داعش والقاعدة ذرائع للهيمنة والتوسع الأمريكي لإحتلال الجنوب اليمني
[مأرب برس|23/ابريل/2016م] – سيناريو أمريكي معروف ومجرّب في بعض البلدان العربية والإسلامية كالعراق وافغانستان، ويجري تنفيذه اليوم جنوب اليمن بكل تفاصيله وعناوينه، حيث لم يعد الحديث هناك عن سيطرة القاعدة وداعش على جزء هام وحيوي من العالم مجرد كلام للاستغلال والمزايدات .
فيما تحضر الإرادة الأمريكية تنزوي كل أدواتها، وتطفو على السطح ذرائع وحجج الهيمنة وبسط النفوذ العسكري والأمني على حد سواء, وليس بالضرورة إنكار وجود هذه الأدوات والتغطية على جرائمها، فمقتضيات سياسة التدخل الأمريكية تستوجب التحذير منها والتشديد على ضرورة مواجهتها، والحد من توسعها.
وفي هذا السياق وللتمهيد لتطبيق هذا السيناريو انطلقت ما يسمى الحملة الأمنية في مرحلتها الثانية لمواجهة القاعدة وأخواتها، وإن بدأت بحذر في مدينة عدن وانعكس ذلك في التعاطي الإعلامي حولها إلا أنَّها وعلى غير العادة تحاط بهالة إعلامية كبيرة في لحج وأبين اللتين تشهدان معارك عنيفة على مشارف مدينة زنجبار مركز المحافظة بمشاركة من طيران الأباتشي الإمارتي.
هذا النشاط العسكري وما يقابله من تغطية إعلامية واسعة وصلت إلى حد الإقرار متأخرا بأن القاعدة هي من تحكم قبضتها على مدن الجنوب، ويكشف عن حقيقة المشروع الأمريكي والذي بدت مؤشراته من خلال الدفع بالإمارات للمطالبة بدعم عسكري أمريكي يساعدها فيما أسموه شن هجوم جديد ضد تنظيم القاعدة المسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي اليمنية بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز.
التقرير الذي جاء قبيل زيارة وزير الحرب الأمريكي آشتون كارتر إلى الإمارات بأيام، وهي الزيارة التي عقبها إرسال 200 مدرعة وآلية عسكرية إماراتية إلى حضرموت في إطار ما أسموه التجهيز والإعداد لتحرير مدينة المكلا من عناصر القاعدة.
وهنا تتضح اللعبة وأبعاد وخفايا المؤامرة، إذ كيف لمن مكّن القاعدة وداعش من الجنوب وتغاضى عن تواجدها وجرائمها أن يقاتلها ولمصلحة من يكون ذلك ؟!، وما هو الذي استجد بحيث تستنجد الإمارات بالولايات المتحدة لمحاربة هذه الأدوات؟ ..
أسئلة عدة بحاجة إلى التوقف والتأمل ومراجعة المواقف قبل أن يصحو الجميع وقد باتت مدن الجنوب ساحة للقواعد العسكرية الأمريكية، ومرتعاً خصباً للقاعدة وداعش.