التحالف السلولي والشرعية الانتقائية

عبدالفتاح علي البنوس

تحت شماعة استعادة الشرعية الدنبوعية المزعومة شنت مملكة الشر عدوانها الهمجي على بلادنا ، ومن أجل ذلك قامت بتشكيل تحالف يضم قرابة 17دولة للعدوان على اليمن ، وفرضوا الحصار الجائر على الشعب اليمني برا وبحرا وجوا ، قتلوا وجرحوا الآلاف ، وشردوا الملايين من منازلهم ، ودمروا المنشآت العامة والخاصة ، واستهدفوا البنية التحتية ، وعملوا على إهلاك الحرث والنسل ، واستخدموا في ذلك أشد وأفتك القنابل العنقودية والفسفورية المحرمة دوليا ، والصواريخ المدمرة ، وحشدوا من أجل ذلك آلاف المرتزقة من مختلف أرجاء العالم ، وجلبوا أحدث الأسلحة والذخائر الذكية الأمريكية والأوربية ، كل ذلك من أجل عودة الشرعية الدنبوعية المزعومة..

شنوا عواصف الحزم ، وإعادة الأمل وغيرها من المسميات التي أطلقوها على عدوانهم الغاشم وحربهم الظالمة على وطننا وشعبنا ، ولم يدخروا أي وسيلة في قتل اليمنيين وتدمير اليمن ومارسوا صنوف وأشكال الحرب العسكرية والاقتصادية والناعمة بذريعة إعادة الشرعية ، ولكنهم بعد فترة وجيزة فضحوا أنفسهم وأظهروا حقيقة أهدافهم من وراء العدوان على اليمن ، فلا شرعية يدافعون عنها ، ولا شرعية يسعون لإعادتها ، فهم أول من يدرك أن هادي وحكومته الفندقية لا يمتلكون ذرة شرعية ، ولا مسوغاً قانونياً لشرعيتهم المزعومة ، ولكنهم جعلوا منهم مطية وذريعة لتمرير أهدافهم ومخططاتهم الإجرامية..

ولو سلَّمنا بشرعية هادي وحكومته الفندقية ، فإن تحالف العدوان هو أول من انقلب عليها في الجنوب ، حيث تدخل عسكريا ، وفرض السعودي والإماراتي نفسيهما حكاما عليه ، وسرعان ما عملوا على عسكرة الجنوب وفرض واقع الاحتلال من خلال تواجدهم العسكري واستحداث مليشيات موالية لهم تفرض هيمنتها وسيطرتها على كافة المحافظات الجنوبية والشرقية غير مكترثة بسلطة الشرعية الدنبوعية وحكومة الفنادق ، فصار وزراء الحكومة الفندقية لا يمتلكون صلاحية دخول عدن إلا بعد الحصول على موافقة الحاكم العسكري الإماراتي..

الشرعية التي جاءوا من أجل استعادتها حد زعمهم هم من أسقطوها وانقلبوا عليها في المهرة وحضرموت وسقطرى وعدن وشبوة والضالع ولحج وأبين ، واليوم كشفت مسرحية المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن وأبين والتي بدأ عرض فصلها الثالث في شبوة بأن الشرعية التي دخلوا اليمن من أجل إعادتها مجرد أكذوبة وشماعة ومطية استغلوها من أجل تحقيق أهدافهم الخبيثة الشريرة ، والتي يعد الانفصال أبرزها..

انقلب الانتقالي الجنوبي على الشرعية الدنبوعية ، ومسح بما تبقى من كرامتها الأرض ، ومرَّغ أنفها في الوحل ، ومارس مختلف صنوف الإذلال والمهانة في حق المواطنين في عدن وأبين ، وتحول الانتقالي إلى دولة مستقلة في عدن وأبين بدعم وإسناد إماراتي على مرأى ومسمع العالم أجمع ، ولم تحرك السعودية ساكنا ، ولم تنبس الشرعية الدنبوعية ببنت شفه للدفاع عن نفسها ، لم تحرك السعودية طائراتها لقصف المتمردين والانقلابين في عدن وأبين ، ولم تطلق عاصفة حزم ، ولم تفرض حصارا عليهم ، ولم تشكل تحالفا ضدهم ، ولم تجلب مرتزقة لقتالهم ، ولم تشتر أسلحة جديدة لقتالهم ، بل أرسلوا وفدا للتفاوض معهم وتقديم الإغراءات لهم لضمان الولاء لها..

بالمختصر المفيد: أكذوبة إعادة الشرعية الدنبوعية التي استخدمت ذريعة للعدوان على اليمن والذهاب لاحتلاله وتمزيق وحدته ونسيجه الاجتماعي ، لا تختلف كثيرا عن أكذوبة الأسلحة النووية والكيماوية التي استخدمتها أمريكا في حربها على العراق ، المخطط والمنفذ واحد ، والهدف هو تمكين الأعداء من السيطرة على ثروات ومقدرات العرب والمسلمين ، وتسليطهم على رقابهم ، يريدون لنا الذل والهوان والصغار ، ويأبى الله ورسوله لنا ذلك ، فهيهات هيهات منا الذلة ، ولا يمكن أن نفرط في الأرض والعرض والسيادة والكرامة ، ولن تسود في اليمن إلا الشرعية الوطنية اليمنية ، الشرعية التي مصدرها الشعب اليمني والإرادة اليمنية التي لا تقبل بوصاية واستعباد ، ولا ذل ولا هوان ، الشرعية التي تدافع عن الوطن من الغزاة والمحتلين ، لا تلك التي تساندهم وتتحالف معهم ضد وطنهم وشعبهم.

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى