موقع أمريكي: الانقلابات .. طريق واشنطن إلى الهيمنة العالمية القطبية
أشار مقال نشره موقع «رون بول إنستيتوت» الأمريكي إلى أن السلطة غير الشرعية المعترف بها من قبل واشنطن في بوليفيا والتي صعدت إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري مدعوم من الولايات المتحدة تحول بالفعل السياسة الخارجية للبلاد نحو الفلك الأمريكي حيث قطعت كبداية العلاقات المهمة التي تربطها مع حكومتين قاومتا الانصياع للإملاءات الأمريكية.
ولفت المقال إلى أن سلطات تصريف الأعمال البوليفية لا تضيع أي وقت في تغيير سياسة البلاد الخارجية، مشيراً إلى أنها أعلنت مؤخراً أنها ستطرد مئات المسؤولين الكوبيين وستقطع العلاقات الدبلوماسية مع حليفتها القديمة فنزويلا وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة «ميامي هيرالد».
ورأى المقال أن هذه التطورات لا تشكل مفاجأة لأي شخص متابع للشأن الدولي فالسياسة الخارجية للولايات المتحدة قائمة في الأساس على حرب مستدامة على العصيان، حيث تعمل واشنطن على محاولة “إسقاط الحكومات” التي ترفض الخضوع للمصالح الأمريكية بأي وسيلة وتستبدلها بالحكومات التي لن تقاوم ذلك.
وقال المقال: من السهل فهم الشؤون الدولية بمجرد أن نتوقف عن التفكير من منظور الدول المستقلة وذات السيادة ونبدأ التفكير من حيث بناء التحالفات والإذعان للإمبراطورية، فما نشهده الآن يمكن وصفه على أنه حرب عالمية ثالثة بطيئة الوتيرة بين ما يرقى إلى امبراطورية غير رسمية منتشرة في جميع أنحاء العالم تتمركز حول واشنطن وجيشها من جهة وبين جميع الدول التي رفضت الذوبان داخل هذه الامبراطورية من جهة أخرى.
وأضاف المقال: الدول التي قدمت الولاء للإمبراطورية الأمريكية تبني معها واشنطن تحالفات عسكرية واقتصادية، بينما تُعاقب الدول التي تمسكت بسيادتها بعصا العدوان والعقوبات والحروب التجارية والانقلابات وصولاً إلى الهدف النهائي وهو الهيمنة القطبية العالمية الشاملة، وكلما زاد حجم الفقاعة الإمبريالية، أصبحت أقوى وأكثر فاعلية في تقويض مصالح الدول غير المنصاعة مثل فنزويلا وكوبا.
وأكد المقال أن أجندة الهيمنة القطبية لها الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة، وطالما تبقى دولة ما موالية للإمبراطورية، فإنه يمكنها تمويل الإرهابيين وإثارة أسوأ أزمة إنسانية في العالم من دون خوف من أي انتقام تفتعله هذه الإمبراطورية، بحيث أن انتهاكات حقوق الإنسان ليست أكثر من سلاح استراتيجي للتحكم بالدعاية يرفع بوجه الدول غير المذعنة ويخفض بوجه الدول المذعنة وذلك وفقاً لمذكرة خاصة بوزارة الخارجية الأمريكية تم تسريبها في عام 2017.