ما بعدَ عمليات توازن الردع
د. هشام الجنيد
إن تاريخَ النظام السعودي الصهيوني هو امتداد لأعداء الحق والإسلام. ومن مظاهر عدوانه الإنفاقُ للصد عن سبيل الله وقتلُ الإنسان والإنسانية وغرسُ الفتن وإشعالُ الحروب ونهبُ الثروات اليمنية.. وعدوانُه على بلادنا يهدفُ في الأصل إلى إخماد المسيرة القرآنية؛ كونها على ذات المسار الثوري الإسلامي الذي سار عليه الأنبياء والرسل عليهم الصلاةُ والسلامُ وسار عليه رسولُ الله صلى اللهُ عليه وآله وسلم وأولو الأمر الأولياء الصادقون.
ومن مبادئ الإيمان بالمسيرة القرآنية الدفاعُ عن الدين والوطن والحرية، إقامة الحُجّة على العدوان، وتحذيره من عواقب السير على خُطَى أعداء القرآن. وقد حذر قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي -نصره الله- والقيادات السياسية في أكثرَ من مناسبة العدوانَ السعودي والإماراتي إذَا لم يتوقف عن حصاره وعدوانه وحربه الاقتصادية، تحذيراتٌ مستمرّةٌ من عواقب الدفاع والرد المشروع على المنشآت الحيوية والنفطية وعملاً بقاعدة السِّن بالسِّن والأمن بالأمن والنفط بالنفط.. فلن يكونَ النفطُ أغلى من الدم اليمني.
إن زوالَ النظام السعودي مرتبطٌ بإفلاسه مالياً، ومؤشرات إفلاسه قد بدَت واضحةً من خلال: تكاليف الحروب التي يدعمها والتي تزايدت بوتيرة مرتفعة في المنطقة منذ العام 2011م وفشل رهانه على الدعم الأمريكي، ومن خلال علاقة الإدارة الأمريكية مع النظام السعودي القائمة على ترحيل عائدات مبيعات النفط إلى الخزائن الأمريكية، وما يخصص لنظام بني سعود سوى الفتات بالمقارنة مع تلك المرحَّلة إلى الخزائن الأمريكية، ومن خلال شراء الأسلحة من تجار السلاح اليهود بأمريكا، ومن خلال أسلوب تعاطي وابتزاز ترامب مع النظام السعودي وعلى قاعدة الربح التي يراها، ومن خلال المقابل المالي الذي يطلبه ترامب بين الفينة والأُخرى من إدارة العدوان السعودي مقابل الحماية، وما زال يتوعد عن مرحلة الذبح عندما يجفُّ الضرع الحلوب، ومن أهم مؤشر الإفلاس هو إنفاق هذا النظام على الحرب التي بدأها على بلادنا على قاعدة الاستنزاف كما رُسم لها وتحت سيطرة قيادة القوات اليمنية المشتركة حتى تتناسبَ والإمْكَاناتِ المتواضعة.
واستهداف الطائرات اليمنية المسيّرة منشآتِ أرامكو النفطية من منطلق الدفاع المشروع والتي سُمّيت بعملية توازن الردع الثانية التي تترتب عليها خسائرَ مالية عظيمة، من العوامل المهمة المساهمة إلى جانب العوامل السابقة في إفلاس النظام السعودي، زد على ذلك أن مراحل توازن الردع في مسار يتطور، فقادم العمليات الحربية الدفاعية لمنظومة سلاح الجو اليمني سيكون أكثر ضرراً وألماً.
وعلى هذا الأَسَاس فمصيرُ النظام السعودي آيلٌ إلى الخسارة والإفلاس والحسرة، وبالتالي زواله إذَا لم يراجع حساباته بوقف عدوانه ووقف صده عن المسجد الحرام واعترافه بعدوانه وتحمل تكاليف وتبعات أعماله الإجرامية في اليمن.