القتلةُ والعملاءُ أين هم اليوم؟!
عبدالله هاشم السياني
كُـلُّ أُمَّــةٍ تسعى ليكونَ لها دولتُها التي تحقّق كُـلَّ مصالحها وطموحاتها وآمالِها، وتحفظ لها استقلالَها وسيادتَها وتهيئُ لها كُـلَّ أسبابِ النهوض والتقدّم والعزّة، كما تعملُ تلك الأُمَّــةُ على إقامة نظامٍ سياسيٍّ ينفّذ مشروعها الثقافي الإيماني ومشروعها السياسي بقيادة كفؤة وأمينة وصادقة، وتعملُ بكلِّ إخلاصٍ وتفانٍ.
ونحنُ في يمن الإيمان والحكمة، قد مررنا بتجاربَ عدّة وتعاقبت علينا العديدُ من الأنظمة السياسية، كان منها في العقود الخمسة الماضية النظام السياسي الذي قاده الرئيسُ إبراهيم الحمدي، والذي حمل مشروعَ بناء الدولة اليمنية، وهمَّ إقامة النظام السياسي الذي يحقّق للشعب اليمني استقلالَه وتقدّمَه، لكن وكما يعرف الجميعُ اغتالت الأيدي العميلة بالتعاون مع النظام السعودي ذَلك الحلمَ اليمنيَّ، وللأسف أن من نفّذَ جريمة قتل الحمدي وتآمر على اليمن وشعبه ومستقبله، هم من حكموا اليمنَ خلال العقود الأربعة الماضية “علي صالح، والغشمي والإخوان”، بالشراكة مع السعودية.
وهم أنفسُهم اليوم الذين باعوا اليمنَ وتآمروا عليه، ووقفوا مع أعدائه والمتربصين به وبنفس الطريقة، ولكن هذه المرة قتلوا الشعبَ اليمنيَّ بأكمله، ودمّروا قدراته وأهلكوا كُـلَّ شيء قائم على أرضه، بحقدٍ دفينٍ وطغيانٍ متجبّرٍ عبر عدوان ظالم ومتوحش، مضت عليه خمسةُ أعوام، استطعنا بفضل الله الوقوفَ في وجهه ومنعه من تحقيقِ أهدافه، بل استطعنا والحمدُ الله أن نردَّ عليه عدوانَه ونذيقه شرَّ أعماله.
ولكن أين عملاءُ الأمس الذين قتلوا الحمدي وشاركوا اليومَ العدوانَ في عدوانه؟!، ألم ينتقم الشعبُ اليمنيُّ منهم ويدخلهم في مزبلة تاريخ العملاء والمنافقين وصاروا ملعونين ومشرَّدين في عواصم أوليائهم بعد أن خسروا الدنيا والآخرةَ؟!.
إنَّ في ذَلك لَعبرةً لأولي الألباب.