عندما تنعدمُ القيمُ والأخلاق
عبدالله هاشم السياني
دولُ العدوان لا تعرفُ القيمَ ولا الأخلاق، ولا تعتبرُ أن الإسلام مرجعيتُها، ولذلك تستمرُّ في عدوانها المدمّر للمقدرات وللإنسان اليمني دون أن تشعُرَ بأدنى ذنب أَو تفكِّرَ بالتوقف عن عدوانها.
وعندما فشلت في عدوانها وبدأ الشعب اليمني يُطَوِّرُ من قدراته العسكرية واستطاع ضربَ عُمقِها في عمليتَي توازن الردع الأولى والثانية، وبعد فضيحة قوات العدوان البرية في محور نجران عندها بدأت تفكّر ومعها دولُ الطغيان العالمي بالبحث عن أبواب السلام، ولأنها تعرف أننا لن نفرط ولن نتنازل، بدأت بتشديد الحصار على أكثر من عشرين مليوناً من شعبنا اليمني العظيم، فبادرت إلى احتجاز سُفُنِ النفط والديزل والغذاء وَمنعِها من إفراغ حمولاتها في ميناء الحديدة، ظناً منها أنها ستخلُقُ حالةً من الحاجة والجوع والشدة تدفعُ بالناس للفوضى والتذمُّر، وفي نفس الوقت تضغط على صنعاء بمجلسها السياسي الأعلى للقبول بما تسعى إليه دول الطغيان الدولي، متناسية أن الشعبَ اليمني وقيادتَه الحكيمةَ الذين هزموا تحالفَ العدوان طوالَ خمسة أعوام قادرون على التعامل مع الأزمات بكل أشكالها وأنواعها وبطرق مختلفة وبوسائلِ حسمٍ لا يتوقَّعُها العدوّ ومن حيث لا يحتسبُ.
ونحن على يقين من تراجع قوى العدوان وأدواتها عن حصار ميناء الحديدة وسيسمحون للبواخر المحتجَزة لإفراغ حمولتها من النفط فيه بعدَ أن تأتيَهم الأوامرُ من سادتهم في الإمارات والسعودية الذين ستأتيهم من سادتهم أمريكا وبريطانيا؛ لأَنَّ قائدَ الثورة بحكمته وشجاعته قد وعد بأنه لن يسمحَ لتحالف العدوان وأدواته بتجويع الشعب اليمني، وقادة ذلك التحالف يعلمون ويدركون تماماً قبل غيرهم ماذا يعني وعد قائد المسيرة القرآنية.