أليس من المعيب أن يكون اليهود أكثر اهتماماً منا بقضاياهم ؟؟
|| من هدي القرآن ||
الإنسان عليه أن يعتمد على الله سبحانه وتعالى، وعليه أن يفهم أن في هدى الله ما يجعل علمه واسعاً، ما يجعل وعيه عالياً، ما يجعل فهمه ثاقباً، ما يجعل روحه قوية، ما يجعل نفسه قوية، ما يجعله جديراً بأن يسمى ولياً من أولياء الله، الذي هو في واقعه أضعف من أولياء الشيطان، نفسيته أضعف، علمه أضعف، قدرته أضعف، وعيه أضعف، كيف يمكن أن يصح أن يقال له ولي الله؟. كيف يصح أن يقال له ولي الله؟. بل كيف يصح أن ينسب إلى الله؟. فيقال بأنه [عبد الله]، يقال له [ولي الله]، وأنت في واقعك أدنى وعياً، وأدنى فهماً، وأقل اهتماماً من أولياء الشيطان.
أليس بنو إسرائيل؟ أليس اليهود وهم يعملون على إقامة دولة إسرائيل يقال عنهم أنه كان لديهم اهتمام كبير لدرجة أنه كان أي أسرة قبل أن تُقْدُم على الطعام بعد أن تضع المائدة تقف الأسرة كلها من حول المائدة وكلهم يقسمون أولاً قبل أن يجلسوا على الطعام يقسمون بالله أن يعملوا جادين جاهدين على إقامة وطن لليهود.
وعندما تحرك اليهود وتوافدوا من مناطق متعددة نحو فلسطين كان اليهود في مختلف بقاع الدنيا من أغنى رجل إلى أفقر رجل يتعاونون في دعم إسرائيل حتى قيل: أن اليهودي الذي كان يشرب الدخان، كلما يخرج حبة ليشربها ينزع حبة ليضعها في علبة أخرى لدعم إسرائيل، ثم تُجمع كل تلك السجائر لتعلب من جديد وتصدر للبيع، ثم عائداتها تسلم لدعم إسرائيل، فتجتمع مئات الآلاف من الدولارات ومن مختلف العمولات لدعم إسرائيل.
هذا الفقير الذي لا يمتلك إلا حبة دخان، والتاجر يدعم بما يمتلك، يدعم بالملايين لهذا استطاعوا أن يكونوا على هذا النحو، حملوا اهتمام موسى، ونحن أولى بموسى منهم، ونحن أولى بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) نمتلك اهتمام محمد.. لا نعرف اهتمام محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) ولدينا القرآن الذي يجب أن يربيك على الاهتمام!.
حتى في مجال التعاون ألسنا نقرأ تلك الآية التي يقول الله فيها: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (التوبة:79) لشدة اهتمام القرآن الكريم بتربية الناس على التعاون والبذل في سبيل الله حتى بأقل قليل لديهم، عندما جاء بعض الناس بصدقة قليلة، قليل من التمر أو قليل من الحب سخر منه رجل آخر، ما أثر سخرية ذلك من هذا المسكين الذي لم يُقدم إلا هذا المقدار ولا يمتلك أن يقدم إلا هذا المقدار البسيط؟.
إذا سخرت مني عندما أقدم شيئاً بسيطاً فأنا من سأتحاشى أن لا أقدم شيئاً، والعشرات من أمثالي كذلك، فتَحول دون مبلغ كبير من المال، أو كمية كبيرة من مواد عينية في مجال الإنفاق في سبيل الله، والتعاون في سبيل الله سبحانه وتعالى.
لذلك كانت تلك السخرية هي أسلوب من قد تَحُول سخريته دون الكثير، الكثير من التعاون من تعاون الفقراء. والتعاون قضية مهمة فقال: {فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فربانا القرآن الكريم على الاهتمام، ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان يحمل روحا عالية، كان لديه اهتمام كبير بأمر الدين، بأمر الناس، يحمل روحا تشعر بمسؤولية عليا. نبي الله موسى كذلك.
لكنا وجدنا أن الواقع في هذا العصر أن اليهود كانوا أكثر اهتماما منا، أكثر اهتماماً من المسلمين، أكثر اهتماماً من العرب، أكثر اهتماماً منا نحن الشيعة، أكثر اهتماماً من آل محمد أنفسهم في هذا البلد. وهذا من العيب أيضاً, ومن العار على آل محمد بالذات.. بالذات, وشيعتهم أيضاً، أن يكون اليهود أكثر اهتماماً بقضاياهم، أكثر تعاوناً فيما بينهم، أكثر جداً ومثابرة على تحقيق ما يريدون تحقيقه، وهم طائفة مكروهة في كل المجتمعات، فرضوا أنفسهم على كل المجتمعات، وهيمنوا على المجتمعات وهم طائفة مكروهة، يكرهها الجميع.
هل نحن نتعاون في سبيل الله؟ بل هل لدينا اهتمام أولاً بشيء مرتبط بإعلاء دين الله حتى نتعاون فيه؟ ليس لدينا قضية معينة، ليس لدينا اهتمام بقضية أنه يجب أن نسعى حتى ينتشر دين الله, أن تكون كلمة الله هي العليا، أن نقف في وجه المفسدين، أن نقف في وجه اليهود، أن نقف في وجه النصارى، هل لدينا هذا الاهتمام؟ قد لا يكون لدينا هذا الاهتمام, وبالتالي من الذي سيحركه اهتمام مفقود حتى يدفع شيئاً؟ إذا لم تكن تهتم بشيء لن تقدم شيئاً.
نحن لو جئنا نعمل مقارنة بين ما نقدمه للدين, وبين ما نقدمه في سبيل شراء التدخين مثلاً سيطلع في الأخير أن الإسلام لا يساوي اهتمامنا به اهتمامنا بالتدخين هذا الذي يطير في الجو ولا نستفيد منه شيئاً!. تصور كم يدخن الناس، وتصور كم سيجمع اليهود من حبات دخان لدعم إسرائيل، سيطلع منها الكثير، الكثير؛ لأنهم يفهمون هم أهمية ما يقدمون, سواء ما يقدمونه من أموالهم, أو ما يقدمونه بشكل مواقف، أو ما يسطرونه بأقلامهم، يعرفون أهمية كل شيء يخدم قضيتهم.. بينما نحن يبدو لم نعرف شيئاً.
الشعار عندما نرفع شعار قد يقول البعض, أو يتصور ماذا يصنع؟ اليهودي كان يرى أن حبة الدخان ستقيم دولة، أليس هذا وعياً عالياً؟.
اليهود في إسرائيل عندما تأتي انتخابات هل يبحثون عن الرجل القوي؟ أو يبحثون عن الضعيف الذي لا يثير مشاكل؟ يبحثون عن الرجل القوي في وجه العرب، في عدة انتخابات ألم يبحثوا عن القوي ثم الأقوى ثم الأقوى لديهم, وفي تاريخهم في مواجهة العرب حتى وصلوا إلى شارون؟. بينما نحن نتهرب من الدعوة إلى شيء فيه قوة لنا, وفيه عزة لنا، [وهذا يريد مشاكل إحذروه].
[لاحظوا الإمام الخميني الذي كان الرجل القوي] في خطته القيادية, في حركته السياسية، في ثقته القوية بالله سبحانه وتعالى، وماذا صنع العرب؟ وقفوا ضده ألم يقفوا ضده؟! ألم يقف حتى اليمن نفسه ضد إيران؟ ألم يرسل كتيبة من الجيش لتحارب [الثورة الإسلامية] في عصر [الإمام الخميني]؟ ألم يحارب العرب كلهم ذلك الرجل الذي كان أشد شخص على إسرائيل؟ لأن العرب لا يحملون قضية, ليس لديهم اهتمام فلم يكن ذلك الرجل بالشكل الذي يجعلهم ينشدُّون إليه، وهم يعلمون أنه قوي ضد إسرائيل, ومنطقه ضد إسرائيل منذ أول عمل بدأه.
من يتتبع أقوال [الإمام الخميني] من قبل انتصار [الثورة الإسلامية] بكثير، كان دائماً يتكلم عن إسرائيل، ودائماً يحذر من إسرائيل، ودائماً ينبّه على الطريقة الصحيحة للتخلص من إسرائيل، وفي سبيل مواجهتها. لكن العرب بدلاً من أن يقفوا موقفه, وأن يقفوا تحت لوائه وقفوا ضده، بينما اليهود هناك يبحثون عن أشد شخصية ليقفوا وراءها.
يأتي في هذا الزمن مثلا كالسيد [حسن نصر الله] كحزب الله مثلاً، ونصر الله باعتباره شخص مهم, ورجل قوي, ولديه حنكة قيادية عالية، هل تسمع وسائل الإعلام العربية تتحدث عن حزب الله؟ أو تسمع وسائل الإعلام العربية تتحدث, أو تعرض كلام نصر الله؟!. يهربون من الرجل القوي، بينما أولئك يبحثون عن الرجل القوي، كيف النتيجة الطبيعية لهذا؟ هو أن يكون هؤلاء ضعافاً بضعف زعمائهم, ضعافاً بضعف نفوسهم، ضعافاً لأنهم لا يحملون أي اهتمام بشيء.
كيف يمكن أن تكون قوياً وأنت تحمل نفساً ضعيفة, لا تهتم بشيء؟ وسيظل اليهود هم الأعلون فوقهم، أليس شارون هو أشد شخص في تاريخ مواجهة إسرائيل للعرب – كما يعتبرونه -؟ من أشد الشخصيات، ومن أكثر الزعماء الإسرائيليين إجراماً ضد العرب، انتخبوه بعد أن رأوا الذين قبله لم يكونوا بالشكل المطلوب.
الكل من زعماء العرب قد يكونون مقبلون على مؤتمر، مؤتمر يقدُمون فيه بنفوس ضعيفة، يدخلون إلى صالات المؤتمر بنفوس ضعيفة، نفوس ضعيفة! الآن مؤشرات ما سيحصل في ذلك المؤتمر هو: بحث عن التسوية في الوقت الذي ليس مناسباً الحديث عنها على الإطلاق، بعد أن حصلت هجمات من جانب الفلسطينيين قوية، وأصبح الرعب ينتشر في أوساط المواطنين في إسرائيل، الآن يسارع زعماء العرب ليبحثوا عن تسوية تخلص إسرائيل من هذه المشكلة.
نحن نحمل نفس الشعور، لاحظ ما نلوم الآخرين عليه، ما نراه سيئاً في زعماء العرب، هو نفسه الشعور الذي نمتلكه، عندما نسمع أن الأمريكيين دخلوا اليمن, وسيدخلون اليمن بأعداد كبيرة.. هل يهمنا هذا؟ أم سترى أن مواقف زعماء العرب هي مواقفنا, سيكون السكوت هو الحكمة، وسيكون الاهتمام بقضايا أخرى هو الحكمة، أن ننصرف عن هذا الموضوع, أن لا نفكر في هذا الموضوع.
دروس من هدي القرآن الكريم
#ملزمة_مسؤولية_طلاب_العلوم_الدينية
#ألقاها_السيد_ حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 9/3/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنه على اليهود
النصر للإسلام