دواء جديد للسرطان يفتح أملا كبيرا للمرضى مع خفض الآثار الجانبية
وافقت الجهات الرقابية الطبية في أوروبا على طرح دواء جديد للاستخدام من فئة وصفوها بـ “طفرة” في علاج مرض السرطان، يمكنه علاج مجموع واسعة من الأورام.
ولا يهتم الدواء “غير المحدد بورم” بالمكان الذي ينمو فيه السرطان في الجسم طالما أنه يحتوي على خلل وراثي محدد في الداخل.
ووصف الأطباء البريطانيون الذين يختبرون الدواء بأنه “مثير حقا”.
وأضافوا أن منهج العلاج ينطوي على إمكانية علاج المزيد من المرضى مع خفض الآثار الجانبية.
ويُطلق على الدواء الجديد الموافق على استخدامه اسم “لاروتيكتينيب”.
وقالت جوليا تشيشولم، مستشارة سرطان الأطفال في مستشفى رويال مارسدن، لبي بي سي: “إنه شيء مثير حقا، إنه (الدواء) فعال مع مجموعة من أمراض السرطان، ولا يقتصر على نوع واحد”.
يتجاوز الدواء الجديد حدود علاج “سرطان الثدي” أو “سرطان الأمعاء” أو “سرطان الرئة”، لكونه يركز على الطب الدقيق الذي يستفيد من التركيب الجيني لورم كل مريض.
وقالت تشيشولم لبي بي سي: “الجميل في الأمر أنه يستهدف الحالات الشاذة”.
وأضافت : “هناك عدد من المسارات الكيميائية الحيوية الشائعة في عدد من الأورام المختلفة”.
وقالت: “أعتقد أن هذه طريقة فعالة وتحقق نتائج أفضل، وعلاج المزيد من المرضى وإنتاج علاجات رحيمة مع أقل آثار جانبية.”
ولا يعني قرار جهات الرقابية الأوروبية أن الدواء سيكون متوفرا على الفور للمرضى في بريطانيا.
بيد أن هيئة التأمين الصحي البريطانية وصفت الدواء “غير المحدد بورم” في وقت سابق من العام الجاري بأنه “ثورة ” و”طفرة جديدة مثيرة” في علاج السرطان، وقالت إن الاستعدادات جارية لضمان استفادة المرضى به.
وقال سيمون ستيفنز، الرئيس التنفيذي لهيئة التأمين الصحي البريطانية، في ذلك الوقت: “إن الفوائد التي تعود على المرضى، لاسيما الأطفال، والقدرة على علاج أنواع مختلفة من أمراض السرطان بدواء واحد هائلة، إذ يساعدهم على أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة”.
وقال تشارلز سوانتون، كبير أطباء بحوث السرطان في بريطانيا، إن الدواء “مثير”.
وأضاف: “ستحتاج هيئة التأمين الصحي إلى التأكد من توافر اختبارات سليمة للجينوم في شتى أرجاء البلاد لتحديد المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من الدواء، لذا من الأفضل أن تفكر الهيئة بالفعل في كيفية توفير الدواء لمرضى السرطان في أقرب وقت ممكن”.
وقال بريندون غراي، من شركة “باير” التي طورت لاروتريكتينيب: “بوصفه أول دواء لا يعتمد على ورم محدد في أوروبا، يمثل لاروتيكتينيب تحولا حقيقيا في علاج السرطان”.