القرآن هو بالشكل الذي يبني أمة عالمية

|| من هدي القرآن ||

نقول دائماً: المفردات في القرآن، لا يوجد مفردة إلا وتجدها مأخوذة بعين الاعتبار، عندما يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية104) هو بالشكل الذي يبني أمة، هو رسالة عالمية، وهو بالشكل الذي قابل أن يكون رسالة عالمية، وأن كلمة: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} (الحج: من الآية40)، والوعود هذه كلها مبنية على ماذا؟ على هذه الرؤية الواسعة، لا تقل: بأنه ربما دين قد يكون فقط لإقليم معين من الأرض، وقد تكون الوعود الإلهية كلها محصورة فقط فيما إذا تحرك هذا الدين في هذا الإقليم فقط، أما من خارج ربما لا.

 

كلمة: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} (التوبة: من الآية33) واضحة، يظهره على الدين كله في الأرض هذه، ثم {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}، ليس معها حدود، حدودها العالم؛ لأن هذه رسالة عالمية، لا يمكن من ينصره، تكون فقط في إقليم معين، من ينصره بهذا الشكل الواسع؛ لتكون رسالته عالمية، ما هو قابل للتحديد، لا يمكن أن يصح هنا أن أقول: رسالته عالمية، لكن وعده محصور، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} في البلاد العربية فقط مثلاً، أو {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} في اليمن. يجب أن تنظر إليها مثلما يقول هو في موضوع الرسالة أنها للعالمين.

 

أن تكون رسالة للعالمين، وأنت تجد العالمين ثقافات كثيرة، وأشياء كثيرة، يجب أن تثق بأن هذه الرسالة هي بالشكل الذي يظهر على الكل، يظهر على الكل. لكن لن تراه بالشكل الذي يظهر داخل بلادك، إذا أنت تعود إلى الأشياء الأخرى، إلى الكتب الأخرى، ما معنى ليظهره، ليظهر كتب المذاهب هذه، في الفقه، والأصول، والأشياء هذه، وكتب الترغيب، والترهيب، أنها هي التي ستظهر على الدين كله، لن تستطيع أن تظهر، ولا في إقليم واحد! بكتابه، دينه أساسه كتابه، كتابه تجده في الأخير بشكل يعطي فعلاً صورة عن البشر، يشخص البشر، تشريعه، حركته قابلة لئن تستوعب البشر، وتهذبهم، وتجعلهم يسيرون على نمط واحد.

 

الأشياء الأخرى التي قدمت في الفقه، في كتب الحديث، والتفسير، وأشياء من هذه، غير قابلة أن تكون مقبولة هنا، أن تكون مقبولة فضلاً عن أن تظهر، ستصطدم بواقع، بسنن، مثلما اصطدمت داخل البلاد الإسلامية هنا، في تاريخ أهل البيت، هنا في اليمن في إقليم واحد، كان يقوم بعض الأئمة واصطدم بمسائل فقهية، وأصولية، هنا داخل، ثم يحاول من جديد يبين بطلانها، وأنها هي لا تشكل عوائق أمامه، رؤى فقهية، أو مفاهيم عقائدية معينة، أو قواعد أصولية، كان يصطدم بها في إقليم واحد في العالم.

 

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

[الدرس الثامن والعشرون – من دروس رمضان]

 

 

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: 28 رمضان 1424هـ

 

الموافق: 22/11/2003م

 

اليمن ـ صعدة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى