المبادرة والتحالف
العلامة / سهل إبراهيم بن عقيل
إن الذي قدمه صاحب الفخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط من مبادرة للمملكة السعودية في وقف هجمات الصواريخ الباليستية والطيران المسير بين قوات التحالف المعتدية واليمن المعتدى عليه لا أظن قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا تقبل ذلك لأسباب كثيرة.
منها الاستهانة بالشعب اليمني لأنه لم يكن متوقعا منه هذه الثورة العارمة التي شملت بدررها الخمس القارة الآسيوية والقارة الأمريكية وغيرها حتى أميركا اللاتينية ودهاليز الدول الاستعمارية نفسها.. وهم يتعجبون الآن وتآخذهم الدهشة أن اليمن الذي لم يكن يذكر في السياسات العربية سابقاً وخاصة بعد هيكلة الجيش والأمن وجميع الدوائر وكل شيء في اليمن وكانوا يظنون أن اليمن قد أصبح في خبر كان بعد هذه الهيكلة التي لو أصابت بعض دول العالم الكبير لأماتته لمئات السنين فالخيانة التي وقعت من عملاء أميركا وأضرابها والسعودية قد جعلت اليمن في خبر كان حسب ظنهم ولم يعلموا أن اليمن مهما أصابه من العملاء والأراذل سواء كانوا حكاما عليه أو محكومين فإنه لا يموت لأن فيه نفس الرحمن والرحمن حي دائم قائم قبل كل شيء وبعد كل شيء فحياته دائمة حسب قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم : “وأني لأجد نفس الرحمن من جهة اليمن” أي أن العزة التي هي لله ولرسوله وللمؤمنين باقية في هذا البلد الطيب إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن صاحب هذا الحديث لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى علمه شديد القوى وكلام الله ثابت وقد رأيناه الآن بالحس والمعنى فقد أصبحت اليمن بفضل هذه الثورة الشعبية قبلة في العالم يُنظر إليها بعين الإكبار فهي نور ونار تسطر للمستضعفين في العالم بانوارها الطريق الصحيح لعزة الإنسان وكرامته.
وعلى الأراذل الأحذية وأحذية أحذيتهم أن يعوا ذلك بعين الواقع المعاش الآن فإن تحرير الجزيرة العربية سيأتي قريبا وستكون اليمن هي المفتاح والسيف والدرع الذي سيحمي المستضعفين في هذه المنطقة ومن حولها وقد بدأ ذلك حتى في دول التحالف نفسها فهل يعقلون أم هم صُم بكم عمي فهم لا يعقلون أعمى الله أبصارهم فهم لا ينظرون إلى الواقع أخذتهم الكبرياء فأميركا تأبى على أذنابها أن يخضعوا لهذه المبادرة وكذا التحالف فإن انتصار اليمن على هذا التحالف الذي ضم قوى الشر جميعها في العالم ليعطي درساً قاسياً لأميركا من أعظم الدروس التي تجرعتها كؤوساً مسمومة في جميع أنحاء ال