عندما يلتقي الهدى مع الحكمة

عبدالله هاشم السياني

 

الشعبُ اليمنيُّ الحرُّ الذي يعيشُ تحتَ القصف ويعاني من حصارٍ جائرٍ لسنواتٍ جراءَ العدوان الظالم، وحدَه في المنطقة الذي يحتفي بمولد رسول الله، بهذه المشاعر الفيّاضة الصادقة، وبهذا الزخم الكبير، ويعبِّرُ عن حبه وتوقيرِه وتعلُّقِه بالمصطفى بكل ما يملِكُ من طُرُقٍ ووسائلَ ومظاهرَ وحركة وعملٍ، وينفق في سبيل ذَلك مالَه وجهدَه ووقتَه ولسانَه وقلمَه، ويسخِّرُ كُـلَّ ما يملِكُه من إمْكَاناتٍ، من بيته إلى سيارته… إلخ.

هذه الصورةُ الكبيرةُ واللوحةُ الفريدةُ التي نشاهدُها في كُـلّ مكان والتي يشكِّلُها ويصنعُها هذا الشعبُ اليمني العظيم بكل فئاتها ومناطقة وطبقاته -رجالاً ونساءً، شباباً وشيبة- تختزلُ ما بداخل هذا الإنسان اليمني الذي أخرَجَ من بين صفوفه عشراتِ الآلاف من المجاهدين والشهداء والجرحى وعشراتِ الآلاف من المجاهدات ومئات الآلاف من المنفقين والداعمين للجبهات وملايين من الصابرين والصامدين.

كما تُعَبِّرُ هذه الصورةُ عن طبيعة الهدى القرآني الذي سكَنَ في قلوبِ هؤلاءِ المؤمنين والذي التقى مع الإيمان والحكمة التي شهد بها رسولُ الله، فشكَّلَ هذه الأمةَ الربانية التي تصنعُ لنا مع القيادة الربانية كُـلَّ يوم نصراً مجيداً وعهداً جديداً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى