الإندبندنت: المهرة ترفض التواجد السعودي وتعدد الولاءات ينذر بحرب مدمرة
في متابعتها للمستجدات الميدانية بمحافظات جنوب اليمن المحتل، نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية تقريراً لمراسلتها في الشرق الأوسط، “بيل ترو” التي سلطت الضوء من خلاله على الصراع المحتدم في معسكر التحالف على جغرافية الجنوب، كما تناولت المحاولات السعودية لفرض سيطرتها على المهرة واستنفار أبنائها لمواجهة ما اسموه بالاحتلال السعودي.
في التقرير أشارت المراسلة ترو، “أن هناك تحذيرات من الهجوم على المهرة كونه لن يؤدي لحربٍ بين الشمال والجنوب فقط، بل سيقود لحرب داخلية بين أبناء الجنوب أنفسهم نتيجة توزع خارطة الولاءات بين قطبي التحالف السعودي والإماراتي، الأمر سيزيد من تعقيد الأوضاع وتأجيج الصراع في بلدٍ أنهكته الحرب وقاده التحالف لأسوأ كوارث العالم الإنسانية”.
كما تطرق التقرير لتصريحات الوكيل السابق لمحافظة المهرة علي سالم الحريزي، الذي قال” “بأن الخطر قادم إليهم”، في الوقت الذي يقود فيه مجموعة من أبناء قبائل المهرة المتأهبين بأسلحتهم لمواجهة أي محاولات سعودية لاقتحام محافظتهم.
وأوضحت ترو في تقريرها، “أن هذه الجماعات بقيادة الحريزي، ترفض توجهات دول التحالف لتقسيم اليمن واستهداف وحدة أراضية، مشيرةً إلى أن هذه الجماعات قد واجهت المحاولات الاماراتية لدخول المهرة في فترةٍ سابقة، وحالياً تخوض المواجهة ضد السعودية التي تحاول إدراج المهرة ضمن منطقة نفوذها وسيطرتها العسكرية عبر جماعات محلية على رأسها المحافظ الذي عينته عن طريق هادي”.
وفي سياقٍ متصل تناول التقرير تطورات الوضع الميداني في المحافظات الجنوبية الأخرى والصراع الدائر بين مليشيات ما يعرف بالمجلس الإنتقالي وقوات هادي “بحسب التقرير”، حيث قالت المراسلة في الشرق الأوسط: “بعد استيلاء مليشيا الإنتقالي على عدن، اتجهوا نحو محافظة أبين، منتزعين السيطرة على معسكرين كانا تابعين لقوات هادي، وعلى الرغم من مناشدات الأخير للحكومة السعودية بالضغط على الإمارات لوقف دعمها للانتقالي والتوجيه بانسحاب مليشياته من مدينة عدن، أو بالتدخل المباشر للقضاء على هذه المليشيات التي أسماها بالانفصالية، غير أن المملكة قابلت هذه المناشدات بنوع من البرود واكتفت بتوجيه دعوة للأطراف المتصارعة في الجنوب بضبط النفس والجلوس إلى طاولة حوار لحل الخلافات، ما دفع هادي لتوجيه الاتهام المباشر لحكومة الإمارات بوقوفها وراء ما يجري في المحافظات الجنوبية ودعمها للإنقلاب الإنفصالي“.
وأشارت بيل “أن الصحيفة قد أجرت لقاءاتٍ مع عددٍ من القادة والمسئولين الإماراتيين الذين أكدوا بعدم ضلوعهم في الأحداث الأخيرة بعدن، رافضين الاتهامات الموجهة إليهم من قبل هادي وحليفه حزب الإصلاح”. ولفتت “أن ما يجري في الجنوب في ظل دعوات القبائل الأمهرية لمواجهة ما أسموهم بالغزاة، ينذر بنشوب معارك طاحنة وحربٍ مدمرة بحسب مراقبين ومهتمين بالشأن اليمني”.