدت القوات المسلحة اليمنية في نبأ إسقاطها للأباتشي السعودية، أن الاقتراب من الأجواء اليمنية بات محظورا ولن تكون مكانا للنزهة لأحد وأنها ستتصدى لكل محاولات الأعداء حتى تصل إلى حماية الأجواء اليمنية بشكل كامل.