واشنطن بوست: محكمة بالهند تؤيد رؤية يمينية تجعل المسلمين مواطنين من الدرجة الثانية
علقت رانا أيوب -وهي صحفية هندية مقيمة بالولايات المتحدة- على قرار المحكمة العليا في الهند بشأن أرض مسجد بابري الذي دمره الهندوس في عام 1992 بأنه نصر كبير للحكومة القومية التي يتزعمها رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وقالت إن هذا القرار الذي أعطى الهندوس الأحقية في أرض المسجد يؤيد رؤية يمينية تجعل من المسلمين في هذا البلد مواطنين من الدرجة الثانية.
وأشارت الكاتبة إلى احتفال القوميين اليمينيين بقرار المحكمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وترحيب الصحفيين والكُتاب بالقرار بأنه ختام لنزاع دام نحو قرن من الزمن.
وقالت إنها مثل العديد من المسلمين الهنود في الوطن حاولت جاهدة استيعاب منطق نوع “العدالة” التي يُحتفل بها وهذه الخاتمة والارتياح الذي يتحدثون عنه، وبصفتها طفلة عايشت أحداث الشغب المعادية للمسلمين عام 1992 التي أعقبت هدم المسجد، اضطرت أيضا لمعايشة هذه الصدمة مرة أخرى.
وألمحت إلى حالة التوتر التي يعيشها المسلمون في البلاد، حتى أن قريبا لها هاتفها بعد قراءة تعليقاتها الحزينة على تويتر وفيسبوك صارخا فيها بأن تلتزم الصمت قائلا لها “نحن نعيش هنا، عائلتك وعائلتي، فلا تصعبي الأمر علينا، لا يمكننا تحمل اقتحام الغوغاء لمنزلنا مرة أخرى”.
وتحكي رانا أنه منذ هدم مسجد بابري تغير كل شيء وساءت الأمور منذ ذلك الحين وأصبح ينظر إلى المسلمين على أنهم غرباء وغزاة ولم يعد جيرانهم ودودين مثل سابق عهدهم، وغزا الهندوس أحياءهم وأصبحوا في أعين البلاد مسلمين أولا وهنودا لاحقا. وكيف أن بلدها اختارت وصفها بـ”الآخر” هي وملايين المسلمين مرة أخرى مما يمهد الطريق للقومية الهندوسية اليمينية لتحقيق حلمها في الأمة الهندوسية.
وأكدت أن ما يجري الآن هو رسالة مدوية إلى أكثر من مئتي مليون مسلم في البلاد، مفادها أنهم يجب أن يتحملوا كل الإذلال والظلم بالصمت المتوقع من مواطن أدنى منزلة، وهو ما يجعلها هي والملايين غيرها يشعرون بأنهم أيتام مرة أخرى في الأرض التي يحبونها ويعتزون بها ويطلقون عليها وطنهم.
وتساءلت في ختام مقالها عما إذا كانت تلك الحرية التي كانوا يتمتعون بها لها أي معنى في الهند الجديدة التي تسعى إلى محو إرث ووجود ملايين المسلمين.