على مشارفِ أعظم مناسبة
سند الصيادي
أرادوها أُمَّــةً بلا هُوية.. بلا طقوسٍ عظيمةٍ تحافظ على إرثها.. وتوجّـه بوصلتها مع كُـلّ انحراف.. وتعيد الارتباطَ به كلما تفكفكت عُرَى نجاتها؛ بفعل التجريف المستمرّ لنهجها وقضيتها..
أرادوه أن يمر كيوم عادي أمام الكثير من الأعياد المستحدَثة والمعلَّبة ذات البُهرُج والتسويق الإعلامي الموجّه..
الاحتفال “الرسمي” بالمولد النبوي الشريف بعد أن كان سابقاً مجردَ نشاط وجهد مجتمعي محدود.. رسالةٌ مفادُها أن الحاكمَ اليومَ إلى جانب الشعب المؤمن بات يحملُ القضيةَ التي ظلت ممنوعةً أو في خفايا المساجد وَالمجالس.. وَيسطّرُ رسالتَها الواضحةَ التي لا يفهمُها إلّا العدوّ الحقيقي وَمشروع غزوه الفكري والثقافي.. وليس أدواته القاصرة الوعي.. الغارقة في جدليات وفتاوي البدعة والتشكيك الذي تخدم العدوّ ومقاصده.
هي صحوةٌ وإن تأخرت؛ بفعل العثرات.. لكنها وعدٌ الهي يأبى الله إلّا أن يبقىَ فتيل ضوئه متوقداً عبر كُـلّ المراحل والقرون.