علاقة أهل اليمن بالإمام علي (ع)
زيد البعوة
علاقة إيمانية جهادية قرآنية محمدية متينة تربط أهل اليمن بالإمام علي عليه السلام على مر التاريخ، علاقة يشهد لها الزمان وتؤكدها التضحيات والمواقف، علاقة يدل عليها اليوم الارتباط الوثيق المستمر الثابت بهذا الإمام العظيم علاقة متصلة بالله وبرسوله وبكتابه وبآل البيت عليهم السلام وفي مقدمتهم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام ولم يستطع دعاة الفتنة والنفاق والتضليل أن يحولوا بين اليمنيين وبين علاقتهم بالإمام علي أو أن ينالوا منها أو حتى يحدوا من قوتها ومتانتها لأنها علاقة عقائدية دينية لا يمكن أن تتغير في نفوس أحباب وشيعة الإمام علي عليه السلام.
يتميز الشعب اليمني عن بقية شعوب العالم العربي والإسلامي أنه يحتفي بعيد الغدير عيد الولاية ذكرى ولاية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه بشكل استثنائي على مر السنين، حيث يحتفل اليمنيون في مختلف المحافظات بشكل جماهيري كبير وواسع بدأ من ليلة السابع عشر من ذي الحجة بالألعاب النارية واشعال النيران على الجبال وأسطح المنازل وفي صباح يوم الثامن عشر من ذي الحجة يتوافد الناس من مختلف المناطق الى ساحات واسعة ليتحدثوا عن عظمة هذا اليوم بكلمات وخطب ثقافية ورقصات البرع الشعبي، معبرين عن استجابتهم لأمر الله وبلاغ رسوله محمد صلى الله عليه وآله في هذا اليوم ويستمر ذلك حتى غروب يوم الثامن عشر من ذي الحجة وتتوالى بعدها الفعاليات والأنشطة لعدد من الأيام للتذكير بفضيلة هذه المناسبة العظيمة على الإسلام والمسلمين.
الشعب اليمني منذ بداية الإسلام تربطه علاقة كبيرة بأمير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الى درجة أن الإمام علي تحدث عن ذلك بنفسه في قصيدة له وهو يثني على قبائل همدان اليمنية حين قال: ولو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمدان ادخلوا بسلام. اليمنيون قاتلوا وجاهدوا مع الإمام علي في أحد والخندق وصفين والنهروان ويوم الجمل وسطروا أروع الملاحم البطولية تحت لواء الإمام علي ولا يزالون يفعلون ذلك الى اليوم.
أبناء اليمن لهم علاقة تاريخية متجذرة بصاحب المناسبة امير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام منذ عهد رسول الله الى اليوم فقد أسلموا على يديه وقاتلوا معه ونصروه ويكفيهم شرفاً وفخراً أن عمار ابن ياسر ومالك الأشتر هم أبرز أصحاب الإمام علي كرم الله وجهه الذين كانوا يلازمونه كظله ويعملون تحت رايته فجسدوا معنى التولي له والاستجابة لله ورسوله واليوم ها هم أحفادهم اليمنيون يحذون حذوهم ويسيرون بسيرتهم قولاً وعملاً يتولون الإمام علي عليه السلام ويتمسكون بمبادئه ويمضون على نهجه وحبه وطاعته.
لا يكاد يمر عام من الأعوام على الشعب اليمني كيفما كانت الظروف وكيفما كانت الأحوال إلا وهناك مواقف واعمال يجسدها اليمنيون في واقعهم تثبت مدى ارتباطهم الوثيق وعلاقتهم الوطيدة بأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام في الجمعة الأولى من رجب ذكرى دخول عدد كبير من اليمنيين في الإسلام وفي الثامن عشر من ذي الحجة ذكرى ولاية الإمام علي وفي ليلة الثامن عشر من شهر رمضان ذكرى استشهاد الإمام علي، يواكب اليمنيون مسيرة حياتهم الإيمانية ومسيرة توليهم لأمير المؤمنين علي عليه السلام بالمزيد من التشبث والتمسك والمضي قدماً على نهج إمامهم معتبرين ذلك طريقاً سالكاً يوصلهم الى رضوان الله وجنته وطاعة رسوله.
وها هو الشعب اليمني اليوم في نهاية عام 1440هجرية بعد حوالي 1430 سنة من يوم الولاية الذي كان في السنة العاشرة للهجرة يثبت مجدداً مدى تمسكه بما أمر به الله وبما وجه اليه رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم الغدير حين خاطب المسلمين قائلاً: أيها الناس ان الله مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، واليوم في ذكرى الولاية يخرج الشعب اليمني ليجدد العهد والولاء والبيعة لله ورسوله والإمام علي، معلنين توليهم الصادق المعمد بالدماء في المضي قدماً تحت راية حفيد الإمام علي السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله في مواجهة أولياء الشيطان، وكلهم ثقة أن وعد الله بالنصر لمن يتولاه ويتولى رسوله ويتولى الإمام علي لا يمكن أن يهزم أو يقهر لأن حزب الله هم الغالبون.